الخميس 3/2/ 2011

الثورة المعلوماتية تعطل ماكنة النظام العربى د. هادى مهدى   أذا كان اكتشاف الكهرباء قد وضع البشرية فى عصر جديد ,على أعتاب ثورة صناعية ,غيرت المجتمعات القديمة ,وأضافت قيما معرفية لم تكن موجودة من قبل ,فأن الثورة المعلوماتية وضعت البشرية عند تحول هام وكبير ألغى الحواجز والقيود والحدود ...أننا أمام بناء عالم جديد ...بقيم جديدة ,يقوم على احترام حقوق الأنسان وتوفير العيش الكريم للجميع دون استثناء . لذا فمن الطبيعى أن نشهد الأن بداية انهيار النظام العربى القائم على مفاهيم القهر والتجهيل والاستحواذ . الثورة المعلوماتية فتحت أبواب المعرفة أمام الجميع ,لا فرق بين حاكم ومحكوم ,بين غنى وفقير ...لم تعد المعلومة والمعرفة حكرا على الجاكم . مقص الرقيب الة الأنظمة الفاسدة حرمنا لعهود كثيرة من مشاهدة أفلام ,وقراءة مجلات وصحف...كم من كتب منعت لاعتراض الرقيب عليها... كم من صحيفة منعت من الصدور,حين كنا نتوجه صباحا لشرائها لم نجدها عند بائع الصحف... شاهدنا التونسيين من على شاشات التلفزيون كيف يقفون أمام المكتبات بعد سقوط الطاغية طوابير لشراء كتب كانت ممنوعة عليهم أيام الدكتاتورية .لقد ذهب مقص الرقيب الى المتحف...صار من أشياء الماضى . وحين اندلعت انتفاضة الشعب المصرى حاولت أجهزة القمع الدكتاتورية التضييق على المنتفضين بقطع خدمة الانترنيت عنهم .لكن جهل الحاكمين لم يحجب التواصل بين المتضاهرين ,فقامت مجموعة -غوغل - بتوفير خدمة النترنت عبر الهواتف النقالة . حجم المناورة لدى الأنظمة العربية أصبح ضئيلا ... حتى الحلفاء التقليديون بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على حماية أنظمة اعتبرت لفترات طويلة من أقوى حلفائها فى المنطقة ...فمصير شاه أيران ليس غائبا عنا .وزين العابدين بن على رفضت فرنسا استقباله وكانت من أقرب حلفائه...والان جاء دور النظام المصرى الحليف الاستراتيجى للولايات المتحدة. تشابه واقع المجتمعات العربية,وماتعانى منه من أزمات متشابهة ...بطالة ... فقر ... جوع ... فساد , يجعل تلك المجتمعات عرضة لتغييرات جذرية . فأن كانت عربة بو عزيزى قد فجرت الثورة التونسية ,فلهيب تلك الثورة أخذ بالامتداد ... ها هى مصر البهية وتلك اليمن والجزائر والأردن تلبى النداء ... ودول أخرى بالانتظار على الطريق نفسه . عربة بو عزيزى يبدو أنها ستجر وراءها عربات  .   3-2-2011