| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 31/1/ 2011

     

الفرعون الأخير

عبدالكريم يحيى الزيباري

لماذا لا يخرج الفرعون من مصر؟
لأنَّ أحداً ليس بوسعهِ أنْ يقنعهُ بأنَّ الشعب المصري لا يريده، بل يفضِّل الموت على بقائه في الحكم، فهو الذي فاز حزبه الوطني الحاكم في الانتخابات الأخيرة بنسبة 96%، أمَّا هؤلاء المتظاهرين فهم غوغاء، أو غير مصريين تسربوا من الحدود، أو شياطين، أو أيَّ شيء آخر، إلا أنَّهم ليسوا مصريين!! هذه الأكذوبة 96% صنعها أتباعهُ وأياديهِ الذين يبيعون ويشترون في دماء الشعب المصري الجائع الفقير، الذي يرى شرطيا فيفرُّ من أمامهِ، وقد صورت لنا بعض الأفلام جزءاً صغيراً من معاناتهم، فهذا شرطيٌّ بسيط (حاتم مفوض شرطة، قام بدوره خالد صالح) يحكم منطقةً بأكملها، حكم بهلول: اغتصاب وسجون وتعذيب وابتزاز، في فيلم "هي فوضى/2008". آخر أفلام يوسف شاهين. شرطيٌّ بسيط، فرعونٌ كبير، يجبر المنطقة على الثورة والهجوم على مركز الشرطة، فما بالك بالضابط الكبير؟
مبارك لم يزوَّر الانتخابات بيدهِ، ولا ابنه جمال فعلَ ذلك، ولا أحداً من الوزراء ولا المقربين، فعل ذلك شرطيٌّ فاسد، وموظَّف ملعون، كما أنَّ مبارك لم يأمر شخصياً بزيادة تعذيب الفقراء من الباعة المتجولين حدَّ الموت، في مراكز الشرطة، كما أنَّ مبارك يريد أنْ يهرب من هذا الجحيم ويقضي أيامه الأخيرة، ولكن الملوك هددوه بالعار وبتسليمه ومقاضاته إذا فر، فليس أمامه إلا أنْ يقمعَ الانتفاضة الشعبية، وليمت مليون أو أكثر، المهم أنْ يبقى عرشه على النيل، خادماً مطيعاً.

لماذا لا يخرج الفرعون من مصر؟
لأنَّ أحدهم كَذَب عليه قائلا: غداً سيجوع المتظاهرون، غداً سيتعبون، غداً سيعودون إلى بيوتهم، غداً سنقتلهم إذا لم يفعلوا ذلك!!.

لماذا لا يخرج الفرعون من مصر؟
لأنَّهُ كان في مقدِّمَة الرؤساء الذين اشتدوا في لومهم على فرعون تونس، الذي آثرَ أنْ يحقنَ دمه ودماء المسلمين، لأنَّ الكثير من العائلات الارستقراطية قد عاهدته على الموت، هذه العائلات التي يترأسها أحد الفاسدين، ضابط كبير في الجيش، وأبناؤه ضباط شرطة ومخابرات، أو مدير عام، وغير من المسئولين المليونيرات، وقد تصل أعداد هؤلاء الفاسدين مع عائلاتهم إلى مائة ألف، هؤلاء هم المستفيدين من الفرعون، الذي لم يترك لهم شهوةً ولا لذة ولا أمنيةً إلا حققها لهم، على حساب سبعين مليون جائع، لا يجدون الخبز، وفوق جوعهم، كل شهر يموت أحدهم بالتعذيب في أحد مراكز الشرطة، أما دوائر الأمن والمخابرات، وأمن الدولة، فهم شياطين الإنس الذين أمرنا تعالى أن نستعيذ من شرهم كل يوم وليلة في سورة الناس بقوله تعالى (من الجِّنَةِ والناس) .

لماذا لا يخرج فرعون مصر؟
لأنَّ أوباما اتصل به وهدَّأ من روعهِ، وكذلك ملك السعودية، وهذا ما نقلته الأخبار، والله وحده يعلم، كم من الرؤساء والملوك يقفون وراءه. يقول ابن سهل الاندلسي (طَاوِلْ بِجَدّكَ فالأقْدارُ عُنوانُ، واحكمْ فما لصروفِ الدهرِ عصيانُ، عَلَيْكَ حَزْمٌ وأمرٌ نافِذٌ وعَلى، ريبِ الحوادثِ تسليمٌ وإذعانُ، كأنما عدوها إثرَ الطريدِ بها، رَقْصٌ بحيثُ صليلُ الهِندِ ألحانُ، بِعصبة ٍ أُنْهِضوا للمَوْتِ وائْتُمِنُوا، على الحفاظِ فما خانوا ولا حانوا، أعطاهمُ الحزمُ أيماناً مؤيدةً، أنَّ الضلالَ ذليلٌ حَيثُما كانوا، إن شئتَ رعتَ بهمْ أرضَ الشقاءِ فلمْ، يَعْضُدْهُ من دولة ِ المخذولِ صلبانُ، فَقَبلَكُمْ ما أتى موسى بآيته، مصراً فَلَمْ يُغنِ عَنْ فرعونَ هامانُ)

 

free web counter

 

أرشيف المقالات