| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الخميس 5/4/ 2012

 

عراق الانقلابات
خبث عبد السلام عارف

زكي فرحان

والان عزيزي القارئ الكريم ، سأتطرق بأيجاز الى مسار وطبيعة حكم و سلوك عبد السلام عارف العسكرية و السياسية ، والصراعات الحافلة بالريبه و التدليس والخبث و الحقد و الانتقام التي بادر عبد السلام عارف الى تأسيسها في دائرة الحكم الشمولي الفوقي المتسلط ، وتبنيه شعارات زائفة متناقضة رفضها الشعب العراقي، منها الوحدة العربية الفورية والقومية ، والاخرى اشتراكية ( اشتراكية طاهر يحيى) ، التي كللها بالانقلاب الدموي على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم الوطنية في 8 شباط الاسود عام 1963 ، بالأشتراك مع زمر من قيادة حزب البعث (علي صالح السعدي) المرتبطة بالاستخبارات الامريكية والبريطانية ، والاخوة في العروبة (جمال عبد الناصر ، والمخمورعبد الحكيم عامر) التي اغرقت العراق شمالاً وجنوباً بنزيف من الدماء الزكية من اجساد العراقيين الشرفاء ، و ذرف من الدموع الغالية بقصف من صواريخ طائرات (الميگ) ومدفعية دبابات (هملن) وبرشاشات الاخوة العرب (بورسعيد) ، فقد قتل بأعتراف قادة البعث الفاشست( طالب شبيب- عضو القيادة القطرية في حزب البعث وفي كتاب مذكراته - حوار الدم - وهو الذي احتل اذاعة ابو غريب صبيحة يوم 8 شباط الاسود) .. قتل الانقلابيون البعثيون 5000 عراقي في اليوم الاول والثاني من ألانقلاب الاسود ، وتناثرت جثثهم الطاهرة في شوارع بغداد وطفت فوق سطح دجلة،، يقول الصحفي يونس الطائي الوسيط بين الزعيم عبد الكريم قاسم والانقلابين، للتفاوض حول وقف القتال الدائر بين الشعب والانقلابين الفاشست، ..

( دخلت دار الاذاعة في الصالحية، أستقبلني عبد السلام عارف يحيط به حازم جواد وطالب شبيب عضوا قيادة قطر العراق لحزب البعث، اللذان منعاني من الانفراد بعبد السلام عارف، وكانت علاقتي به طيبة، وقلت له، ان أيقاف القتل سوف ينقذ حياة الف شخص على الاقل من الموت، رد عبد السلام عارف،، خلي يموتون الفين، عشرة الاف، شنو يعني ...؟ !!

استمر عبد السلام عارف بخلق المشاكل وتأجيج الصراع وتبنى الخداع و المكر والغرور، خصوصا مع اولئك الذين واكبوا العمل معه وشاركوه في الاستعداد و تنفيذ ثورة 14 تموز الخالدة عام 1958 وفي الايام الاولى للثورة اصتدم بعدد غير قليل من اعضاء الهيئة العليا للضباط الاحرار مسببا لهم مشاكل خطيرة احال دون تمكنهم من الاستمرار في تنفيذ المهام التي انيطت بهم،، وكانت خطاباته( الرعنة) الاستفزازية في اول ايام الثورة، قد أثارة الشكوك والامتعاض بين الجماهير في المحافظات ففي البصرة خطب وقال (لا شروگي ولا مروگي) بعد اليوم وفي الموصل( لاجورج ولا ججو) بعد اليوم وفي الرمادي(يامن زرعتوا الرمد في عيون الاعداء) وغيرها من الخطب السوقية الساخرة التي تثير الضحك والتندر و الاستهزاء من مكونات الشعب العراقي وهي تصدر من نائب رئيس الوزراء ونائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الداخلية وثاني رجل في حكومة ثورة 14 تموز المجيدة، واول عمل اجرامي حاول تنفيذه هو عملية اغتيال قائده الزعيم عبد الكريم قاسم والسيطرة على الحكم وأعلان الوحدة الفورية الاندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة( جمال عبد الناصر) هذا الشعار الذي تعكزت عليه القوى القومية والتي ناصبت الزعيم عبد الكريم قاسم العداء وبدعم كل القوى المعادية لثورة تموز،، أما بيان ثورة تموز الاول الذي اذاعه عبد السلام عارف جاء خاليا من اي ذكر لقيام الوحدة الفورية الاندماجية وبأي شكل من الاشكال، وكل ما ورد فيه ان الجمهورية العراقية ترتبط بروابط اخوية مع الدول العربية والاسلامية ،

