| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 3/4/ 2010

 

من السفر الخالد للأنصار الشيوعيين

عيد الحزب

النصير ابو عادل – فارس زهرون حبيب

آذار عام 1980 على الأبواب,بدأنا بتوديع الشتاء القاسي الذي عانيناه في فصيلنا – فصيل بغداد في قاعدة نوزنك – تخطينا الصعوبات التي واجهتنا في بداية حياتنا الأنصارية ,لم نكن نأبه بالبرد وسوء التغذية والمصاعب اليومية التي تفرضها الحياة الجديدة, حياة لم نكن نألفها سابقا,كنا نعيش كل ذلك بمعنويات عالية مع علمنا أننا في بداية الطريق وبوعي كامل كنا نؤمن أن طريقنا طويل وكل نصير هو عبارة عن مشروع أستشهاد . الصعوبة الحقيقية كانت بالنسبة لنا هي قلة السلاح هذه القلة حتمت أن تتناوب المفارز في انجاز مهامها , كنا ننتظر بلهفة وصول كميات السلاح التي كان الحزب يسعى لإيصالها الى كردستان.في مناقشاتنا الحامية التي كانت تثار في الفصيل والتي اشتدت بعد وصول جريدة طريق الشعب [بعد ان عاودت الجريدة الصدور بشكل سري – العدد 1 السنة 44 آواخر آب 1979 ] وهو يحمل عنوان رئيسي على اثر اجتماع ل.م : في سبيل جبهة وطنية ديمقراطية لأنهاء الحكم الديكتاتوري وأقامة نظام ديمقراطي في العراق.في تلك النقاشات كان الانصار بالضد من كلمة الأنهاء,, و أن يتغير الشعار الرئيسي للحزب الى شعار اسقاط النظام, هذا النظام الذي لم يترك لنا خيار آخر سوى خيار الكفاح المسلح ,بهذه الأجواء التي كنا نعيشها في فصيل بغداد والتي كانت جزء من الاجواء السائدة في قواعد الأنصار ,قررنا ان نحتفل بشكل مميز بذكرى تأسيس الحزب ومما ساعدنا على ذلك تواجد رفاق في فصيلنا قد عملوا في دار الرواد وطريق الشعب العلنية وفنانين لهم خبرة في هذا المجال . بدأ الرفاق: سعيد ,ابو الصوف ,رائد ,آيار ,ماموستة بختيار , فاضل والنصيرتين لينا ,جيان ,بأعداد عمل مسرحي { الشهداء يحضرون الاحتفال} وهو نص قد نشر في احد اعداد الثقافة الجديدة قبيل منعها ,وكذلك تم التدريب لأداء الاناشيد التي ارتبطت بنضال الحزب.سادت أجواء الحزن على الجميع بعد وصول أخبار معركة قزلر في 24.3.1980 والتي سقط فيها ستة أنصار أبطال دفاعا عن الحزب والوطن ,وودع فصيل بغداد أول شهيد له [الشهيد أبو زهرة – معتصم عبد الكريم -] ومع عمق الحزن والألم الذي تركه رحيل الشهداء والتمثيل البشع والهمجي لجثث الشهداء, زاد اصرار الأنصار أثناء الأجتماعات الحزبية أو العسكرية على ألمطالبة برفع شعارأسقاط النظام بدلا عن كلمة – انهاء النظام -.
يوم ربيعي مشمس جميل كان يوم 31.آذار , فصائل الأنصار اتخذت الاحتياطات تحسبا للغارات الجوية أو القصف المدفعي ....كما فعل النظام في اعياد نوروز عندما احتفلت مفارز الأنصار والبيشمركة بعمليات عسكرية مشتركة وببيانات وزعت في المدن والارياف وبأيقاد نار الحرية فوق قمم الجبال مما أثار جنون البعث وعبر عنه بالقصف العشوائي للمنطقة . كان الاحتفال عصرا في وادي قريب من مقر المكتب العسكري بعد ان عدلت مساحة صغيرة من الأرض الجبلية لتكون مسرح للأحتفال ,كان الديكور عبارة عن لوحة كبيرة رسمها الفنان سعيد على بقايا خيمة قديمة وقد استوحاها من أجواء معركة قزلر ,حضرت وفود من كل القوى الوطنية المتواجدة في المنطقة – الأتحاد الوطني الكردستاني ,الحزب الأشتراكي الكردستاني ,الباسوك ,- واعداد غير قليلة من البشمركة والأنصار .بدأ الاحتفال وكان القسم الأول منه مكرس لكلمات وفود الاحزاب التي اشادت بمواقف الحزب الوطنية ,وقد القى نوشيروان كلمة الاتحاد الوطني – مع أن جلال الطالباني كان حاضر الاحتفال – وقد اشار بشكل سريع لدور حزبنا وتاريخه المجيد وتضحياته في سبيل الشعب والوطن ثم بعد ذلك استغل كل كلمته والتي استغرقت وقت غير قصير للتهجم على الحزب الديمقراطي الكردستاني ونعته بأبشع الكلمات والتي لا تليق بقائد سياسى ولا تراعي آداب الضيافة مما حدا ان يرد الحزب فى كلمته بشكل مرن على تهجم نوشيروان وداعيا كل القوى للنضال ضد النظام, كان للشعر حضور في الاحتفال حيث القى النصير كاوة { الشاعر الكردي المعروف ر.ص } قصيدة جميلة عن كردستان ثم كانت قصيدة الرفيقة خوشكة التي الهبت حماس جميع الحضور, تجاوز الرفاق الذين انجزوا العمل المسرحي بموهبتهم التمثيلية كل الصعوبات وفقر الامكانيات لأنجاز هكذا عمل ,كان النص قد اعد باسلوب شعري رقيق ومؤثر لسيرة حياة شهداء الحزب ومواقفهم البطولية امام جلاديهم وأستشهادهم بكل شموخ ,وقد زادت من جمالية العرض المسرحي الاغاني والأناشيد الحزبية {العربية والكردية كما هو كل الاحتفال } وقف كل الحضور بكل عفوية وخشوع امام ذكر معركة قزلر والتي دماء شهدائها لم تجف بعد ... تلك الاسطورة الشيوعية التي تناقلت كل الاحزاب الكردية والاهالي صداها .ختم الحفل بنشيد {أذكروا الحزب يارفاق}.كان وقع الاحتفال مؤثر على الحضور وأنعكس ذلك بقول جلال الطالباني بعد انتهاء الحفل مع من حوله كيف ذكرته المسرحية برفاق عاش معهم وتعلم منهم ....وقال بعاطفية واضحة ...انه وحزبه في الجبل ضد النظام منذ عام 1975 {ويقصد بذلك بعد أتفاق صدام مع شاه ايران } وكانت الأمور غير واضحه ولكنه لم يرى النور في الافق الآ عندما جاء الحزب الشيوعي الى الجبل .......
وقد أوفى الرجل بما قاله للحزب وشهدائه عندما قاد سياسيا مجزرة بشتآشان ........

 

free web counter

 

أرشيف المقالات