| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 6/12/ 2009

 

ملك الملوك ينتصر للإسلام

فاهم إيدام

عندما نشرت جريدة دنماركية بعض الرسوم الكاريكاتورية، والتي مثّل بعض منها وجهة نظر تنتقد الأدوار المحرّضة على العنف، وقد استهدفت تلك الرسوم فيما استهدفت، الديانات الثلاثة الكبرى بوصفها ـ حسب الناشرين ـ تمثّل المصادر الرأيسية في تفشّي العنف والأرهاب... قامت في العالم الأسلامي ـ العربي تحديداً ـ الدنيا ولم تقعد. وطالب الثائرون لله ورسوله الحكومة الدنمركية مراراً وتكراراً بالأعتذار للمسلمين!

الحكومة الدنمركية وقفت بدورها مدافعةً عن حرّية التعبير، فالرسوم لا تنتقد الأسلام ممثّلاً بشخص محمد لوحده، وإنما مثّلت انتقاداً للمسيحية واليهودية والبوذية، برموز هذه الديانات وشخصياتها كذلك. وتساءلت ـ أعني الحكومة ـ قائلةً : نعتذر عن ماذا؟ فليست الحكومة الدنمركية هي التي نشرت الرسوم وإنما صحيفة تصدر في الدنمرك! وربما قرأ رئيس وزراء الدنمرك تلك الجريدة في يوم صدورها، واطّلع على الرسوم في حينها، مثله مثل أيّ مواطن آخر.

رئيس الصحيفة اعتذر لمن يرى في الرسوم اهانةً وعبّر في وسائل الأعلام عن أنّ هذا لم يكن هو القصد. لكن ردّة الفعل في عالمنا العربي اتسعت بسرعة ودخلت كعادتها في اللامعقول، وبعد خطبٍ عصماء للقرضاوي وحسن نصرالله، ومن على شاكلتهم، هجم بعض الرجال في دمشق على السفاره السويديه وأحرقوا جزءً منها، وهم يهتفون ـ لبّيك يا رسول الله.

سأل التلفزيون السويدي وزيرة الخارجية آنذاك عن الحادث وعلاقة السفارة السويدية بالموضوع من الأساس، فشرحت الوزيرة لشعبها بأنّ كثيرون هناك لا يفرّقون بين السويد والدنمرك. لكن السؤال الأهمّ الذي وجّهه الصحفي لها كان هو ـ هل الأمر عفويّة الغوغاء أم....؟؟ فردّت الوزيرة بأنها لا تعتقد ذلك، وأنّ معرفتها للنظام في سوريا لا يسمح لها بفكرة عدم وجود ضوء أخضر من النظام لهذه الغوغاء!

واستمرّ الجنون، واستمرّت الخطب العصماء، وتمزيق الأعلام، ولعن الغرب الكافر والتنديد بالدنمرك وحكومته. وتطاول بعض تافهي العقول على أبناء الديانات الأخرى في بعض الدول العربية، فتعرّضوا لهم بالتهديد وتوجيه الاهانات، لهم ولدياناتهم. ثمّ تراجعت الأصوات شيئاً فشيئاً وهدأت الجموع الغاضبة بعد اكتشافها المكرّر بأنها عاجزة عن فعل شيء، من دون التعرّض للأزمة الحقيقية المتمثّلة بأزمة هذه الشعوب الداخليّه. ما ظلّ مستمراً هو تدفّق جموع المسلمين الهاربين من جحيم أوطانهم المؤمنة، نحو ذلك الغرب الكافر ودنماركه التي أغلقت باب اللجوء.
وللبصير أن يرى مساحة الأسقاطات النفسية للشعوب العربية المسلمة في ذلك، وللعميان استمرار العمى!

اليوم، وعلى خلفية الأستفتاء الذي جرى في سويسرا، والذي صوّت فيه الشعب السويسري على منع بناء مآذن جديدة بجانب المساجد الموجودة أصلاً. يعود مجدداً صوت الغوغاء للظهور، مُخْتَزَلاً هذه المرّة بتصريح الزعيم القائد الفيلسوف، إمام المسلمين وعميد الرؤساء العرب وملك ملوك أفريقيا ـ وربّما المهدي المنتظر بعد أن يقصف الله عمره ـ معمّر القذافي، يقول هذا المخترع الميكانيكي الأديب، بأنّ قرار الشعب السويسري هذا يعطينا المبرر على إعادة النظر بخطوات التسامح نحو الديانات الأخرى، ووضعيّة الكنائس في عالمنا الإسلامي!

نتساءل هنا بدورنا عن علاقة مسيحي مصري أو عراقي أو ليبي أو سعودي، بإستفتاء حدث في سويسرا؟ وما الذي سيردّ المسلمون به على هذا القرار، بمنع بناء أبراجاً للكنائس مثلاُ، وما هي الحرية التي لديهم أصلاً؟ هل استمع هذا الفيلسوف ـ جدّاً ـ إلى شكاوى أبناء الديانات الأخرى في العالم الأسلامي ولو مرّة واحدة، قبل أن يحرّض على التضييق عليهم أكثر وأكثر؟ لم لا ينظر هذا الدكتاتور إلى نفسه في مرآة الخجل؟؟؟؟؟

تنطلق معظم القرارات والإستفتاءات في أوربّا من علمانية هذه البلدان، ونحن نعلم أن بلدان كثيرة في هذه القارة العجوز سعت ومنذ فترةٍ طويلة، لتخليص مجتمعاتها من مظاهر التديّن الذي، من وجهة نظر عصريّة، يتّبع أساليب وطرق أصبحت لتقادمها غير صالحة لهذا العصر وإنسانه المعوّل عليه. فلو كان الشعب السويسري ينطلق من عنصريّة غذائها التعصّب للديانة المسيحية، لكان الأجدر به الأخذ برأي الفاتيكان الذي انتقد القرار بشدّه!

ولكن كيف لإمام المسلمين الذي قيل أن نجله ـ ووريثه طبعاً ـ دفع من أموال المسلمين ـ أم كان الزعيم قد ورث هذه الملايين عن أبيه؟؟ ـ مبلغ يقدّر بملايين الدولارات للمغنية الأمريكية ( مرايا كاري ) لقاء ثلاث أو أربع أغاني غنّتها له، وللشلّه التي كانت معه!! أقول كيف لهذا الإمام ـ أبعده الله عنّا وعنكم ـ فهم العصريّة وحرّية اختيار الشعوب لحياتها؟؟؟

هنيئاً للإسلام أمامه والمنافح عنه، موزّع الكتاب الأخضر حيثما وُزّع القرآن، ومانح ملايين النفط الليبي رشوةً لمنتخبيه ملكاً على الإنس والجان. والذي يجثم على قلب ليبيا مثل الوباء الذي لا شفاء منه .

 


6ـ12ـ2009


 

free web counter

 

أرشيف المقالات