| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 5/11/ 2009

 

والله ملينا .. جا هي وليه......!!

محمد حسب الله

ينساق السياسيون في العراق بشكل اعمى وراء مصالحهم الأنانيه الضيقه بمساعدة شلة من المطبلين والمستفيدين من الأوضاع السائده حتى وأن كان على حساب كرامتهم وعراقيتهم .هذه المصالح اصابتهم بداء العمى وجعلتهم لا ينظرون الى الأمور بتروي وتعقل ولا يعتبرون بدروس الماضي القريب ونهاية الطغاة الذين تعالوا على الشعب وأذاقوه الامرين فلفظهم التاريخ وكنسهم الى مزبلته التي لا ترحم.

وكلما يقترب موعد الأنتخابات أزدادوا خوفا وقلقا من فقدان امتيازاتهم وكراسيهم الذهبيه التي اعتلوها على اعناق العراقيين وتضحيلتهم الجسام وأنهار من الدماء الزكية التي لا زالت تنزف في ايام داميات راح ضحيتها الألاف من العراقيين على مختلف انتماءاتهم ولا تحرك مشاعرهم صرخات الايتام والأرامل والثكالى .والذي زاد من خوفهم وتوجسهم هو الوعي الذي بلغه المواطن العراقي البسيط وأدراكه القائم على قناعات راسخه انعكاسا للواقع المؤلم الذي يعيشه كل يوم ولا يرى اية بارقة امل لتغييره بل يزداد تدهورا بعد أن تبخرت كل العهود التي قطعوها في برامجهم الأنتخابيه وصارت وعود من سراب حتى العزف على وتر الديمقراطيه لم يعد نافعا ديمقراطيه الفساد وسرقة المال العام والضحك على الذقون مما ضاعت مصداقيتهم وكشف زيف وبطلان دعواتهم .هذا ما يؤكده الشارع العراقي من خلال استطلاعات أراء الناس التي تؤشر الى اصابع الخلل في العملية السياسيه ومحاولة تفريغ الديمقراطيه عن محتواها الاساسي وهو حكم الشعب. فالرأي السائد وللأسف هو العزوف عن المشاركة بالأنتخابات لأنعدام الثقه بمعظم السياسين وكتلهم التي لم تختلف عن سابقتها الا ببعض الرتوش والشعارات التي تنظر من منظار مصالحها الخاصه ومصالح المتملقين من حولها وليس من منظار الشعب وما يعانيه من حرمان وحاجه وضياع سواءالذين بالداخل او الذين اضطروا للهجرة الى خارج الوطن والمهددين بالحرمان من المشاركة بالانتخابات .

امام هذا الواقع الذي افرزته الست سنوات الأخيرة ادعو وبقية المواطنيين العراقيين القوى الديمقراطيه والتقدميه أن توحد قواها في جبهة عريضه تضم كل الخيريين اصحاب التواريخ المشرفه في النضال ضد الدكتاتوريه وانظمتها الرجعيه التي تعاقبت على حكم العراق والتي تعرف بنزاهتها وأخلاصها . ادعوها ان تمد جسور التقارب مع كل العراقيين وتعمل على اعادة ثقتهم وحثهم على المشاركة بالانتخابات لتفويت الفرصه على النفعيين والوصوليين اعداء الشعب ومسيرته الديمقراطيه.

