| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 30/9/ 2009

 

ربما تخلصت من صداع الوطن

عماد خليل بِله

من المؤكد يطيح بهنائي ويقود بحثي عن الاستقرار الى انفاق مغلقة ما يدور في وطني الجريح من صراعات وفوضى وخبائث تواصل سحله في دروب التخلف وفقدان الامل، ولطالما حاولت ان ابتعد عن ساحة المشاركة في تناول ما يدور يوميا فهي ليست الا مجلبة لوجع الرأس وقد نجحت لدرجة ما حين تمكنت من الاحتفاظ بوجهة نظري على الورق ورميها جانبا غالب الاحيان، اذ في خضم التفاعلات اليومية المتناقضة وبفعل كثرة الصحف ومواقع الانترنت اصبحت الساحة معبأة بأصناف ليس فيها غير ضحالة تناول الاحداث والشخصيات ، حتى اخذت تشوش على الكتابة الجادة في تضييع وقت القاريء، وصارت المجادلة ليس على اسس الحقائق والنقاش الرصين وانما خُلط الصافي والخابط فضاعت الطاسة عند كثير ممن يسطر الكلمات وبات كاتبا وكثر تكرار تناول موضوع ما فتجد الفكرة يعاد تناولها بتكرار ممل بأسماء مختلفة ، كل هذا يحدث ليس جزءا من صراع فكري ودفاعا عن العراق ومصالح العراقيين ، انه ليس الا اشتباك اشبه بعراك الشوارع بأستخدام الكلمات بدل الايدي والارجل بين المتخاصمين السياسيين وانصارهم، وقولي اعلاه لا ينكر حق الكتابات الجيدة والرزينة في تناولها الاشياء.

ومن تُدين والحقائق واضحة ومشوشة . كل المهرجون مضحكون ، وكل اللصوص كاذبون حتى حين يغرقون في صدق طاريء او صدق جاهر لا يمكن لاحد نكرانه، فشدة الصدمة باتت تنذر بالخداع اذ يسمع المرء ادعائهم. واصبح الحذر من الكتابة مطلوبا، فأين ما وضعت كلماتك تخشى ان تسند احدهم.

ورغم ذلك عجزت من التخلص من اشغال وقتي في التفكير بما يدور حتى ظهرت وكأنها المهدىء اختي الخبيثة لتوقف ما يتلاطم في اسلاك جمجمتي من حاملات التوتر حين قالت لي وهي التي لم ارها منذ 1978 " عليك يا عماد ان تكف عن ان تضيع نفسك بالاحداث اليومية وعد الى ما كنت تكتبه زمن الكلية" وكأني كنت بإنتظار الوخزة! فتوقفت على الجرف بدل السباحة بين روجات النهر الخابطة مياهه لأسحب نفسا واحاول ان ابتعد عن النزول الى ساحة معركة ، المنتصر والمنهزم فيها يمتلكان فيَ حصة الوطن، وكأنها اوجدَت لي سببا جادا لان ابتعد عن الخوض في سيرة هؤلاء واؤلئك فقد عاد الجميع بحاجة الى اكثر من دليل لاثبات براءته ، فعدت بأول خطوة لاكمل ما بدأته من مقاطع نصوص بعيدة عن السياسة المباشرة ، حكايا تتعلق بخليط عطر من بقية الطيب في تربة العراق بحكم الواقع الحدثي لشخصيات تآلفت بالاحداث ووقائع الحياة في وطن يُستنزف لأخر قطرة من مياهه الفراتية، في وقت انشغل نواطير البستان، التي طالما حاول المرحوم عزيز علي ان ينبهنا الى ما يدور فيها يوم كانت لنا، ليس في نومهم (ال شلون نومهه) بل في مشاركة الحرامية في استباحة ثروات البستان، محاولا ان اقنع نفسي بالاكتفاء بنظر المراقب لما ستسفر عنه معارك الانتخابات المحتدمة بين المتقاتلين في الساحة السياسية وقد أُستلت وعُدت لها نصول سيوف ورؤوس رماح مغمسة بالسموم وانا الذي لي ناقة وجمل بكل الحدث ، فانا ضحية النظام الديكتاتوري البائد وضحية النظام الديمقراطي! السائد، فهذا الزمن الفاسد ليس لامثالي من الحالمين بعلاقات دافئة ويرتجفون من استعمال المسدس في المجادلة ويخافون من حمله لحل حالات الاختلاف ، فاليد التي تضغط على الزناد بحاجة لطاقة زلزال من الحقد وعدم الاكتراث في تبادل الرأي تعادل الرغبة الخسيسة لرجل امن النظام السابق حين يغتصب عراقية مهجرة او مناضلة منتمية لحزب معارض، وتعادل التشوه الانساني لمن يحز رأسا بشرية لسبب طائفي، لذا سأكتفي بالجلوس على رصيف الحدث متفرجاً وبألم على مهرجانات التحالفات السياسية استعدادا للانتخابات القادمة وابكي وانا اتابع الكيانات (السياسية) التي تطبخ على عجل تحت ادارة احزاب متمكنة اذ اجدها اشبه بتعاملات سوك هرج وهذه الطبخات لن تصل الى وضعية دكاكين سياسية بعد الانتخابات كما كان حال بعض تكوينات تحت يافطة المعارضة ، واراها لا تتجاوز حالة جنابر وبسطات تعرض برخص مواقفها، فالبحث عن قطعة فتات متساقطة من كعكة الثروة المهدورة لوطن مستباح اصبح عملا عائليا وان اتشح ببعض اثياب اللنكة الوطنية المستهلكة بفعل الخديعة، رغم ان في دواخلي احتجاج خيطي يأمل ان تصدق الشعارات هذه المرة ولربما يجد ضوءاً من بقية ايمان منقرض بحدوث تغير ايجابي، ولا ادري كيف يمكن له ان يولد في وقت حوّل شركائنا في الوطن النضال الكردي في الممارسة الفعلية من حركة تحرر وطني الى مصاف الهجانا والارغون في الاغتصاب.

اغتصاب ليس منحصراً بالارض بل يشمل التاريخ ايضاً حين يصر العُمى الشوفيني على اعتبار السومريين اكراد الجنوب ليعثروا بعد زيف يُبَرَز لاحقاً بإدعاء ان كلدان بابل واشوريو نينوى يمثلون السبط التائه من أبناء كاكه، وسوء تجربة المحاصصة الكشرة التي بدل ان يكون رئيس الجمهورية الكردي ووزراءه الكرد نموذجا ايجابيا لتحالف التنوع الاثني ألبسونا عار الرضا بهم بتصرفهم كصيادين برابرة من عهد النياندرتال وقد تمكنوا من غرس سكاكينهم الحجرية الثلمة بجسد جمل جريح، واستباحوه غنيمة.

اجدني لاكثر من شهر قد نجحت فهل اتمكن من الاستمرار في السكوت، لا اعرف لان الناس تقول: " البيه سولهه ما يبطلهه" .


27 ايلول 2009



 

free web counter

 

أرشيف المقالات