| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                             الأثنين 05/11/ 2012

 

شاهدت سنوات الجمر و الرماد

ثامر الزيدي *

سنوات من الجمر المتقد لحركة نضالية عراقية استمرت لعقود طويلة تناضل من اجل التخلص من الديكتاتورية والحكام المستبدين القتله ، واعطت من الضحايا ما يوازي او يزيد عما قدمه الآخرون من شباب مثقف ومناضلين خبروا السجون والمعتقلات ونساء بطلات يفخر بهن كل مواطن عراقي شريف بل كل مناضل من اجل الحرية في هذا العالم ، فقد تعلمن حمل مختلف صنوف الاسلحة و المشاركة القتالية وصد هجمات الاعداء والهجمات المضادة على مواقع الاعداء وزرع الالغام والطبابة واختيار شريك حياتهن وانجاب الاطفال ، عوائل اجترحت الصعاب بكل معنى الكلمة مع اطفالها الذين نشأوا وتربوا على نمط من حياة لا يمكن ان يتصورها من يعيش في القرن الواحد والعشرين ، ولكن وللاسف ان ذلك الجمر تحول الى رماد رغم الشهداء والتضحيات وليس هناك من يتذكرها ، إلا من عاش احداثها واقولها ومن خلال معايشتي للحركة الوطنية العراقية ان قلة قليلة من شعبنا يتذكرها ، بينما هناك حركات اخرى سرقت الاضواء واصبحت تتفرد بالحديث عن ايام نضالاتها مستخدمة الاعلام كوسيلة دعائية طيلة عقود ، ولكني شاهدت خلال الايام القليلة الماضية وخلال ندوة اقمتها في لندن عن فيلمي حي بن يقظان قدمها زميلي علي رفيق وبعد الحاح عليه ليتيح فرصة مشاهدة الفيلم الذي انجزه اخيراً وبعد مسايرتي لفكرته باخراج فيلم عن الانصار الشيوعيين منذ خمس سنوات وكوني مخرجاً سينمائياً ارى من حقي كزميل مشاهدة الفيلم وبعدها بعرض فيلمه ، الذي صوّره عن حركة الانصار الشيوعيين في كردستان فكشف لي عبر فيلمه عن عالم مجتمع الانصار الذي لم اكن اعرفه ، ليس في النضال المسلح فقط بل في العلاقات الانسانية و الاجتماعية ومختلف حياة الانصار بما لا يستطيع المرء ان يتخيلها ، عبر علاقات انسانية واجتماعية مع قرى شاركت الانصار الشيوعيين في آلامهم وافراحهم .

والفيلم يقدم لهذا المجتمع الانصاري النضالي المسلح بانوراما سينمائية اعتمد المخرج علي رفيق فيلم تسجيلي درامي تتصاعد الاحداث فيه كسمفونية ، عزفت بابداع ، مجسدة لحالات واوقات وازمان نضالية بكل عفوية تحدث عنها من شارك في المعارك واقتحام الربايا بصدقية لا تجدها عند افضل الممثلين لكونهم عاشوا الحدث بلحظات خاطفة تفصلهم بين الحياة والاستشهاد ليحددوا الخطوة التالية مع ازيز الرصاص وصواريخ الطائرت والسمتيات والغازات السامة .

والانصار الشيوعيون هم اول من ضرب بالغازات السامة وهم اول من دخلوا المدن لتحريرها في انتفاضة 1991 ، كل هذا اكتشفته حين شاهدت الفيلم . فمن يعرف ان كل هذه النضالات غطاها الرماد الذي يجب ان نزيله لتنجلي الحقيقة ونقدم فيلم سنوات الجمر والرماد للشعب العراقي كي يعرف من هم الذين ناضلوا من اجله بصدق ، ويدلي بصوته في الانتخابات القادمة ، و الفيلم برأيي هو بديل عن الف الف لافته وبوستر ...

فالف تحية للعاملين في انتاج هذا الفيلم المتميز والذي يكشف حقبة نضالية مهمة من تأريخ شعبنا العراقي
 

* مخرج سينمائي



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات