| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 4/12/ 2012

 

كونوا لسان الاخرس

لينا النهر

نشرت الصحف العراقيه ومواقع الانترنت مؤخراَ الكثير من المقالات حول استخدام العنف ضد المرأة وبالذات المرأة العراقيه في الوطن.
وهو امر يستحق ان ينال تفكيراً جدياً من الجميع ، بل لربما يلزم جميع الناس لاعطائه الاهمية التي يستحقها والسعي لتحقيق اهدافه.

قد يقول البعض ان الاكتفاء بالكلام فقط لا يأتي بنتيجه, ولكن السكوت يؤدي لشلل العقل وبالتالي الفعل. تكلموا فالسكوت يكون من ذهب لمن استطاع اسكات احد. لسانكم اداتكم للوصول الى الهدف .

وبسبب وجود الكثيرين ممن يتكلمون ويجيدون الكلام في هذه المواضيع نيابة عن هذه المجاميع ، اتحت لنفسي الحق في الكلام البسيط عن مجاميع الاقليه التي نسى الكثيرون منا حاجتها لاشياء كثيرة ولاسباب عديدة. واساسها انهم لا يعانون ما يعانيه الاخرون امثالهم باماكن اخرى. فالمعاناة لها مستويات متعدده ايضأً. كجحيم دانتي مستبدلين الجحيم بحياتنا اليوميه والقتله والسارقين بناس بسطاء عادين.

المجموعه التي احب ان اطرح مشاكلها اليوميه للنقاش هي مجموعه النساء البسيطات اللواتى يقيمن في دول اوربا وخصوصاً في بلد السويد حيث اعيش. حيث ان لقائي بهن عن طريق عملي اتاح لي الفرصه للدخول لبيوتهن والتعرف عليهن عن قرب والاستماع لمعاناتهن  .
ما رأيته وسمعته منهن اصابني بصدمه كبيرة في بدايه الامر وصعب عليّ تفهّم حالة معيشتهن.
قد تعيش المرأة العراقيه بالسويد عيشه مريحه مقارنة بامثالها البسيطات في العراق. ولكنها ليست بمختلفه  .
فالمرأة العراقيه تعيش عيشة الفقراء وان توفر المال. و بعزله كبيرة وان عاشت باحلى المدن. وتهان وتضرب وهي تعيش ببلد   الديمقراطيه  و قمة عصر المرأة .

الكثير من النساء العراقيات اللاجئات لا يجيدن حتى القراءة والكتابه ولكنهن يجيدن كل احاديث الشيوخ. لا يعرفن الوصول حتى للحدائق العامه بمفردهن ولكن يعرفن كل الطرق للحسينيات والجوامع حتى البيتيه منها . 

الخوف والارهاب الذي تعيشه هؤلاء النسوة بالسويد لعدم تفهمهن للوضع والقوانين السويديه مما يسهل عملية سيطرة الرجال عليهن ويضعهن تحت رحمتهم ويتركهن وحيدات تعيسات ليس لهن حتى من يستمع لهن .

هناك الكثير من الاساليب التي يستخدمها الرجل الظالم ضد الزوجه ، منها ما هو مباشر كتهديدها فيما لو طالبت  بالطلاق ، يسقط حقها بالاقامة بالسويد عند اتمام الطلاق ، فتصمت .
واخرى غير مباشرة من خلال ما يطلقه من يسمون انفسهم بالشيوخ من فتوات متخلفه رجعيه . ولان هؤلاء الشيوخ هم على الاغلب من اصدقاء الرجل او من الجيران او رب عمل له تكون الفتوى حسب هواهم ، كضرب المرأة وتأديبها واجب محلل... او عدم الموافقه على طلاقها شرعاً مما يتركها وحيدة وهجرها بعد ان تعدى عليها الا بحضوره وموافقته على الطلاق...

اهم سبب مساهم لخضوعها لرحمه الظالم هو عدم قدرتها لتسيير حياتها وجهلها بالمجتمع وحتى بالدين الصحيح. واقامتها بعيداً عن اهلها وان كانوا بسطاء ايضا وبنفس المستوى  ، مما يحرمها التواصل مع من كان لها ان تشتكي له مصيبتها ومسح دموعها فاصبحت كالسجينه بزنزانه جميله لها حيطان سويديه بيضاء وارض خشبيه تنظف بمكانس كهربائية ونار حنين حارقه للعش الطيني الذي تركته يوماً  .

هناك الكثير من هذه النساء يعشن هذا الحال. نقاش حالاتهن ومحاوله مساعدتهن وتثقيفهن جزء مكمل لما يطرح اليوم عن العنف والنسوة العراقيات في الوطن . اطفالهن اطفال العراق ايضاً وان طال الزمن ولهم حق علينا بالمطالبة بما  لا يمكنهن المطالبه به.
 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات