| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 4/1/ 2011

     

مخاوف جدية من ردة ثقافية على النمط الأيرانى

د. هادى مهدى

نشرت جريدة الشرق الأوسط فى عددها الصادر يوم 3-1-2011 خبرا مفاده ان أيران تسعى الى تغيير نظامها التعليمى خوفا (من حركات سياسية منحرفة) فى خطوة لمواجهة نفوذ الطبقة المتوسطة عبر مناهج التعليم العام. ويضيف الخبر أن تقوم أيران بأجراء تعديلات على منظومتها التعليمية بهدف التخلص من تأثيرات غربية. وبدءا من شهر أيلول سيحصل جميع الطلاب الأيرانيين داخل المدارس العليا على مناهج جديدة مثل (التدريب السياسى) و(مهارات معيشية) تحذر من (حركات سياسية منحرفة) . وتشجيع الفتيات على الزواج فى سن مبكرة. وستجرى داخل الجامعات تغييرات جذرية في مناهج القانون وعلم النفس وعلم الأجتماع ومواد أخرى. وسيقوم مسؤولون من وزارة العلوم وهى المسؤولة عن التعليم العالى بالعمل على أزالة ما يصفونه بنظريات غربية . واستبدالها بنظريات اسلامية . وقد أحيل العشرات من الأساتذة الجامعيين الى التقاعد أو تمت أقالتهم بسبب عدم دعمهم للسياسة الجديدة . وتضيف الصحيفة ان الكثير من الطلبة والأساتذة والاباء يخشى من هذه المخططات التى ستقوض من المعايير التعليمية التقليدية الراقية داخل أيران.

وقد ظهرت مخططات تعديل النظام التعليمى عقب تغييرات كبيرة فى المنظومة السياسية الأيرانية خلال الأعوام الأخيرة . هذه صورة واضحة لما يجرى في أيران فى ولاية الفقيه.

فهل لمخاوفنا من مبررات لحصول الشىء نفسه فى العراق؟ واقع الحال يقول نعم . أولو الأمر سائرون فى الأتجاه نفسه. فمن بابل والبصرة الى الأجراءات القمعية لمجلس محافظة بغداد السيئة الصيت يأخذ هذا المنهج شكلا متزايدا .

فقد طلع علينا الحاج كامل الزيدى بقرار جديد يوجب المرأة العضو فى مجلس المحافظة أن تحضر معها محرما, وهو بذلك أقتدى بمجلس محافظة واسط , وأراد الزيدى أن يعمم القرار على محافظات العراق جميعها, كما أشار الأستاذ على حسين فى مقاله فى جريدة المدى بتاريخ 3-1-2011. لا أدري من أين جاءوا بهذا التقليد ؟

يحدثنا التاريخ عن سكينة بنت الأمام الحسين بن على أنها كانت تحاضر فى الناس فى علوم مختلفة, وكانت أعداد كبيرة من الناس تحضر مجالسها, ألا أن التاريخ لم يرو لنا أن سكينة بنت الحسين كانت تجلب محرما الى مجالسها!
أما السيد على الأديب وزير التعليم العالى الجديد فقد بدأ عمله بزيارة الى المرجع الأعلى السيد بشير النجفى. ما علاقة المرجعية بالتعليم العالى يا حضرة الوزير ؟ لقد قالت المرجعية فى أكثر من مناسبة أنها لا تتدخل فى تفاصيل العمل الحكومى . وقد أكدت مرارا حرصها على ان تكون الحكومة خادمة للشعب وتلبى متطلباته الملحة من حاجات للماء والكهرباء وتوفير فرص العمل للعاطلين . أما كان الأجدى بك يا سيادة الوزير أن تجتمع برؤوساء الجامعات لتستمع الى مشاكلهم ومقترحاتهم , لكي تكون لك صورة عن برنامج عملك اللاحق فى الوزارة ؟

المسألة لا تنتهى هنا, فقد نشرت جريدة الصباح فى عددها الصادر بتاريخ 2-1-2011 تصريحا للناطق الرسمى لوزارة التربية السيد وليد حسين قال فيه أنه تم أنجاز مسودة الستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم , وقد استغرق العمل فى أنجاز المسودة عامين . وهذا يعنى أن المسودة جرى أعدادها فى فترة وزارة السيد خضير الخزاعى الذى كان وزيرا فاشلا بحق وحقيق . وهو واحد من قياديى حزب الدعوة.
وأضاف السيد وليد حسين أن المسودة سترسل الى مجلس الوزراء لأقرارها ومن ثم الى مجلس النواب لمناقشتها والمصادقة عليها.

من حقنا أن نتساءل ماذا تضمنت هذه المسودة . ان استراتيجية كهذه تتعلق بمصائر أبنائنا وبناتنا وبمجمل العملية التعليمية لا يمكن أن تمرر من خلف الكواليس . أدعو بصوت عال كل من له حرص على مستقبل التربية وعلى نظام التعليم فى العراق اطلبوا نشر هذه المسودة للنقاش من قبل منظمات المجتمع المدتى والنقابات والأحزاب الوطنية والمختصين من ذوى العلاقة . لا يمكن أن تقر هذه الأستراتيجية قبل مناقشتها . تحت قبة البرلمان يجلس ممثلون لقطاعات واسعة من الشعب بلا شك , ومما لاشك فيه أيضا أن هناك قطاعات أخرى من الشعب غير ممثلة فى مجلس النواب. يوم أمس بتاريخ 3-1-2011 فى افتتاحية جريدة المواطن : قال الأستاذ نبيل ياسين أن رؤوساء الكتل النيابية قد التفوا على قانون الأنتخابات الى الحد الذى كان فيه ثلاثمئة من النواب هم غير منتخبين من قبل الشعب ,وأنما جرى تعيينهم من قبل قادة الكتل البرلمانية. نرجو أن لا يتم الألتفاف نفسه على استراتيجية التربية والتعليم , ويتم أقرارها خلف الكواليس.

فى أجواء من التزمت والقسر وكبت الحريات التى ضمنها الدستور تجرى الأساءة لتراث العراق والعراقيين , بأجراءات بعيدة كل البعد عن الدين.
لقد عجزت أحزاب الأسلام السياسى سنية كانت أم شيعية أن تقدم برامج سياسية ترضى طموحات أوسع الجماهير.
لقد قالها بصوت عال رئيس مجلس النواب السابق السيد محمود المشهدانى (لقد أثبتت الأحزاب الأسلامية فشلها)خوفنا أذن مبرر على مصير بناتنا وأبنائنا , فلينهض كل من له حرص على العراق وتراثه الثقافى لأيقاف هذه الهجمة الظلامية الظالمة.


4-1-2011
 

free web counter

 

أرشيف المقالات