الخميس 31/12/ 2009

عمار الحكيم و"دخول" الايرانيين الى حقل فكه النفطي! صادق جعفر محمد كان اقتحام الجنود الايرانيين حقل فكه النفطي ، وانزال العلم العراقي ورفع العلم الايراني على البئر رقم (4) انتهاكاً فظاً لسيادة العراق وحرمة اراضيه. الامر الذي اثار سخط الرأي العام العراقي ، وحمل الحكومة على التحرك لإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل إقدام ايران على فعلتها المشينة هذه ، المنافية لأبسط القوانين الدولية ولعلاقات حسن الجوار ، التي تدّعي ايران انها تريد رعايتها مع العراق الجديد . وقد تباينت ردود فعل الجهات السياسية ، والاوصاف التي اطلقتها على ما قامت به ايران . فمنها من قال انه " عدوان مدان" ، واخرى " احتلال " يتطلب رداً حاسماً وغير ذلك من الاوصاف. ولفت نظر المراقبين ان السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ابتعد عن هذه الاوصاف ، ولم يعرب حتى عن الاسف ، دع عنك الاستنكار والشجب والتنديد بما قامت به ايران، الذي بالغت فيه بعض القوى لأغراض سياسية ودعاية انتخابية ضد حكومة المالكي . ان وصف عمار الحكيم اقتحام الايرانيين لحقل فكه بـ"دخول "القوات الايرانية ،كما لو انها جاءت للنزهة ، يذكـّر بالتصريح الذي ادلى به المرحوم ابوه عبد العزيز الحكيم ، يوم كان عضواً في مجلس الحكم الذي قال فيه (ان من حق ايران ان تطالب العراق بتعويضات عما لحقها من اضرار جراء الحرب العراقية الايرانية). ومن المعروف ان هذه الحرب التي بدأت في ايلول 1980 دارت رحاها على الارض الايرانية لمدة سنتين فقط ،إذ تحررت الاراضي الايرانية من وجود القوات العراقية المعتدية في العام 1982 واستمرت على الارض العراقية لمدة ست سنوات ، لأن القيادة الايرانية ظلت متمسكة بشعار"حرب حرب حتى النصر " خلافاً لمصلحة الشعبين العراقي والايراني وعلى الضد من الارادة الدولية التي عبّر عنها قرار مجلس الامن الذي يقضي بوقف الحرب، ولم تقبله إلا في العام 1988. وليس غريباً ان يتنطع احد المسؤولين الايرانيين في الايام الاخيرة لمطالبة العراق بتعويضات تبلغ الف مليار دولار ! نعم الف مليار دولار لاغير!! فما هو رأي السيد عمار الحكيم في هذا الطلب ، الذي مهـّد له المرحوم ابوه يوم صرّح بحق ايران بطلب تعويضات من العراق ؟! لقد قدمت ايران خدمات كثيرة لعائلة الحكيم منذ ايام الشاه المقبور ، و للمجلس الاعلى الاسلامي ولفيلق بدر ، وما تزال تقدم الخدمات والاموال. فهل جاء وقت المطالبة بثمن هذه الخدمات على حساب مصالح الشعب العراقي وارضه وثروته النفطية ؟!