| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 4/6/ 2009

 

استمعوا لخطاب أوباما كاملاً

د. عبدالرحمن جميل

ربما لم تبقى سوى ساعات حتى يبدأ الرئيس الامريكي باراك أوباما خطابه الذي يعتزم القاءه من مدينة القاهرة والذي يعتبره أغلب العرب والاسلاميين أنه سيكون موجهاً لهم بالذات في مسعى لتنصيع سمعة الولايات المتحدة أمام مجتمعات يزخر تأريخها الحديث بالمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المستعصية ما جعلها بؤر نزاعات وصراعات أصبحت مصدر قلق عالمي بات يهدد أمن واستقرار العالم برمته.

من غير المعقول أن يقطع هذا الرجل آلاف الاميال لمجرد أن يطمْئن شعوب المنطقة المعنية بأن الولايات المتحدة بكل جبروتها الاقتصادي والسياسي والعسكري لا تستهدفهم ولا تعاديهم بل ستقبلهم مع تنازلات واسعة النطاق في النادي الدولي المتحضر رغم عللهم و ستحاول احترام خصوصيتهم حتى لو يعني ذلك ان هذه الخصوصية تبيح لتلك المجتمعات المقصودة نشر قيم الموت وبث الكراهية واقصاء الاخر المختلف مع عقيدتها وثقافاتها.

محللون ومتابعون واعلاميون من شتى الانتماءات السياسية والثقافية ما يزالون يتكهنون بما سيقوله الرئيس أوباما غداّ في القاهرة.. فهل سيكون لعباراته فعل السحر ويغيب بعدها مباشرة أو بعد حين الاستبداد والتطرف والظلم عن تلك المجتمعات المقصودة بالخطاب؟ هل سيغير الساسة وقادة المجتمع ورجال الدين المهيمنين على هذه المجتمعات لهجتهم وخطاباتهم التي تبرر القتل والموت والكراهية، وتستبدلها برسائل الحب والسلام والمودة والتعاون بين شعوب العالم لما فيه ازدهارها ورقيها؟

لا يوجد من يصدق ذلك.

الرئيس أوباما قرر أن يأتي بنفسه الى المملكة العربية السعودية ومصر كونهما منبعين رئيسيين للتطرف الديني حيث يتوفر الدعم المالي والبشري لجهات تتولى قيادة هذا التيار المتشدد من خلال اصدار الفتاوى وبث الكراهية والعداء للغرب من محطات فضائية عديدة ومدارس لا تعلم سوى الاستعداد للموت ونبذ الحياة... جاء الرجل الامريكي ليقول للقائمين على أمر هذه المجتمعات المغلوبة على أمرها ( كفى)

استمعوا بامعان الى ما سيقوله الرئيس أوباما.. أفهموا جيداً ما تريده الولايات المتحدة والغرب من هذه الشعوب.. ارصدوا كل حرف وكلمة وعبارة سيتفوه بها أوباما لتدركوا أن دول القرار الدولي قد وصلت مرحلة من الاستياء والغضب مما تسببه تلك المجتمعات لنفسها أولاً ولغيرها ثانياً من تعثر وتفكك وانكماش وعزلة تحت ذرائع واهية من خلال رفض كل الفرص المتاحة للتقدم والتطور والازدهار.

هذه المرة سيكون أوباما صريحاً جدا مع مضييفيه الاثنين عندما يلتقيهم ثنائياً وليس أما عدسات التلفزيون.. وسيحرص على أن تكون رسالته لهما مسموعة ومفهومة. وليس صائباً استقراء نتائج الزيارتين مباشرة بعد عودة الرئيس أوباما الى واشنطن، وإنما الانتظار ومراقبة التغييرات المحتملة في السعودية ومصر خصوصاً في الميادين السياسية والاجتماعية وفيما يتعلق بمستقبل الفكر المتشدد وامتداداته وتأثيره بشكل خاص على الجيل الجديد مدنياً وثقافياً.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات