| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 30/1/ 2009



تنويه عن الرأي ....... والرأي الاخر !!

مهند الحسيني

الرأي والرأي الاخر !!
هذه الجملة المستهلكة غالبا ما نراها اعلى يمين صفحات المواقع الالكترونية والصحف المطبوعة وايضا في ما نشيتات اغلب الفضائيات الاخبارية ، وقد يصدق من يقرا أو يسمع هذا الجملة الرنانة والمضيئة من غير ان يعلم انها ليست اكثر من مجرد شعار عربي يحمل دون ان يطبق عمليا .

ومع إزدياد المواقع والصحف الالكترونية اصبحت ميزة التعليق ملازمة لكل خبر او مقال والتي من خلالها بامكان أي شخص التداخل فيما ذ ُكر والسماح له في ابداء رأيه في الموضوع المطروح وبغض النظر عن محور وتخصص الموضوع ، وهذه الامكانية من وجهة نظري تعتبر مرحلة حضارية جديدة فاعلة ، فمنها يتعلم الانسان (وخاصة الانسان العربي) روح النقاش ومنها سيتقبل ثقافة الاختلاف سواء من طرف الكاتب او من طرف المتداخل كون هذه الامكانية هي وسيلة تجمع بصورة مباشرة بين اصحاب الرؤى والعقائد والمفاهيم المتباينة والمختلفة .

لكن الذي يحصل عندنا للأسف انها اصبحت وسيلة يساء استخدامها (( كعادة كل التقنيات الحديثة )) ،فلا المتداخل يناقش بهدوء وبمضوعية ، ولا الكاتب يتقبل النقد وان كان نقدا بناءا ، فتصبح صفحة المقال عبارة عن صفحة مشاكسات وشتائم واتهامات متبادلة مابين الطرفين ( المؤيد والمعارض) ، و في احيان غير قليلة تصبح هذه الصفحات عبارة عن حفلة شاي لا ترى فيها غير المجاملات والنفاق لهذا الكاتب او ذاك (( هذا اذا لم يمتدح الكاتب نفسه ومقاله المنشور تحت اسماء مستعارة)) وكاننا امام حملات انتخابية مجانية (!) ، ناهيك عن وجود اسوء حالتين وهما :

- حشر تعليقات مبرمجة من بعض ادارات المواقع هدفها فقط هو تأييد الراي الذي يصب في مصلحة موقعهم الالكتروني اضافة لحشر التعليقات الببغاوية المبيتة من قبل ادارة تحرير المواقع وباسماء مستعارة تحمل صفات رنانة وفضفاضة وغالبا ماتكون تعليقات هؤلاء بعيدة عن صلب الموضوع المطروح وهمها الوحيد هو الاشادة بالموقع الالكتروني التابعين له حتى يخيل للقارئ وكأنه أمام الموقع الوحيد الذي يمتلك الحس الوطني والمهني وهو يرى لسان حال هؤلاء الببغاوات يقول (( موقعنا وبس والباقي خس!!)) .

- حجب بعض (واحيانا الكثير) من التعليقات أما لانها لا تناسب توجهات المواقع او ربما خشية على مشاعر شخص الكاتب الذي لا تريد ادارة الموقع ان تضعه بموضع المُنتقد .

وبمعنى اخر ان هذه الوسيلة الحضارية قد اسيئ استخدامها من كل الجوانب لدرجة ان قيمتها قد مُسخت وخف بريقها نتيجة لهذه النقاط التي المحنا اليها .

