الأحد 4/3/ 2012

الثقافه هي الحوار البسيط  لينا النهر كلما زاد اهتمامي بقراءة المواضيع السياسيه كلما احسست بالضياع اكثر. مواضيع طويله تكتب بكلمات معقدة وغير مألوفه يصعب فهمها, كلمات تتيه القارئ عن هدف الموضوع نفسه. وللاسف هناك تصور غريب من انه كلما زاد الكلام تعقيدا كلما يقال عن الكاتب انه انسان مثقف !!! ... فما هي الثقافه ؟ لربما يجيد الكاتب استخدام الكلمات وهذا يمكن ان يكون نوع من الثقافه باللغه العريبه.. ولكن استخدام هذه الكلمات المعقدة لتزيين الكلام الذي لا يؤدي لتوصيل هذه المواضيع للقارئ ليس بثقافه. سنوات القهر والظلم والجهل التي عاش العراق بها ، سنين طويله كانت احدى نتائجها ان الكثير من العراقيين لا يجيدون اللغه العربيه, هذا اذا كانوا يجيدون الكتابه والقراءة من الاساس . هذا الشيئ يسبب عدم الثقه في النفس ويؤدي لعدم الاهتمام بما يجري من حولهم . فالكثير يعتبرون السياسه من المواضيع غير المفهومه. وغير المفهوم غير مرغوب. فاذا كان دافع الكتابه هو المساهمه بالرأي وتوصيل الفكر او الفكرة لمساعدة الانسان العراقي لتحسين وضعه الاجتماعي وتغيير اهتماماته ، فعلى الكاتب ان يتكلم بلغة المواطن العراقي - لغه التعامل مع الحياة. كثير من العراقيين تتعب الحياة ومتطلباتها اليومية فكرهم . فهم ليسوا بحاجه لمواضيع صعبه تزيد من هذا التعب . فالسياسه هي الحياة, هي شيئ يومي موجود بكل مكان و زمان ، وكل الناس لهم الحق بالمشاركه فيها . بكل مجالاتها ولا تقل القراءة اهميه عن اي شي اخر. فكيف يوصل الكاتب الفكرة للناس للمساهمه بعالم الغد الافضل؟ المستوى هو الجواب. استخدام الثقافه بمجال ما او عدة مجالات وايصالها لمن يستفاد منها بالشكل والمستوى المناسب هو المطلوب. فما اقوله انا وما تفهمه انت شيئان مختلفان. الكتابه سهله ولكن توصيل ما يكتب هو الفن الصعب. فربما كان الرجوع للوراء خطوة ، قد يساعد بالتقدم عدة خطوات. فيا كٌتاب العراق اناشدكم باستخدام الاسلوب الاسهل للوصول للصعب ولرفع مستوى الكثيرين تدريجيا.