يقول العقيد جاسم العزاوي وهو قومي مؤيد للانقلابين عن عبد السلام عارف،،( في الحقيقة ان عبد السلام عارف،،لا ديني، ولا قومي، ولا وحدوي،وليس له أي مبدأ سوى عبادة نفسه،، وطموحاته بدون حدود وهو في سبيل مصلحته مستعد ان يقتل اقرب الناس إليه إذا وقفوا في طريقه،، وهومعادي للشيوعية وليست له علاقة بالاوساط التقدمية،، )

وهذا هو نفس رأي الكثيرين من الضباط القوميين بعبد السلام عارف فهو لا يؤتمن و سيئ النية دائماً ،، وبعد النجاح السهل الذي حققه بدخوله بغداد والسيطرة عليها صبيحة يوم الاثنين 14 تموز عان 1958 واذاعته البيان الاول للثورة واسناد المناصب العليا له في حكومة الجمهورية الاولى،أمتلأ غروراً وحقداً، وراح يتكبر على من حوله من الضباط والمسؤولين من وزراء و رجال دولة،، ولم يسلم منه رفيقه وقائده ومعلمه الزعيم عبد الكريم قاسم،،

يقول العميد عبد الغني الراوي قائد الفرقة المدرعة وهو من المقربين اليه في مذكراته ،، ( في خريف عام 1963 سافرت الى بريطانيا للعلاج من انزلاق غضروف في العمود الفقري،،بعد عودتي الى العراق جرى تنسيبي الى وزارة الزراعة في حيلة قذرة من عبد السلام عارف، كان يعرف اني لااتردد في التحرك ضد الخطأ، حجته ان العراق يستورد كل المواد الغذائية،،قلت في نفسي ان عبد السلام كان يضمر غير ما يعلن، كان يريد ابعادي عن الجيش اولاً ثم ابعادي الى خارج العراق كسفير، )

ووصف الرئيس عبد السلام بالأستدراج الذي يُظهر فيه اخلاصه وطيبة نواياه للمقابل ولكنه في الوقت ذاته يخفي أمراً آخر،، قال للمقربين منه ، عثرت لعبد الغني الراوي على قبر سأدفنه فيه الى الابد، هذه الجملة الخبيثة سبق لعبد السلام عارف، ان كررها في تعيين العميد ناجي طالب وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية وهو زميل مخلص آخر له، ومن اللجنة العليا للضباط الاحرار، ويقول أنه هيأ لناجي طالب، قبراً عميقاً مظلماً،، وذلك لإبعاده عن الجيش كي لا يعارضه أحد على تصرفاتة المشينة او يقدم له النصح ،، وفي ممارسته القتل والابادة، سعى عبد السلام عارف لإنتزاع فتوى من بعض العلماء المسلمين المحابين و المستفيدين منه بأعتباره ( مؤمن يخاف الله) ، من مباركة قتال الاكراد وأستباحة أراضيهم بأعتبارهم بغاة ، وشن حملة عسكرية كبيرة سقط فيها الالاف من القتلى والجرحى ، ولعدم اكتراثه واستخفافه برخص ارواح مواطنيه يقول( لايهم أن يقتل عبد الزهرة كاكا حمه او بالعكس) ومن ثم القى في (قلعة دزه) خطبة سوقية رقيعة أثارت حفيظة الاكراد، بأن،، ( هذه الارض عربية واليَ ما يرضى، خَليه يوَلي،، )

( الثعلب يبدل جلده ،،لا سلوكه) يتبع ،


المصادر :-
1- مسعود البرزاني والحركة التحررية الكردية، الجزء الثاني، ص165
2- طالب الحسن،،أغتيال الحقيقة،، ص 340
3- نزار خالد، سيرة مناضل،، ص247


 

free web counter

 

أرشيف المقالات