وشخصيا انني احيانا كثيرةامتنع عن كتابة أي تعليق وفي أي موقع وان كان ردي هو تعليقا على المداخلات التي تصاحب بعض مقالاتي وذلك ايمانا مني بان اترك الموضوع ياخذ حقه في الردود ، وايضا من اسباب امتناعي عن الرد في باقي المواضيع الاخرى هو لعلمي ان اغلب المواقع دائما ما تتبنى الرأي المنشور في صفحاتها واخشى أن يكون ردي المعارض ذو دم ثقيل على اصحاب الموقع وادارته ، فنحن للأسف لازالت الى الان تنقصنا ثقافة تقبل النقد وان كان البعض يتشدق بعكس ذلك، ولا زال الكثير منا تسيره العواطف الشخصية التي غالبا هي من تحكم على تقبل الطرح او رفضه بدون الرجوع الى المنطق السليم في تمييز الخطا من الصواب ، واتصور أنني هنا لا اتكلم عن امر فريد حدوثه عجيب وقوعه لانني اتكلم عن امر بات من المسلمات في عملنا الصحفي وايضا في حياتنا العامة .

فهل هناك من يشك بان الافراد في مجتمعاتنا (على تفاوت مستوياتها الثقافية والعلمية) تحكم على اسم القائل اكثر مما تحكم على ما قيل ؟؟!! ، وهل هناك من ينكر ان التقلبات الفكرية التي يمر بها الافراد في مجتمعاتنا سببها التقلبات والظروف العاطفية وكما يقول المثل العراقي الدارج " حب واحجي واكره واحجي" ، أي بمعنى ان لا دور للنضج أوالاستقرار الفكري في هذه التقلبات ولدينا امثلة كثيرة بهذا الخصوص لاسيما ما نشاهده الان من الانقلابات في المواقف وبدون أي مبررات موضوعية تذكر عدا المزاجيات البرتقالية .

وللامانة انا هنا لا اود ان اعمم هذا الامر على جميع المواقع الالكترونية واصحابها بقدر ما اتكلم عن البعض منها ، اذ يوجد مواقع رصينة حافظت على مصداقيتها وشفايفتها عبر تقبلها للرأي المعارض لها وفسح الحرية لكل الاراء ، حيث تدأب بنشر التعليقات بدون حجب او ((فلترة)) وبامكان أي متلقي مشاهدة الردود التي تنشره هكذا مواقع وسيرى ان مجموع تعليقات المعارضين هي اكثر من المؤيدين .

تنويه ...
ومن خلال تصفحي اليومي للمواقع العراقية بشكل عام اقوم بقراءة المقالات التي من خلالها اعرف جديد التداعيات الدولية لاسيما ان كانت هذه التداعيات تمس الشان العراقي ، وبالصدفة وقبل ثلاثة ايام فتحت الصفحة الرئيسية لاحد المواقع العراقية من تلك المواقع التي لاحظتها بانها تعمل بمدأ خالف ولا هم لها سوى جذب اكبر عدد من القراء عبر مهاترات واتهامات متكررة ومتعمدة للكثير من العراقيين الشرفاء فقط ارضاءا لمزاج صاحب الموقع النرجسي وبحسب بوصلة مصالحه الشخصية، لدرجة ان هذا الموقع كثيرا ما ينقل على صفحاته مقالات شبكة البصرة نت وموقع وكتاب من اجل ( التزوير ) وغيرها من الحضائر البعثجية والقومجية الالكترونية لمجرد انها تمس بها اشخاصا يناصبهم صاحب هذا الموقع العداء وبدون اي مبرر ،وحقيقة اني استغرب كيف لموقع عراقي وطني ويدعي انه ضد نظام البعث المقبور يحافظ على نقل مقالات صباح البغدادي وموسى الحسيني صاحب الصحيفة الارهابية ( ما تسمى بصوت الحق) وغيره من الاسماء الهابطة التي لا يعرف عنها غير عداءها للعراق الجديد عبر بث سمومها الصفراء فيما يكتبوه ؟؟!! .