حتى المذاهب والكتل والطوائف والقوميات التي ينتمي اليها هؤلاء السياسيون بدأت تتذمر منهم لعدم حصولهم على ادنى مستوى من الحياة اللائقه بكرامتهم الأنسانيه فوصل التذمر الى اقصاه في معظم محافظات العراق والجنوبيه منها على وجه الخصوص مع ما تمتلكه من موارد زراعيه وثروات حيوانيه ومواقع تاريخيه وسياحيه وكونها الممول الرئيسي لخزينة العراق الماليه لأمتلاكها اكبر انتاج للنفط في العراق واكبر احتياطي بالعالم.!! اضافة الى ما تعرضته من دمار وحروب من جراء سياسة النظام المقبور وحجم التضحيات التي قدمتها لأسقاطه.مع كل هذه الاعتبارات لا زال قسم كبير من سكان المحافظات الجنوبيه يعيشون تحت مستوى خط الفقر في حياة اشبه بالحياة البدائيه تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الأنسانيه .بيوتهم خرائب من الطين ملابسهم رثه اكل وشرب الدهر عليها .انعدام الخدمات الصحيه والتعليميه فأستوطن معاهم المرض والجهل , يفتقرون الى الماء الصالح للشرب والذي زاد من شحة الماء ما اقدمت عليه الجاره الأسلاميه.!! ايران بقطع المياه بالوقت الذي تتباكى على مأساة عطش الحسين واهل بيته الأبرارمما اضطر قسم منهم الى الهجره بعد الدمار الذي اصاب ثروتهم الزراعيه والحيوانيه بحثا عن سبل الحياة التي يتحملها المسؤلون لعدم وضع سياسة ستراتيجيه للأستفاده من الموراد المائيه التي تفوق في اهميتها النفط على المدى القريب او على الأقل اتخاذ التدابير المناسبه في الحالات الأضطراريه بدل من الأنشغال بمهاترات سياسيه من اجل مصالح ضيقه . والكف عن تعليق اخطاؤنا على شماعة الغير من دول مجاوره او اقليميه بعد ما ادركنا ان من صلب سياسة هذه الدول هو وضع العراقيل التي تعرقل الأزدهار الأقتصادي والأستقرار السياسي وتضخ مليارات الدولارات لهذا الغرض ومما اشار اليه بعض النواب الشرفاء . فالعلاقات الدوليه اليوم تحكمها المصالح اما المشاعر القوميه والدينيه والأخوه لم يعد لها وجود في قاموس السياسه الدوليه . وكل الدول تدرك ان العراق لو قدر له ان يستقر وينجح بأقامة نظام ديمقراطي حقيقي سيشكل قوه اقتصاديه وسياسيه تقلب كل الموازين بالمنطقه . علينا ان ندرك هذه الحقيقه والتعامل مع الدول من منظار مصلحة العراق وان نتوجه الى العراقيين ونرفع من مكانتهم بين الأمم كأمه ذات امجاد وتاريخ مشرف لها دور متميز بالحضاره البشريه.وهنا لا يسعني ألا ان اثني وأذكر بفخر واعتزاز للتاريخ ما قام به الوزير الشيوعي (مكرم الطالباني) عندما تولى منصب وزارة الري في سبعينات القرن الماضي من انجازات في مجال الري مستغلا علاقة الحزب مع الكثير من الدول الصديقه انذاك واضعا مصلحة العراق فوق مصلحة حزبه او انه يرى ان قوة حزبه ومصلحته بقوة ومصلحة العراق . لو قدر لهذه الأنجازات ان تستمر لكان العراق من الدول التي تمتلك ثروه مائيه مؤثره في المنطقه وهذا ما نتمناه على من يتولى موقع المسؤوليه لا ان يدير ظهره للشعب ويخلق في نفسه الملل كما عبرت عن ذلك احدى النساء البصراويات في حديث من خلال شاشه قناة الفيحاء الفضائيه معبره عن حالة اليأس والملل من تردي الأوضاع التي وصلت الى حد الأبتلاء بلهجة ابناء الجنوب وبأسلوب نقدي ساخر وما يختلج دواخلها من ضيم وقهر بقولها ( والله ملينا.. جا هي بلوه...!) كلامها صادق ليس فيه تملق فيه معاناة وتعب شعب بكامله استبشر بالتغيير خيرا وتعويضا عن ما عاناه من ازمنة القهر والحرمان دون شعوب الدنيا . تحمل هذه المرأة الطيبه التي ارى فيها أما لكل العراقيين ملف يبدو يتضمن قصة معاناتها وقد تغير لونه لكثرة ما تنقلت به بين دوائر الدوله بحثا عن راتب تقاعدي او اعانة اجتماعيه ويبدو اتعبتها المراجعات دون جدوى فطوته كيفما اتفق متذمره من ارتفاع الأسعار التي لا تتناسب مع الدخل الفردي .ومن الامور التي تلفت النظر ما طرحه احد المهندسين العراقيين الذي يحمل شهادة الدكتوراه في برنامج فضاء الحريه ايضا من خلال قناة الفيحاء الفضائيه من مشروع يوفر الماء الحلو لأهل البصره بفتره قياسيه تقدر بثلاثة اشهر وبكلفة 25 مليون دولارمبلغ زهيد الا انه رفض بحجة عدم وجود التخصيصات الكافيه مع ان الموازنه تبلغ مليارات الدولارات .حقا لا توجد تخصيصات لأنها تذهب الى جيوب الفاسدين والمرتشين لشراء ذمم بعض السياسين واشاعة الفساد السياسي الذي يعتبر اشد خطرا من الفساد المالي لأنه يعمل على تشويه القيم الديمقراطيه والقضاء على ثقافتها التي تعد احد المرتكزات الأساسيه لبناء دولة الوطن القائمه على اساس المواطنه الصالحه وليس الولأءات للمذهب او الطائفه او القوميه .

ونحن نقترب من موعد الأنتخابات ندعو كافة السياسيين الى مراجعة انفسهم والعمل بنكران ذات من اجل الشعب الذي اوصلكم الى ما انتم عليه وان تتفاعلوا معه بصفته سيد البلاد ومصدر السلطات لكي يتوجه الجميع الى صناديق الأقتراع من اجل تداول سلمي للسلطه هكذا علمتنا الديمقراطيه الحقه.





 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات