| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 3/8/ 2010

     

هل العراق بحاجة الى قوات دولية؟

خضير الاندلسي

بُعيد أنتهاء الحرب العالمية الثانية ,تم انشاء منظمة الامم المتحدة وظيفتها الاساسية كما جاء في ميثاقها هو تعميم السلام وحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز الثقة لخلق اجواء امنة بين الدول , وقادت منذ ذلك الحين بعثات دبلوماسية وعسكرية وكثيرا ما نجحت في احلال السلام في المناطق التي تتواجد فيها ولنا في التجربة اللبنانية خير مثال.
مؤخرا تحدثت الادارة الامريكية في بغداد على لسان الجنرال العسكري ارديرنو عن نية الاخيرة في نشر قوات دولية في العراق وخصوصا في المناطق التي تسمى (بالمناطق المتنازع عليها) وكركوك لان ادارة السيد اوباما تخشى من نزاع قد يحصل حال خروج القوات الاجنبية من العراق. وهنا نطرح ملاحظتين:
الاولى ان تسمية مناطق نينوى بالمتنازع عليها لا يمت للواقع بصلة حيث أقضية بعشيقة وسنجار وبحزاني وغيرها تابعة لمدينة الموصل تاريخيا, ولا علاقة لاقليم كردستان بهذه المساحات قريبا ولا بعيدا, وبالامكان ضم هذه الاقضية والنواحي الى الاقليم حال اجراء استفتاء يضع ساكني تلك المناطق بين خيارين ,خيار الانضمام الى الحكومة المركزية في بغداد او حكومة الاقليم , هذا مع أسلامنا بان النزاعات تحدث بين دول وليس على اراض في نفس البلد!
الملاحظة الثانية ,ان ما تحدث به الجنرال الامريكي حول النزاع العربي_الكردي ما هو الأ دق ناقوس خطير لحرب مفتعلة بأياد امريكية بحتة لشرعنة أبقاء العراق تحت طائلة الوجود الاجنبي ولانعرف كيف تنبأ الجنرال بنزاع في تلك المناطق الامنة في الوقت الذي تجاهل فيه ان ازمة كركوك سياسية وليست عسكرية !. هذا وان كلام الادارة الامريكية حول ضرورة تواجد دولي في العراق انتهاك صارخ لسيادة الأخير, كون الاعراف الدولية تعطي القرار الاول والاخير للدولة المعنية بالشأن , فالجهة العراقية هي من تطلب من الامم المتحدة ,بأعتبار العراق عضو فيها, ان كانت بحاجة الى قوات دولية وليس الطرف الامريكي من يطلب.
ان الضغط الشعبي العراقي الملح حول ضرورة اخراج المحتل بأسرع وقت ممكن ,أجبر الجانب الامريكي على توقيعه مع العراق لاتفاقية تلزمهم بالخروج منه بحلول عام 2011 وان التدخل الدولي المزمع مناقشته لو حدث فهو شكل اخر للتواجد الامريكي ولكن بلوحة مغايرة, حيث من المعلوم ان ميزانية الامم المتحدة تدعم من قبل الولايات المتحدة بنسبة حوالي 20_25% سنويا ,هذا يعني ان القرارات الاممية حين تتخذ فهي ذات صبغة امريكية في اغلب الاحيان.
كان على الادارة الرئيس اوباما ان تساعد الجانب العراقي بأرسالها لشركات استثمارية اجنبية بما فيها الامريكية للمساهمة في اعادة اعمار البلد المدمر ,وليس ارسال قوات عسكرية جديدة والتي تعني مزيدا من الدمار والخراب.
ان عدم تدوليل القضية العراقية يعطي فرصة اكبر لابناء العراق في المساهمة لأعادة بناء بلدهم وتحديد مصائرهم بانفسهم , وهذا اختبار تحدي امام ابناء الرافدين ماعليهم الا تجاوزه .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات