| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 5/3/ 2013

 

ام العبايه ام اللاشئ؟

لينا النهر

عدة مرات باليوم تنشر مواضيع عن المرأة المحجبه او المرأة العضوة بالبرلمان العراقي ويطلق عليهن تسميات كثيرة- الدجالات , الجهله, التافهات وغيرها من الاسماء الاخرى. واكثر صفحات الفيس بوك تتكلم عن التخلف, المرأة المنكوبه, عبايه المرأة بالبرلمان وبنات عاريات يوصفن بالثقافه .

متى اصبح لبس الناس او تعريهم معياراً للثقافه والمنطلق السياسي؟ اليس لهذا البلد ما يشغله غير هذه التفاهات؟ من الذي يعطينا الحق للتمييز بين الناس ووضع ماركات مقيمة مقدماً على جبينهم قبل ان نعرفهم؟

وهؤلاء الذين ينتقدون (لابسات العبي) من اللواتي وصلن الى البرلمان العراقي ويهتفون بحقوق المرأة ويطالبون بتثقيفها وحريتها, هل خطر لهم انه ما تفعله هذه السيدة (ام العبايه) هو حريتها وحلمها الشخصي التي حلمت به سنين طويله المعبر عنها ومن حولها ؟ تحاول وتفعل ما تستطيع فعله كأمرأة تعيش في هذا المجتمع الذي تعيش فيه من مفهومها للحياة. خرجت من المطبخ الى الشارع ثم لعالم اوسع بكثير عما كانت تتصور. نطقت وسمع صوتها عالياً, تمتعت ولاول مره بصوتها وعرفت ان لها وجود. جهد شخصي كبير مبذول وفرحتها لا توصف .

اليس هؤلاء هم من ننادي بحريتهم؟ لماذا تحول اختلاف الرأي الى طعن في شخص الانسان نفسه دون تفكير بالمقابل. وان سمحنا لانفسنا فعل هذا (وما اقصده بالسماح ليس الفعل وحسب وانما السكوت عن هذه الافعال ايضأً) فاننا سمحنا لهم بفعل مثله اتجاهنا واكثر .

لربما تفكير هذه المرأة بهذه الطريقه تقصير منا. لو كنا عرفنا كيفية الوصول لها لما اختارت هذه الطريقه للتوصل الى ما تريد.
لها من انتخبها وهذا دورها. وان كانت فعلاً منكوبه ومغلوبة على امرها فهل نزيدها من هذا باحكامنا عليها وكثرة هذه التفاهات ام علينا تشجيعها كأمرأة؟

انا لست مع الذي يحدث اليوم بالبرلمان العراقي وممثلاته ! والنقد مطلوب ولكن ان حاولنا ان ننظر للأمر بطريقة اخرى من منطلق حرية المرأة فنرى ان ما يحصل مع المرأة العراقيه ووجودها اليوم بالساحة السياسيه بعبايه او بدون عبايه وان لم يكن من منطلق صحيح وواضح هو حرية. وبصراحه لا افهم منطلق ان العاريات هن المثقفات. افهم انه رد فعل معين لشيئ معين والتثبيت رأى معين ولكن ليس هو بثقافه!. ما رأيت يومأً احدى السيدات وصلت لمستوى عالي بالسياسة لانها كشفت عن جسمها. بل على العكس,اللواتي وصلن لمراكز وزارات هن من المحافظات. السيده هيلري كلينتون والسيدة أنجيلا ميركل من السيدات اللواتي تدرس شخصياتهن ولبسهن في جامعات كثيرة كمثل للمرأة القياديه المتقدمة .

هل هناك قياس وسط؟ ام نحن مجبرين ان نختار من امهات العبايه او امهات اللاشيئ؟ هل يمكن ان نكون كما نحن. ناس . نساء فقط؟

كثيرأ ما نسمع الناس تتمنى وتردد بصوت عالي, هنيال اوربا, شفايتلنه لو مثلهم. نحن مثلهم, هم ناس ونحن ناس. الفارق هم يحترمون الانسان كما هو عندهم, ونحن ايضاً نحترم الانسان كما هو عندهم. ولكننا لا نحترم الانسان عندنا .
فيا ريتنا لو فكرنا وفهمنا ما تمنينا قبل النطق به واحترمنا ناسنا كما هم.
 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات