| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 30/7/ 2009



قراءة سريعة للواقع السياسي لشعبنا
خطوات الوحدة ونتائجها

فاضل رمو

من الواضح ومن خلال الشواهد الملموسة ولفترة طويلة من الزمن ، ان شعبنا يعتبر شعب ضعيف نسبيا مقارنة ببقية الشعوب العراقية ( هنا المقصود بشعبنا هو الجزء الموجود في العراق لكونه يعيش تحت ظروف البلد الصعبة ، فابناء شعبنا ممن يعيشون في البلدان الاخرى هم عمليا جزء من شعوب تلك البلدان ، وبالنتيجة فهم غير خاضعين لظروف العراق لذلك فقد لا تنتابهم نفس مشاعر الاحساس بالضعف كما هي عند اخوتهم الموجودين في الداخل ) وهذا يقودنا من أجل معالجة مشاكل شعبنا ووضع الحلول اللازمة له ، الى ضرورة تبني افكار تتطابق مع الواقع المعاش والتعامل مع المعطيات المادية المعاشة لا ان تسدّ العيون عما يجري هنا ويتم القفز على الحقائق الملموسة وتبني افكار بعيدة عن هذا الواقع ، وبالتالي فأن مصير شعبنا في الوطن يجب أن يحدد من قبل ابناءه الباقون على ارض الوطن المتحملون لصعابها ومشاكلها ، بحيث يتطلب من ابناء شعبنا في البلدان الاخرى المساهمة الايجابية المنطلقة من تفهم حقيقي للواقع ، والا فان مساهمتهم قد تقود الى تعميق مأساة اخوتهم ممن هم باقون في ارض الوطن ، يضاف الى ذلك مسألة التشخيص الحقيقي للمشاكل والمصاعب التي يتشكل منها الظرف العام المحيط بابناء شعبنا في عموم العراق ( والذي بدوره قد يتباين من منطقة الى اخرى مما يتطلب فهما اضافيا آخرا) ، لابد ان تكون عملية التشخيص هذه وفق اساس موضوعي يتم من خلالها وضع حلول صحيحة للمشاكل والعقد الموجودة ضمن البيئة العراقية حصرا .

فمنذ سقوط النظام السابق تصدت نخب متعددة من ابناء شعبنا والمهتمة بهموم شأننا الخاص لمتتطلبات المرحلة الجديدة ، حيث أن هذه النخب معظمها كانت من ابناء شعبنا الذين يعيشون داخل الوطن ، بالاضافة الى مساهمات عدد غير قليل من ابناء شعبنا المهاجرين في هذه العملية ، لكن تجدر الاشارة الى ان مساهمتهم وبصورة عامة لم تصب في تحسين ظروف اخوتهم في الداخل الا في بعض الامور البسيطة التي لم تعمل على معالجة جذرية للمشاكل والمصاعب التي كان جزء منها قد انتقل من الحقبة المنصرمة بالاضافة الى صعوبات وعقد أخرى برزت في هذه المرحلة الجديدة بعد انتهاء العمليات العسكرية والى يومنا هذا ، بينما نرى العديد من مواقفهم قد عقّدت الكثير من الخطوات التي أتخذت في اتجاه حلحلة بعض من هذه المشاكل الداخلية والتي بدورها قد تؤخر مسيرة تحقيق طموحات شعبنا هنا في العراق ( حيث كما هو واضح فأن قضية الاهداف القومية والحقوق والطموحات هي مرتبطة بجزء من شعبنا الذي لا يزال يعيش في ارض الوطن ) ، طبعا هنا لابد من الاشارة والاشادة باصوات ومواقف بعض الشخصيات من ابناء شعبنا من المهاجرين التي انطلقت من فهم حقيقي لواقع شعبنا في الوطن ، كما في المقابل هناك مواقف خاطئة ومزمنة من بعض نخب الداخل التي لم تستطع ان تخرج من قوقعتها لكي تتفهم واقع عموم ابناء شعبنا على الرغم من كون هذه النخب هي من الداخل ايضا ، فمنذ ما يقارب الخمس سنوات خسر عموم شعبنا هنا في العراق الكثير وخصوصا الذين يعيشون في بغداد ونينوى ، فما عدا ابناء شعبنا من سكان دهوك واربيل فباقي شعبنا لم تتاح له اي فرصة لكي يعبر عن ذاته ويطور وضعه بل بالعكس تراجعت أحواله حتى عمّا كانت عليه في فترة النظام السابق .

