| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 3/3/ 2010

 

كروان جوهرتنا

عدنان سليم

كما هو واضح للمراقبين وخاصة المثقفين منهم فان التدافع الانتخابي الغير متكافئ والأجواء الضبابية التي تجري فيها الانتخابات والفساد الانتخابي وطبيعة غالبية الأحزاب والتكتلات التي تلبس ثوب الديمقراطية وتحمل في داخلها أجندة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية تتمثل في حب السيطرة والهيمنة وروح الانتقام مستخدمة أساليب وممارسات شبيهة بممارسات البعث في التعامل مع المجتمع.

كل هذه الأمور وغيرها قد دفعت الكثير من الناس إلى الإحباط وأحياناً اليأس من مستقبل البلاد.

طبعا بالنسبة للسياسي يبقى متفائلا ويحاول أن يتعلق ببصيص من الأمل ويبحث عن رئة يتنفس منها..

عندما تقرر كروان والكثير من الخيرين من هذا المجتمع دخول ساحة المنافسة الانتخابية فلاشك بان الأمل والتفاؤل سيتجددان لديهم وبالتأكيد لن يتوقف الأمر فيما إذا فازت كروان بمقعد برلماني أم لم تفز فهي فائزة بهذا المقعد في قلوبنا وقلوب أبناء المنطقة التي لم تبخل كروان بعطائها المتواصل لهم.

والحديث عن كروان يوقظ عندي ذكريات جميلة تعود إلى بداية السبعينات عندما كنت مسئولاً عن اتحاد الطلبة العام في ثانوية بعشيقة وكانت كروان جميلة ذكية متحررة مقدامة كما هي الآن كانت دافعاً ومحركاً للكثير من الطالبات والطلاب لدعم اتحادنا والانضمام إليه..

كانت كروان جوهرة الاتحاد وميدالية على صدورنا نحافظ عليها كما نحافظ على أرواحنا خاصة وان ظروف العمل السياسي حينها كانت صعبة خاصة بالنسبة للنساء فقد كانت تحيطنا ذئاب البعث ولملوم الانتهازيين الذين لا يخجلون من ركوب الموجة في كل مرة كنا نحمي القيم وكانوا يهدمونها إلى أن أوصلنا جحيمهم إلى مجتمع تزعزعت واهتزت فيه القيم ولكن بالتأكيد لا يخلو من الحريصين الذين هم أملنا في استعادة تلك القيم الجميلة والتي بدونها لن نستطيع أن نخطو خطوة واحدة للإمام.

عندما ذهبت إلى الوطن بعد غياب قسري طويل زرت مدينتي الجميلة بعشيقة والتقيت بأصدقائي القدامى الرائعين، الذين افتقدتهم سنوات طويلة ومن بين الذين اعتز بلقائي بهم هي كروان حين حضرت لدعوة عائلة طيبة و كريمة تربى في وسطها الشهيد حميد دخيل (ملازم سلام الذي نفتقده وتفتقده المنطقة في هذه الأيام).

لقد انتابني حينها احساس بأن العزيزة كروان أرادت أن توصل رسالة بأنها لازالت على العهد لم تتنكر لمبادئها.. وبدوري لم اشك يوماً بمعدنها وخصالها الأصيلة.

إنّ كروان هي ثمرة لشجرة زرعها مناضلين شرفاء أولهم والدها معلم الأجيال (رحمه الله) وأخرين مثل أبو عمشه وأبو سربست و سفو وفوزي و شمدين وخالها الرائع صباح آدو... ثمرة شجرة رويت بدماء طاهرة لقافلة كبيرة من الشهداء.

شرف لك يا عزيزتي كروان أن تستندي لهذا التاريخ وشرف لنا أن تكوني في المقدمة... ونتطلع إلى ذلك اليوم الذي يعلو صوتك للدفاع عن حقوق الناس كل الناس في البرلمان القادم..

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات