الخميس 4/6/ 2009

كفانا تصريحاتكم الطائفية..لم لا تأتونا بما يخدم الوطن ... كاظم ناصر الغرباوي عبر التاريخ الحضاري للعراق بدءً من أور- نمو السومري وما بعد هذا وصولاً لعراق الدستور والعملية السياسية القائمة في حاضرها اليوم التي يسعى الوطنيون لنجاحها لم نجد من انبرى يدعو وبشكل علني وعبر وسائل إعلام معلناً وبكل تحدي ضارباً عرض الحائط أصول احترام مشاعر الأقلية والبعض من الأكثرية التي لا ترضى غير العيش في صف وخندق واحد مع الآخرين في كنف الوطن الواحد الذي يحتضن في طياته وبين أضلعه الحنونة الجميع ، أقول لم يسبق لنا أن سمعنا من يدعو وينبري للمطالبة في أن يقاد العراق من قبل أهل مذهب أو طائفة أو عشيرة أو حزب لكننا وهذا ما يؤسينا أننا سمعناها اليوم بعد أن وّلت وللأبد أنظمة الحكم الدكتاتورية الشمولية التي لفظها التاريخ وتلاشت كالسراب وتوارت عن الأنظار دون رجعة لإمعانها في الهيمنة والاستحواذ وتضييق الخناق على الآخرين. على من انبرى للدعوة هذه ولكل أصحاب الدعوات والتصريحات المتلذذين فيها أن يحاولوا إقناع أنفسهم حتى لو كان ذلك على مضض من أن العراق هو وطن كل العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم وأديانهم وقومياتهم لا يبنيه غير أبنائه ومن مختلف الأطياف بكل الألوان العراقية الجميلة الزاهية ذات الوهج واللمعان الذي يشع حين تشرق شمس الله على العراق كل يوم على الجميع دون استثناء . لم آت بجديد في هذا بل بات معروفاً ومتعارفاً عليه بقناعة كل الأطراف السياسية دينية كانت أو وطنية يحكمهم الدستور الذي باركوه حتى قبل الإعلان عنه واستبشروا خيراً بعد صدوره معلنين فرحتهم بحدث تاريخي جديد ، لكن من الغريب أنهم عادوا اليوم وبعد أكثر من ثلاثة سنوات ليعلنوا نقضه ونسيانه يصرحون بما يحلوا لهم وعلى هواهم وما تشتهي أنفسهم . رغم خطورة هذه التصريحات التي لم يدرك أصحابها نتائجها السلبية ، على العراقيين أن لا يتطايروا منها ولا يصابوا بالإحباط وخيبة الأمل فهي زوبعة سياسية مقصودة ، الغرض منها جس نبض الشارع العراقي ومدى قبول الفكرة لدى عامة الناس أو مجرد أمنيات لكنها بتحصيل حاصل لا مصلحة للوطن فيها لا من قريب أو بعيد بل هي مشروع وهمي للاستهلاك المحلي. وبتحصيل حاصل فهي مجرد أمنيات لبناء هش يتهاوى بمجرد نفخة من صافرة شرطي مرور وطني ينظم السير ويؤسس لانسيابية حضارية لطرق وشوارع غير مثقلة بتزاحم..