حقيقة ظهرت مبادرات عديدة وخطوات كبيرة بأتجاه توحيد الجهود البنّاءة والتي حققت مكتسبات وقفزات نوعية لم يألفها تأريخ شعبنا منذ سقوط آخر دولة له منذ 25 قرن من الزمان ، فقد كان أجدادنا ميّالين نحو الخطوات الوحدوية ، من نرام سين والى لوكال زاكيزي وسرجون وشمشي ادد وسنحاريب وحمورابي ونبوبلاصر ، وبعدهم بعد أن أعتنق اجدادنا سكان بيث نهرين الاوائل الايمان المسيحي قام الاساقفة الاوائل بتوحيد الجماعات المؤمنة الجديدة بكنيسة جامعة موحّدة ، وعلى ذلك النهج قام أحفاد هؤلاء بمثل تلك الجهود التي جاءت بنتائج ايجابية في بعض من محطات هذه المرحلة الجديدة وكنا نتمناها ان تستمر ولكنها مع الاسف حدث بها شرخ بسبب تدخلات من لم يأخذوا بنظر الاعتبار ظروف شعبنا في الداخل ، ونتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان الخاصة بكوتا شعبنا دليل على صحة ما جئت به ، فقد مالت غالبية أصوات شعبنا للجهة التي يتمثل رهان هذه المرحلة عليها ، والتي يستوجب العمل معها لدعمها ولتقويم مسيرتها ايضا ، بينما المواقف والخطوات التي بنيت على اساس الانقلابات لم تنل من اصوات شعبنا ما يعطي لمواقفها شرعية التمثيل والتحدث بأسم هذا الشعب .

عموما فخلال هذه السنوات الخمس الاخيرة برزت خطوات بسيطة لكنها تطوّرت شيئا فشيئا واذا اردنا ان ندرس تلك الخطوات لوجدناها متناسقة ومتسلسلة وممثّلة لتيار لم يلبث ان ينمو ويكبر تدريجيا فالخط الذي ابتدأ بالمساهمة في مجلس كلدوآشور كمجلس شعبي ومن ثم بعد تعثر تلك الخطوة لاسباب ليست من ضمن موضوعي هذا انتقل متوزعا جزء منه لكي يشكل تنظيما جامعا لشتات طرف واحد من أطراف شعبنا الا وهو المكوّن الكلداني ، والذي يعتبر من أهم وأعقد مكونات شعبنا ، متأملا أن يعمل بتجميع تنظيمات آخرى لاطراف شعبنا ، وجزء آخر ايضا عمل ضمن ساحة أخرى من ساحات شعبنا ، فظهرت قائمة النهرين وطني التي كانت سابقة تأسست عليها فيما بعد قائمة عشتار التي حققت أنجازا معنويا كبيرا في اثبات كيف ان في الوحدة قوة وفي التشتت ضعف ، كما استطاعت أن توصل هذه الافكار الى جماهيرنا العطشى للتوحّد ، وقبلها كان ظهور لجنة التنسيق والتي وصلت في احدى الفترات الى تجمع عريض لكيانات من قوى شعبنا السياسية والثقافية المتآلفة حول برنامج وقواسم مشتركة ، التي هي الاخرى حصل لها نفس الشرخ نتيجة للتدخلات المذكورة اعلاه التي لولاها لجاءت نتائج انتخابات شعبنا للكوتا الممنوحة له في برلمان اقليم كوردستان العراق بصورة افضل ، وذلك لابتعاد جزء غير صغير من كياناتنا السياسية والثقافية عن هذا التيّار الوسطي الذي نال ثقة شعبنا ، لكونها قد نقلت ذلك الشرخ نحو شعبنا وبعض من مؤسساته ايضا ، ولو اننا واثقون من ان المتمسكين بالخط الصحيح الوحدوي الوسطي باستطاعتهم اصلاح اي شرخ في جسم شعبنا من خلال النهج الذي اخذوه على عاتقهم وكذلك بوجود والتفاف النخب السياسية الوحدوية الموجودة في الساحة ومعهم كل الشخصيات الساندة لهذه التوجهات من بين ابناء شعبنا هنا في العراق وكذلك في المهجر .

لذلك وكما نرى فأن مسيرتنا القومية لازلت في بدايتها ، و على الرغم من حصول نجاحات لابأس بها ، لكننا قد نرى بعض التعثرات في خطواتها ايضا ، وذلك لكون مهمتها في التوحد لم تنجز بعد ، ولكون التوحّد مسألة اساسية في القضية القومية ، وهذا يقع على عاتق هذا الخط القومي الفتي المتبني لمبدأ الوحدة القومية كأساس لعمله ونضاله ، والا فلا فائدة من جرّاء العمل القومي أن لم ينطلق من مفهوم الوحدة القومية اولا ، حيث أن المسائل والمهام الاخرى المتعلقة بالنضال القومي تأتي لاحقا مثل التسمية القومية والرموز وما الى ذلك من تفاصيل التي قد تبرز الاختلافات ما بين مكونات امتنا الواحدة ، فمن اجل الاستمرار بمسيرة الوحدة القومية لابد من التركيز على القواسم المشتركة والمشروع القومي الموحّد ، والذي تعتبر نتائج كوتا شعبنا لانتخابات برلمان اقليم كوردستان العراق بداية لانطلاقته ، والتي نتمناها ان تكون انطلاقة صحيحة من اجل استكمال المرحلة الاولى لمسيرتنا القومية والمتمثلة باتمام الوحدة القومية لعموم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ارض الواقع من خلال تحقيق التفاف جماهيري حول التيار الساعي لهذه المهمة العظيمة .
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات