الأثنين 31/5/ 2010

سقيفة ابراهيم الجعفري حسن مشكور تكشف الوقائع ان الصراعات التي انفجرت ابتداء من وفاة محمد لم تكن صراعات دينية فالصراعات كما هو بين من وقائعها التاريخية وليس في الصورة الذهنية. هذه الوقائع سياسية في المقام الاول فالصراع الذي جرى قبل دفن محمد كان متوجها لتحديد من يحكم . لا الفصل في مسألة لاهوتية , ووصل الامر الى حد المساومات السياسية الواضحة واقتراح الامراء والوزراء. تمتد سياسة الصراعات على طول التاريخ العربي الاسلامي وتتخذ من مسألة الحكم المحور الرئيسي الذي يشكل المجرى والروافد وهو ما يشير اليه " الشهرستاني " قائلا : "اعظم اختلاف بين الامة خلاف الامامة " وكذلك ما يشير اليه "الاشعري" "اول حدث في الاختلاف بين المسلمين بعد نبيهم اختلافهم في الامامة " وهما اشارتان مضيئتان حيث سياسة الصراعات لا لاهوتيتها منعكسة وواضحة لدى المؤرخين الاوائل. "رفعت سلام / بحث عن التراث العربي " ما الذي سوف تتمخض عنه سقيفة ابراهيم الجعفري ، لاشك سيكون الصحابي سعد بن عبادة هو القائمة العراقية "اقتلوه قتلة الله" فها هو الخارجي علي اللامي يخرج علينا بجيوشه المتجحفلة في مواقع "المساءلة والعدالة" رافعين على روؤس رماحهم تفسيرات المحكمة الاتحادية والتي هي الاخرى تساهم في تعقيد الوضع بتفسيرات غير صحيحة لا بل مغلوطة ومتعمدة اضافة الى مماطلتها في المصادقة على نتائج الانتخابات بغية فسح المجال امام المجتمعين في سقيفة ابراهيم الجعفري بابعاد " الانصار " وليظل سيف الزبير مشرعا "نحن الوزراء وانتم الامراء" وليمزق الحباب بن المنذر بطنه غيضا . لم يعد خافيا الدور الثعلبي الذي يلعبه ابراهيم الجعفري للعودة ثانية الى رئاسة الوزراء معتمدا على التيار الصدري بكونه الفائز في انتخابات / استفتاء جمهورية مقتدى الصدر الاسلامية ولا يخفى دور الجعفري في فسح المجال امام عصابات جيش المهدي الاجرامية والجثث التي رميت خلف السدة والتي اسموها " مجهولة الهوية " شاهد على ذلك . (قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار) شعار جيش المهدي الذي رفعه المجرم "ابو درع " . والجعفري في الايام الثلاثة الاخيرة قبل ازاحته من رئاسة الوزراء اصدر قراره بتغيير اسم مدينة الثورة الى مدينة الصدر وعمل مثل هذا لابد ان يكون من شأن بلدية بغداد وتغيير اسم المدينة او الشارع لابد ان يستفتي عليه اهل المدينة بالموافقة او عدمها . تمسك التيار الصدري بالجعفري وحملتهم غير المؤدبة ضد المالكي هو جزء من سياسة الانفاق السرية التي يسير فيها الجعفري لغرض وصوله الى رئاسة الوزراء كي يعيد الهيبة الى عصابات جيش المهدي واعتقد ان التيار الصدري طلب من اتباعه التصويت لصالح الجعفري بكون التيار الذي شكله الجعفري والذي منحه صفة الاستقلالية والمستقبلية لم يفز احد منه باستئناء رئيسه . الديمقراطية نسق سياسي واجتماعي واخلاقي لا يستقيم مع الجنوح الى الخيارات السائبة ويستبعد حكم الضمير. وحرية الكلمة ترتبط دائما بأمان الشارع واليوم تعود الممارسات المقبورة وتسخر لها الاموال والاعلام لحاجات آنية يكون وراءها ربح شخصي. الراحل هادي العلوي ذكر في مقابلة ما يلي : المتساقط ذو قدرة على التغيير بحركة زاوية منفرجة تنقله من اقصى الخيانة الى اقصى الوطنية وهو لن يتورع عن المزايدة على المناضلين الى الحد الوقوف على يسارهم وعندما يجد بابا مفتوحا يدخله ويتصرف في داخله برهاوة رب الاسرة ، وقد بينت التجارب المتراكمة ان الكيانات الجديدة التي يتغلغل فيها هؤلاء تكون سريعة الفساد . سقيفة ابراهيم الجعفري هي اخسر الاعمال والذين فيها يعيشون في قواهر المكان والزمان وفي ظلمة العقل وجدالهم لن يخرج جوف الشرنقة ولا تثريب عليهم بكونهم لا يستطيعون اكثر من ذلك. هؤلاء يريدون ان يصبحوا قادة وزعماء بالتهويل ودفع الناس الى المناكب ونسوا انهم لا يزالون في دنيا من صغائرهم وجاءت معادلة " اجتثاث البعث " والتي فيها عزت الشابندر المتزحلق من القائمة العراقية في الدورة السابقة الى الائتلاف الوطني الان ولم يفز بشئ ، ساوى بين الشيوعيين والبعث في الاجتثاث وهو في هذا يكون قد اجتث المتبقي من ضميره . لم تعد الحالة السياسية في العراق تحتمل التجريب ، والمقارنة بين النظام السابق والوضع الحالي مرفوضة ، المطلوب النقيض وليس المقارنة . مضت سبع سنوات على ازاحة نظام صدام والعراق لازال في غرفة الانعاش ، البلاد معطلة اقتصاديا والناس لازالت تعيش على البطاقة التموينة يرافقه صعود مريب لقوى الاجرام والارهاب اضافة الى الفساد الادراي وسرقة اموال الدولة وابشعها سرقة البنوك من قبل المؤتمنين عليها . اليوم نكون قد اكملنا الشهر الثالث على انتهاء الانتخابات ولازالت المماطلات وتسويف العملية الانتخابية قائمة من خلال تجريب اي الخلطات اذوق ، تحالف وطني على كردي على قانون ، ام عراقية على فضيله على توافق ، ام صدري على مستقل على احرار . بصراحة كل هذه الخلطات لا تحمل ذوق ولم تغسل او تغل بشكل جيد وقسم منها متعفنة . ما نحتاجه انقلاب يلغي العملية بكاملها ونعود الى حكومة انقاذ وطني مصغرة توقف العمل بالدستور الحالى وترفع الشرعية عن البرلمان ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وسحب الحصانة و كافة الامتيازات التي حصل عليها هؤلاء بكونها غير شرعية . حكومة الانقاذ الوطني هذه تعمل على اعادة تأهيل البنى التحتية وتحريك الرافعة الاقتصادية بغية ايجاد بنى اجتماعية جديدة تخرج العراق من هذه الفوضى السياسية وتحرير الانسان من هذا الهوس الديني الذي استشرى في كل مفاصل حياة الناس واخطرها العملية التربوية وبناء مجتمع متمدن يحمية دستور ينجزه خبراء قانون وقضاة واقتصاديون وسايكلوجيون وخبراء بعلم الاجتماع وليس معمم لا يفقه شيئا ، او رئيس حزب يضع ايديولوجية حزبه كنص دستوري . اذا كان هذا نوع من التطرف والهذيان ، فأدعوكم الى تظاهرة لتـأييد نظام ولاية الفقيه. حزيران / 2010