| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء 6/12/ 2011

     

غياب الوحدة الوطنية .. تهديد لمستقبل العملية السياسية في بلادنا

كاظم فرج العقابي
Libra.1822@yahoo.com

ان معالم الوضع السياسي المأزوم الذي تشهده بلادنا يلقي بظلاله على حياة الناس فيحيلها الى حياة يشوبها القلق والتوجس والمعاناة والاضطراب , ولهذا تتسع الفجوة يوما بعد يوم بين الحكومة والشعب بسبب تفاقم الظواهر السلبية التي تنغص حياة المواطنين اليومية , منها على سبيل المثال لا الحصر : قلة الخدمات بانواعها المختلفة , الكهرباء , البطالة , الفساد المالي والاداري , الوضع الامني الهش الذي تعيشه البلاد , فقدان المصداقية بين اوساط المسؤولين والمهاترات بين الكتل النافذة وصراعها المستميت من اجل مصالحها الفئوية والحزبية الضيقة دون اكتراث للمستحقات الوطنية ومتطلباتها , تحديدا الانسحاب المرتقب للقوات الامريكية وضرورة العمل لسد الفراغ الامني الذي سيتركه الانسحاب والذي يتطلب تحقيق حد ادنى من الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات القادمة وهذا ما ذهب اليه الحزب الشيوعي العراقي بمذكرته التي وجهها الى الرئاسات الاربع والمبادرة التي اطلقها اخيرا بضرورة عقد مؤتمر وطني يجمع القوى السياسية المشاركة في السلطة وخارجها , الحريصين على مستقبل العملية السياسية لغرض التداول فيما بينها وصولا الى وضع برنامج واليات عمل لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة عند الانسحاب الامريكي . ان هذا يتطلب الارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية وتقديم التنازلات المتبادلة لبعضهما البعض وايجاد الحلول العملية والعقلانية لحل الاشكالات والخلافات القائمة بينهما .

وتجد مبادرة الحزب الشيوعي العراقي مقبولية كبيرة من لدن ابناء شعبنا من خلال ما نسمع من تصريحات , وما نلمسه من ردود افعال ايجابية عند اطلاعهم على مذكرة الحزب والمبادرة التي اقدم عليها .

ان انتشال بلادنا من واقعها المزري في كافة جوانبه مرهون بتبني المشروع الوطني الديمقراطي العابر للطائفية والاثنية وهذا ما تناولته مذكرة الحزب ومبادرته ولقاءات وفوده الاخيرة مع الرئاسات الاربع وبعض المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية وقادة الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني المختلفة وقوى التيار الديمقراطي وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا من بعض المسؤولين ودعوتهم لعقد مؤتمر وطني سريع وهذا ما دعا اليه ايضا رئيس الجمهورية اخيرا .

ان المواطن العراقي ينتابه اليوم هاجس الخوف من الآتي القريب في ظل غياب الامن والاستقرار وبسبب عدم حسم القوى السياسية المتنفذة لنزاعاتها وخلافاتها وعدم الترفع على مصالحها الخاصة لصالح استحقاقات الوطن السياسية والفاصل الزمني عن اليوم الموعود لانسحاب القوات الامريكية ماهو الا اسابيع قلائل .

وفي حالة عدم توصل القوى السياسية الحاكمة خلال الايام القادمة الى حلول منطقية لخلافاتها واعني تحديدا دولة القانون / القائمة العراقية / القائمة الكردستانية ستشهد البلاد صراعا ملتهبا في محاولة كل طرف من الاطراف اعلاه لسد الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الامريكي وباستخدام مختلف الوسائل , وقد يصل الامر بعودة المليشيات المختلفة مرة اخرى والعودة بالبلاد الى المربع الاول. وستخضع البلاد بمناطقها واطرافها الى هيمنات طائفية واثنية , يغذي ذلك المؤيديين لمشروع بايدن والمؤيدين للاقاليم التي لم تنضج الظروف لاقامتها الان وليس هذا بمعزل عن التدخلات الاقليمية والدولية الداعمة لهذه الكتلة او تلك وفق ما تمليه مصالحها داخل العراق .

ان صيانة العملية السياسية واسترداد سيادة البلاد مسؤولية الجميع وعلى القوى السياسية الحاكمة ان تدرك بان تازم اوضاع البلاد وتعثر مسار العملية السياسية وكل تدهور لاحق للبلاد ستتحمل عواقبه هي قبل غيرها , امام الشعب والتاريخ .



3/12/2011
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات