| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 6/5/ 2011                                                                                                     



سرقة الاسماء

د. صباح المرعي
Almarii6@yahoo.co.uk

محنة، هذه التي يعيشها العراق منذ أكثر من أربعين سنة، بدأها ذلك الجلاد الوسخ، واستمرت بهؤلاء الذين أكثرهم قاتلين أو سارقين او مزورين للحقائق. الحكومةوالبرلمان، من دون استثناء، يستحقون الانتقاد. ولا بد من طرح الموضوع بشكل علمي، رغم أن السواد الاعظم من الناس، لا علاقة لهم بالعلم، بل يسيرون حياتهم بترهات الغيبيات، وحتى ليس بالغيبيات نفسها - التي هي موقع انتقاد من كثير من علماء الاجتماع والفلاسفة والمفكرين. فبصقة السيد المهاجر، ايميل تقاذفه بريد الانترنت، إذ أن السيد المذكور يوزع بصقته على سواد الناس لتشفيهم واهاليهم من الامراض وترزقهم وتُحسّن حالهم. يا للغباء وعدم الشعور بالمسؤولية. ثم أعقبها إيميل جكليت السيد المذكور الذي قال عنه بانه يشفي كل الامراض ويوفق الناس ويعمل لهم الكثير. وبانه أحضر 1500 كغم منه ليوزعها على الحاضرين في مجلسه، بتأكيده بأن هذه الحلويات.. تشفي من كل الامراض وتخلق المودة وتجلب الرزق...!! وما الى ذلك من ترهات لا يسع المجال لذكرها. وبذلك يكون السيد قد سرق وعي الناس السذج وعوضهم بدلاً عنه بصقة من فمه أو جكليتة من اكياسه، ليكونا قوة غيبية مساوية لقوة (الله). كل ذلك يجري علانية وحكومتنا الموقرة على علمٍ به. فأيّ جهلٍ هذا الذي تعيشه الاغلبية الساحقة من أبناء شعبنا، واية حكومة حريصة على شعبها ترتضي ذلك؟؟

معلوم أن الانظمة الشمولية، كما الدينية والقومية منها، تشوّه بسيطرتها التشريعية- التنفيذية، كثير من العلاقات القائمة بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، فتفكك الوحدة القائمة بينهما، إذ تسرق العلوم الاجتماعية المتماسكة نوعا ما، وتدخلها مختبراتها الخاصة بها، لتخرجها مشوهة وذات مردود سلبي على المجتمع. وبسرقتها هذه تتكون لها القوة الكافية لسرقة أي شيء آخر. وبوضع النقاط على الحروف، لم يكتفوا بسرقة اموال الدولة والشعب، التي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات، من دون حسيب أو رقيب، بل والتجأوا الى سرقة الاسماء المستقرة، من دون مبالاة، وكأنها ملكٌ لهم. ناسين بأن ذاكرة التأريخ قوية ولا ترحم. فمدينتا الثورة والشعلة في العاصمة بغداد، اللتان بناهما الراحل الوطني عبد الكريم قاسم، كمساهمة بسيطة من المال العام الى الفقراء الذين أحبهم وسهر على رفع مستوياتهم، لم تسلما من السرقة التي ابتدأها (القائد الحاقد صدام حسين)، بأن حول مدينة الثورة الى مدينة صدام – من دون أي خجل، حتى جاء من بعده الحكام الجدد، الذين بدلاً من ان يبنوا مدينة واحدة للفقراء – ويسمونها كما يشتهون، راحوا الى تغيير أسمائهما من مدينة الثورة الى مدينة الصدر، ومن مدينة الشعلة الى مدينة الجوادين. وحتى المستشفى الجمهوري تحول الى مستشفى الزهراء.

الوطني الراحل عبد الكريم قاسم أعطى الفقراء وانصفهم، خلاف السادة المعممة جميعا، فهم يأخذون فقط. ولا زلت أتذكر جيداً منذ طفولتي، محاسب جدي، الذي كانت مهمته تحديد الارباح، ومنها تحديد الخُمس والزكاة وحق الامام وحق السيد. وكلها كانت تذهب الى أحد حجج الله دون سواه.

إبنوا وأسسوا يا أولاد الحلال وسمّوا ما تشاؤون. واعلموا بأن الاسماء الحقيقية سوف تعود بعد أن ترحلوا أنتم دون عودة.

تحية إجلال للشباب الواعي والمرأة المحرومة من كل حقوقها، والقوى الخيرة، وهم جميعا يطالبون بـ"إصلاح النظام".....





 

free web counter

 

أرشيف المقالات