| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

                                                                                     الأحد 30/10/ 2011

 

طفولة تنازع لتولد من جديد

هند البابلي

بعمر الزهور لا يعرفون الحقد والكذب و الادعاء بامتلاك ما ليس لهم" صبيان وفتيات اسمرت جباههم وذبلت شفاههم وهزلت أجسادهم لم يكن ذنبهم سوى أنهم ولدوا هذه السنين في بلد اسمه العراق ولدوا في سنين لو أعطيت وصفا لقيل انها أسوأ من سنين قحط قوم يوسف.

لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون الجنسية العراقية لابوين عراقيين لا يملكان ما يسد نفقاتهم اليومية حملوا همومهم وأحلامهم وطفولتهم البريئة بأيديهم الناعمة الصغيرة وسكنوا الأرصفة والشوارع والأسواق تجولوا بين النفايات بحثا عما يسد رمقهم "اليس من حقهم ان يحلموا! ان يلعبوا ! ويتعلموا.

أرصفة لو كتب لها ان تنطق لصرخت حزنا عليهم (ولكن) ولكن من يبالي لأمرهم ؟ أهم من سكنوا قصورا حصنوها لانفسهم يأكلون ما لذ وطاب ؟  ام حاشيتهم المتملقة لهم ؟ من يعيرهم الاهتمام ؟ من انتخبوا ليسرقوا ويتنازعوا على ماهو ليس من حقهم ولم يكن من حق من سبقوهم ؟ ربما لا يبالون بما وصلت اليه الأمور لكن سوء الاحوال المعيشية والفقر والبطالة سوف ينعكس عليهم سلبا في القريب العاجل فكما قال شاعرنا ابو القاسم الشابي .

اذا الشعب يوما اراد الحياة    فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي       ولابد للقيد ان ينكسر

ولن يقيدوا هذه العقول الطامحة البريئة ولن يبقى الشعب صامتا على الظلم والفقر ولن يصبر على ظلم ملائكة صغار.هذه ظاهرة من مئات الظواهر المنتقصة من حقوق الطفولة كالعنف ضد الأطفال والمتاجرة بهم في السوق السوداء أو استخدامهم لإعمال مشبوهة عوائل تبيع أطفالها و أطفال يولودون بلا أباء و أمهات . ايتام , وسراق, بائعين , ومشردين , هذا هو حال الطفل العراقي الذي لا ذنب له سوى انه ولد في خضم صراع سياسي عقيم لن ينتهي مادام هذا الشعب صامت على حقه المسلوب لن ينتهي ان لم نسعى لانتخابات برلمانية مبكرة نختار ممثلينا ممن هم منا وأحق بالعراق و أهله من يعيدون البسمة الى شفاه اطفالنا الصغار.
 

 

 

free web counter