| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 6/12/ 2009

 

لا دولة للقانون في أسواق الباب الشرقي

حسين النجار

تتردد هذه الأيام وبكثرة الأخبار عن عمليات دهم واختطاف وقتل من قبل أشخاص مجهولي الهوية يرتدون الزي العسكري يجولون ويصولون في مناطق بغداد والمحافظات بعيداً وعن قرب من أجهزة الدولة الرسمية .

وآخر الأخبار التي سمعناها عبر شاشات التلفاز وقوع جريمة سرقة تقدر باربعين مليون دينار إضافة الى عدد من قطع الحلي الذهبية من قبل أشخاص يرتدون الزي العسكري قالوا أنهم مكلفون بإلقاء القبض على احد المشتبه بهم في المنطقة .

وفي الفترة القليلة الماضية سمعنا بقتل عدد من المدنيين الأبرياء في منطقة أبو غريب ، يحدث كل هذا وأكثر ودولة القانون لا تحرك ساكناً ولا تبذل أي جهد امني لضمان تكرار مثل هذه العمليات بل وقفت ساكنة حالها حال المواطن العادي والشرطي الذي يحمل جهاز السونار ويلوح بيده "اطلع اطلع" .

اليوم في طريق عودتي الى المنزل أوقفنا رجل امن بسبب تأشير جهازه الى سيارتنا وقال اذهبوا الى التفتيش وعند وصولنا الى النقطة المعنية ابتسم لنا الشرطي المكلف بهذه العملية وقال هل يحمل أحدكم سلاح فجاء الجواب سريعاً انا احمل "قنينة عطور" ضحك كثيراً وقال اذا كان أحدكم يحمل سلاح فليخبرني والا سأبدأ بالتفتيش فرددت عليه ان يقطع الشك باليقين ويقوم بالتفتيش ، فبادر فوراً الى كلمته المعهودة "اطلع اطلع" .

والغريب في هذه الايام تلونت وتعددت ملابس رجال الامن وما اثار استغرابي اكثر هو ان عدد من رجال الامن يرتدون الزي "الزيتوني" الا توجد الوان غير هذا اللون الذي يمقته الشارع العراقي اما الاكثر غرابة فأنه عند دخولك الى سوق الباب الشرقي المقابل لحديقة الامة ، ستجد سوقاً كبيراً تعرض فيه من البداية الى النهاية انواع الملابس العسكرية والدروع والاحتياجات الخاصة وواقيات الرأس وربما تجد فيه بيع الاسلحة بالخفية ، وليس هذا هو الاكثر غرابة انما الاكثر منها هو قرب هذا السوق من وزارة الداخلية والطريق المقابل للسوق هو ممر السيد الوزير الذي يغلق الشارع لمدة ساعتين او اكثر عند مرور موكبه كذلك قرب هذا السوق من المنطقة الخضراء مركز الدولة ، كل هذا والسوق مطوق من قبل رجال حماية الشخصيات الذين يقفون الى جانب السوق منذ الصباح الباكر وحتى نهاية الدوام الرسمي للشخصيات وهنا يطرح لماذا هذا السوق ولماذا لا يفرض القانون على هذا السوق كيف سنتخلص من رجال الامن المزيفين اذا لم نوقف حداً لهذا السوق.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات