| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الجمعة 30/3/ 2012

 

من ذكريات
العيد الستين للحزب في البصرة

عادل خزعل الطائي
adelcp@yahoo.com 

كان التاريخ بداية ربيع 1994 في تلك الفترة كانت ذروة العوز والفاقة الايام الاكثر قسوة نفسيا واجتماعيا ومعاشيا بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضة مجلس الامن الدولي على الشعب لا على السلطة . كان هذا الحصار بمثابة عقاب جماعي لشعب جائع بأكمله .

كل هذه الظروف لم تمنع الشيوعيين من الاحتفال بعيد حزبنا الاغر . وهنا اود ان استذكر ميلاد الحزب الستين وكيف احتفل والدي ورفاقه حينها ، وبقدر ما كان الاحتفال صغيراً وبسيطاً ، بقدر ما كان كبيرا بمعانيه وتحديه للسلطه والظروف الامنية .

في (31 /أذار /1994) جاء والدي ظهرا وبيده كيس يحتوي على بطاقات كبيرة وبعض الزينة والشموع واخفاها محاولا أن لا يراها احدا من اخوتي الصغار ثم تحدث مع والدتي قائلا :

- ام عادل أريد ان تحضري لي كعكة عيد الميلاد او كما نسميها (كيكه) . اندهشت امي وقالت :

- شنو ابو عادل اليوم عيد ميلادك .ابتسم حينها وهو قليلا ما يبتسم وقال :

- اليوم عيد ميلادنه كل احنه .

دخل بعدها الى غرفه صغيرة ملحقه بغرفة الاستقبال وبدأ يضع الزينه على سقف الغرفه الخشبي وخط بيده على البطاقات بعض العبارات اتذكر من منها :

(حزبا شيده فهد - سيبقى للابد)

واثناء تحضير الغرفه للاحتفال كان يستذكر رفاق دربه من شيوعيي محلة الجمهورية في البصرة وايامهم الجميلة منهم جبار فرج (ابو سعيد) وناصر الثعالبي وعلي عبد الواحد وعصام وصباح شهران وخالد كتاب وشراد واخيه الشهيد فالح الطائي وفوزي السعد وابو سرحان وكيف كانوا يحتفلون بعيد الحزب أيام السبعينات واغانيهم الجميلة وكيف ان الحزب اغنى الساحة العراقية بالادباء والشعراء والفنانين .

بعدها انهى تحضير غرفة الاحتفال ، اغلقها وامر بعدم دخول اي شخص اليها . بعد غياب الشمس جاء ابو ضياء كما كنا نعرفه وهو الرفيق ابو محمد سكرتير محلية البصرة الان ، جاء يرتدي الزي العربي وكان كل الجيران يعرفون بانه خالي بعدها جاء ابو ناصر وهو الرفيق الراحل ابو ماجد من اهالي الشطرة اعتقد ان اسمه قادر هاشم كذلك هو معروف عند الجيران انه احد وجهاء العشيرة جلسوا جميعهم في الغرفة الصغيرة .

خرج والدي وقال لي اصعد الى السطح بحجة انك تضبط هوائي التلفزيون وراقب الوضع ، اما اخي الاصغر فقد جلس عند الباب وبدأ الاحتفال بقراءة بعض الكلمات بصوت حرصوا ان لا يكون عالياً ، وغنوا اغنية للحزب والشعب مجتمعين تتوسطهم الكعكة والشموع . بعد انتهاء الاحتفال خرجوا الواحد تلو الاخر فرحين والبسمة تملأ وجوههم بهذه المشاعر والاحاسيس .

يحيي الشيوعيون ميلاد حزبنا المدافع الامين عن الشعب وحقوق الفقراء والكادحين وكم من احتفال جرى في زمان ومكان نجهله ايام الحكم الفاشستي وحتى بعد توالي الاعتقالات على والدي لم تمنعة من الاحتفال بعيد الحزب وحده كان اخرها عام 2002 قبل اعتقاله الاخير الذي خرج من عنده  لا يقوى على الحركة بسبب التعذيب حتى فارق الحياة .

اما الان فاقول لوالدي خزعل الطائي وعمي فالح الطائي وكل رفاقهم من الشهداء اننا اليوم نحتفل بعيد حزبكم الثامن والسبعين ، فطريقكم لازال معبدا للوصول الى ما متم من اجله او اللحاق بكم فقد ورثت منكم العناد في الثبات على حب الشعب والحزب والدفاع عن حقوق الفقراء والكادحين .

ناموا بسلام وليرحمكم الله جاء غيركم ليكمل الطريق .

free web counter

 

أرشيف المقالات