| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 3/11/ 2009

 

جحر فوق الأرض .... المالكي يضاعف الكتل الكونكريتية حول بيته

سامي الحمداني
samialhmdani@gmail.com

في خطوة لها دلالات عديدة ضاعف رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي عدد الكتل الكونكريتية التي تحيط بيته حيث أنشأ سياجاً ثانياً من الكونكريت في وقت تشهد فيه المنطقة التي يسكنها حراسات أمنية مشددة.
ويرى مراقبون أن من دلالات هذه الخطوة:
1- تيقن المالكي من نهاية حقبته السياسية وأن الأشهر المقبلة ستكون صعبة للغاية ولكن لا مفر من قضائها داخل العراق على الأقل حفظاً لماء وجه حزب الدعوة الإسلامية الذي يترأسه المالكي، حيث تعمل أطراف عديدة على إزالته أولها كتلة الائتلاف الوطني الذي ينتمي إليها أساساً، ثم الكتل الوطنية وتلك التي رفعت شعارات التغيير وخوض المرحلة المقبلة بنهج وطني بعيداً عن الطائفية، وبرغم أن المالكي انتهج أجندة أقرب إلى الوطنية بمحاربته للميليشيات ومحاولته التقرب من بعض القوى في المكونات المختلفة الا أنه يؤخذ عليه الخروقات الأمنية التي تحصل بين الفينة والأخرى والتي تشير نتائج التحقيقات إلى وجود خروقات فاضحة من قبل الأحزاب والميليشيات في أجهزته الأمنية تتسبب في هذه المشاكل خدمة لمصالح أحزابها وبالتالي تجعل هذه الخروقات أجندته الوطنية مشوبة وملوثة بالطائفية أضف إلى ذلك الاعتقالات وعمليات الاغتيال التي تحدث هنا وهناك في مناطق متفرقة من العراق.
2- الدلالة الثانية هي تشبث المالكي بمنصبه ومحاولته الحصول على ولاية ثانية - وإن كان ذلك أشبه بالمستحيل سياسياً - من خلال محاولات ومناورات ينوي القيام بها من خلال البحث عن تحالفات واسعة تضم شخصيات من مختلف أطياف الشعب العراقي، لكنه في الواقع لم يستطع حتى الآن جمع شخصيات مؤثرة حوله، بينما برزت قوى يتوقع لها أن تجتاح الساحة السياسية.

إن سياسة (جئنا لنبقى) التي يمارسها بعضهم حال وصوله إلى السلطة يبدو أنها لم تعد تناسب الواقع العراقي الذي نظر إلى التجارب العديدة التي تحكمت بمصيره فأًصبح واعياً لما يحيط به، فالشعب اليوم أجبر المسؤولين على تغيير هذه السياسة وأن يقبلوا بحقيقة المناصب التي هي خدمة للشعب وليس قسراً أو استبداداً وتحكماً بالمصير، وبخلاف ذلك واذا ما اراد صاحب السلطة أن يخرج عن هذا الاطار فإنه سوف يعاقب من قبل الشعب، كما أن الأجندات التي تريد تفريق الشعب العراقي وتخلق الفروق هي الأخرى لم يرضها الشعب العراقي وانعكس ذلك على السياسيين مرغمين حيث بدوا لاهثين وهم يبحثون عن حلفاء من الطوائف الأخرى وهذه هي إرادة الشعب التي قال عنها الشاعر:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة        فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي               ولا بد للقيد أن ينكسر

وهي قيود الظلم والاستبداد والاستعباد التي لا يمكن أن يقبل بها الا شعب مخدوع توعد الذل والمهانة، والشعب العراقي ليس كذلك بدليل أنه أجبر السياسيين على تغيير مناهجهم وأجنداتهم.

ومهما يقال فإن الشعب يبقى هو المتحكم الوحيد وإن رفض أجندة معينة فلا يستطيع أحد فرضها مهما تكن قوته.



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات