مقالات وآراء حرة

 

أرشيف المقالات

 

الأثنين 3/9/ 2012

جميل... أن تقدم ما هو جميل سهيل الرفاعي حقا أن ليس هناك للجمال من حدود، مثلما ليس للإبداع البشري صانع هذا الجمال من حدود، حيث تتداخل في منهجية هذا الإبداع كل عوامل القوة والحب، القوة من أن الإنسان صانع لكل مفردات الحياة، والحب هو العمود الفقري لهذه القوة، لهذا نرى كل الإبداع الإنساني الصادق، لم يكن بعيدا عن حياة الإنسان بكل تفاصيلها، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو بذلك يؤدي مهمته الإنسانية، من حيث البعد الجمالي والبعد الاجتماعي. فقد يأخذك الشاعر  ريلكه وهو يخاطب معنى الورد : (أن تصنع من كل وردة  تحتضر، سميرة لنا، وأن تواصل البقاء بعد هذه الشقيقة، الغائبة في أوراد أخرى) والورد هو أيقونة الحياة ولكن بشكل متحرك، كل هذا تحرك فيك وأنت تحضر تمرينات مسرحية (عند الحافة)، المخرج الذي يشتعل مثل مصباح غازي وينطفئ فجأة سلام الصكَر والفنانة المسرحية التي عرفتها يوم كانت واقفة في باب المسرح الشعبي وهي تزغرد وتنثر الجلكليت على رأس الفنانة ناهدة رماح يوم عادت للوطن بعد محنتها بعيونها، أنها نضال مصطفى عبد الكريم، رفيقتك في حركة الأنصار، ثم عازفة الجلو أسمهان سامي كمال، ابنة صديقك الفنان سامي، يضاف اليهم مدير مسرح محترف هو صلاح الصكَر، بدماثة أخلاقه وحرصه وإصراره على تقديم كل ما هو جميل. ربما كانت للمخرج سلام الصكَر رؤياه حين بدأ بكتابة النص، وهو الذي يسعى منذ أن تعامل مع خشبة المسرح، إلى أن هموم الناس هاجسه الأرأس (على حد قول شيخ النزاهة هادي العلوي) والأقرب إلى الناس هي همومهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لهذا كان الحوار يدور حول ما تم تخريبه في الزمن الجديد، وما يحمله الزمن الجديد، من استشكال كبير بخصوص شخصياته، لهذا حاول المؤلف والمخرج سلام الصكَر أن يلقي الضوء على كل هذا الغث الذي يتحكم ببناء عراق جديد. أن ما يثير الاعتزاز والفخر بما سوف تقدمه فرقة ينابيع الأنصارية، هو هذا الجهد المبذول من العاملين بها، كنت أضحك وأنا أرى المخرج سلام الصكَر، ينهض حافيا كي يعيد رسم حركات مشهد ما للفنانة أسمهان، أو يعترض بشدة على مشهد للفنانة النصيرة نضال عبد الكريم، أنه الحرص من أجل تقديم ما هو جميل... وهل غير المسرح يقدم  ما هو  الأجمل؟