الجمعة 6/5/ 2011

عامل.. لم يحتفل بعيد العمال حسين النجار التقيت به اخر مرة مع مجموعة من الشبيبة وتحدثت معهم عن ضرورة الحضور والمشاركة في فعاليات الاول من ايار عيد العمال العالمي وشرحت لهم اهمية ذلك وتم الاتفاق على حضورهم في الموعد والمكان المحددين ، وكان من المؤمل ان يرتدوا بدلاتهم الزرقاء ويحملوا ادوات عمل قديمة كدلالة على عدم وجود عمل. صحوت مبكراً وارتديت الزي الجامعي الرسمي كما اتفقت مع زملائي الطلبة كي نعبر نحن الطلبة عن تضامننا مع العمال في عيدهم العالمي ومطالبهم المشروعة في اجراء انتخابات حرة ديمقراطية بدون تدخل الحكومة غير المبرر ، توجهت الى ساحة الفردوس وكلي بهجة وفرح بهذا اليوم الكبير ومرت من جانب السيارة التي كنت فيها العديد من السيارات التي حملت الاعلام الحمراء والاصوات تعلوا منها تردد الشعارات الوطنية، انطلقت المسيرة الجماهيرية الكبيرة وغطت الشوراع ورفعت الشعارات وعلت الهتافات وكان بحق احتفال مهيب، الا ان صاحبي العامل والشبيبة لم يحضروا معنا في هذا اليوم ولم اعرف في بادئ الامر سبب غيابهم عن المسيرة . انتهت المسيرة بنفس الحماسة التي انطلقت بها ، بل زادت عن ذلك، اجريت اتصالات مع صاحبي العامل فتبين انه في موقع العمل ولم يستطع الحضور بسبب استمراره رغم اليوم كان عطلة رسمية وعيد العمال واخبرني بانه قد احتفل بطريقته الخاصة مع زملائه الاخرين عبر انجاز العمل المطلوب في ذلك اليوم واستلام مرتبه اليومي والعودة به الى اخوته لتزويدهم بما يحتاجون من امور يومية، في الثاني من آيار صحى هذا العامل  مبكراً كما يفعل كل يوم وتوجه الى مكان عمله بكل خفة وكله استعداد لانجاز المطلوب، وصل العامل وفور وصوله بدأ بالتحضير لهذا اليوم الا انه لم يعد الى بيته في هذا اليوم لانه رحل. فارق هذا العامل الحياة في مكان العمل تاركاً خلفه ادوات العمل واصدقاءه وعائلته، هذا العامل لم يكن يعرف ما هي نقابات العمال وما هي شروط العمل وما هي حقوقه العمالية وما هو قانون العمل . كان همه الوحيد الحصول على لقمة العيش اليومية، رحل هذا العامل وهو المعيل الاساس لعائلة تتكون من 6 افراد صغار السن، في هذه الاثناء يناضل زملاؤه الاخرين من اجل اجراء الانتخابات العمالية واقرار قانون عمل وفي الوقت ذاته يناضل الاخرون من اجل اجهاض العميلة الديمقراطية عبر تدخل سافر وتزوير من قبل اشخاص يدّعون بانهم ممثلو الطبقة العاملة . هذا العامل يسكن في منطقة نائية من اطراف بغداد يعيش معظم سكنتها حياة بدائية قديمة تفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم لكن اهلها هم من فضلوا هذا العيش عبر تصويتهم لقوائم لا تمثلهم فعليا . في مجلس عزاء هذا العامل حضر جميع الاحبة والاصدقاء ومن مختلف الطوائف والمناطق وقال احدهم وهو من سكنة المنصور.. انا متواجد في ساحة التحرير منذ 25 شباط من اجل بغداد انتم ماذا تفعلون فاجابه اخر هم يخرجون في تظاهرات من اجل بقاء من نحن نطالب برحيله . ما هو واجب الدولة تجاه عائلة العامل... لا حل في الافق القريب ولا ضوء في النفق المظلم فيما لو كان هناك نفق كلام اخير : هذا العامل اخي الشاب مصطفى قاسم لم يتعدى عمره 19 عاماً ولم يكمل دراسته المتوسطة بسبب اضطراه للعمل ليعيل العائلة .