اضافة لكل هذا وذاك ان هذا الموقع وفي خضم الحملة الانتخابية للمحافظات اصبح الان بوقا دعائيا ضد قائمة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي وغيره من الوطنيين العراقيين المخلصين باعتماده على نشر ترهات يحسبها صاحب هذا الموقع وبعض امعاته وببغاواته بانها (وثائق دامغة) رغم انها وثائق تافهة لا تشبع جوعانا ولا تغني فقيرا ، فمن وجهة نظرهم ان هذه الوثائق المزعومة (( التي بامكان اي طفل هاوي ان يصنع الالاف منها)) هي ادانة لهذه الاسماء التي لم نرى منها غير تفانيها وولاءها واخلاصها للعراق وعلى عكس غيرهم من الذين ينثرون اموالهم نهارا جهارا من هنا ومن هناك لشراء الاصوات ومعها الذمم .

ولكي لا اطيل في سرد ملاحظاتي ومآخذي ضد هذا الموقع الذي يدّعي بمناسبة وبدونها الوطنية ومفاخرته الملحة بعدد قراءه الكثيرين رغم ان عدد قراءه لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ( وربما ان صاحب الموقع يتصور ان حتى من هم في مجاهل الكونغو حريصون على قراءة موقعه المميز جدا !) ، فمن جملة ما رأيته على يمين الموقع عنوان يحمل " تنويـــــــــه" وحين فتحت الرابط وجدت التالي :

" موقع الـ.................... منبر حـــــر..

ينشر الرأي والرأي الاخـــــر ويحمل الكتاب والقراء مسؤولية التقويم والحــــــوار"

وحقيقة جميل جدا هذه الكلام وجدا اعجبتني فكرته ، ونتيجة لملاحظاتي التي اخذتها عليهم كموقع وبسبب التناقضات التي رأيتها لديهم قررت مرغما ان اتداخل بمداخلة مطولة بعض الشئ محاولة مني ايصال فكرتي لهم كأدارة تحريرللموقع المذكور وكتبت تعليقا وباسمي الصريح وبعنواني البريدي الذي استخدمه (( حتى لا اكون مُعلق مجهول الهوية بالنسبة لهم ))، وهذا هو تعليقي الذي لم ينشره من يدعي ( الرأي .... والرأي الاخر) وبدون اي زيادة او نقصان :

((تحية طيبة ...

"
دعني اقول رأيي وأنا مستعد أن ادفع حياتي ثمنا كي تقول رأيك "....... فولتير .

جميل جدا هو الايمان بالرأي ....والرأي الاخر ، فمن دلالات الوعي والرقي الفكري والانساني هو تقبل الراي المعارض لاراءنا ،على ان لا يكون هذا الايمان هو مجرد كلام او شعار يرفع لذر الرماد على العيون أو لمجرد التباهي به هذا من جهة ، ومن جهة اخرى لي فقط بعض الاستفسارات ساحاول ان اوجهها لكم سادتي كادارة تحرير : ياترى من يكون بالنسبة لكم صاحب الراي الاخر ؟؟؟

وهل أن موقعكم يعتبر نقل مقال تحريضي ضد شخصيات ثقافية لها دور فاعل في محاربة الارهاب والتلميح لهم علنا عبر موقعكم كونهم (مهربين نحاس وعملاء لاسرائيل) وغيرها من الاتهامات السمجة التي لم ينزل الله بها من سلطان هي بالنسبة لكم رأي اخر ؟؟!!

ام ان سماحكم بنشر مقالات تحمل سموم مميتة من "شبكة البصرة نت" او من موقع " كتاب من اجل (التزوير ) " أو من موقع "كتابات" هو تعبيرا عن نشركم للراي الاخر ؟؟!!.

للأسف لقد لاحظت ان موقعكم قد اصبح منافسا قويا في نشر مقالات البعثيين من امثال صباح البغدادي وغيره من اعفان البعث المقبور وبدون ادنى اشارة منكم أو حتى كتعليق بسيط الى انه رأي مخالف حتى يصار الى نقاش محاوره من قبل القراء، لكن الذي لاحظته هو العكس فلقد اصبحت مضامين هذه المقالات الخبيثة وكانها هي من تمثل توجهاتكم واراءكم .... واتمنى فقط وقبل ان تثور ثائرتكم اتمنى ان تمحصوا وتتاكدوا من ما يكتب وما ينقل في موقكعم لكي تعرفوا ما اعنيه من كلامي هذا .. فالبعث بالنسبة لي ولكثير من العراقيين ليس بـ(رأي أخر)بقدر ماهو آفة سرطانية جثمت على صدورنا طيلة اربعين عاما وما زالت اثار هذه السنين على العراقيين ولابد لنا من اقتلاع ثقافتهم المسمومة من عروقها بدلا من ارواءها .

فمن هو الذي من الممكن ان أقوم أفكاره عبر الحوار الهادئ؟؟
هل من تربى على ثقافة البعث الشوارعية واصبحت لغة السباب والشتائم هي لغته المقدسة ، أو من يعتبر ان كرامته اعادتها فردتي حذاء ؟؟!!
ام هل اقوّم من يريد ان يبيد العراقيين لمجرد انهم رفضوا ولفظوا نظام الظلم الصدامي ؟؟
ام أحاور الذي اقسم على ذبح كل عراقي اراد ان يعيش بكرامة وبعيدا عن مناخ البعث الدكتاتوري ؟؟
وبصراحة شديدة نحن كعراقيين لسنا بمستعدين ان نرضى بقبول الترويج لهم لا من قبلكم ولا من قبل اسماء افتراضية مشبوهة ...وتحت يافطات الراي الاخر .
واتمنى منكم امران اولهما حذف جميع مقالتي لديكم والامر الثاني هو أن ينشر تعليقي تحت خانة الراي الاخر ....
مهند الحسيني 27/1/2009))

وبعد نهاية تعليقي اود ان اذكر القارئ بان من رفع شعار (الراي ... والراي الاخر) ومن كتب تنويها على صفحة موقعه الرئيسي متبجحا بشفايفته وديمقراطيته المزعومة لم ينشر ردي هذا ولأسباب لا يعرفها الا الله ومن يختبئ خلف لوحة تحكم هذا الموقع .. على الرغم ان هذا القابع خلف لوحة التحكم حريص جدا على نشر تعليقات بعثية هابطة تمس وتطعن بالشرفاء من العراقيين ، لكن ربما ان الفرق بين تعليقاتهم المنشورة وتعليقي المحجوب (( عدا لغة التحاور السوقي ))هو ان كلامي الذي وجهته كتعليق على احد مواضيعهم قد اصاب الحقيقة وجعلهم يحجبوه متناسين ان الحقيقة لايحجبها غربال (روزخون) جاهل ولا يعلى على صوتها ترديد ببغاء احمق ، وبالفعل قد صدق نيتشه حين قال :

"اذا شئت ان تغيظ احدا ما يكفيك ان تقول عنه شيئا صادقا"

تنويه .... اخر
وفقط اود ان انوه لأمر جدا مهم وهو انني لم اقصد ان ادخل في مهاترات مع هذا او ذاك لانني لست ممن يحبذون تصديع راس القراء بالمواضيع الشخصية وأقحامهم قسرا في مشاكل شخصية بقدر ماكانت مداخلتي ومقالي هذا هو فقط وسيلة لكشف حالة اصبحت للأسف متفشية في مجتمعاتنا (( بغض النظر عن مقر ها في الغرب او في الشرق او حتى المريخ ربما))، وكواجب اخلاقي ومهني ليس عليّ او على غيري ان يتغاضى عن مثل هذه الاخطاء ولابد من كشف الزيف والافتراءات اينما وجدت.

وللأسف في هذا الزمن اصبحت عدم المجاملة والصراحة هي امرا غير محبب حيث تكون مصدر كراهية البعض من الذين لم يتثقفوا بعد بثقافة الاختلاف وممن لازال يؤمن بالمقولة القائلة " أما معي او ضدي " !!.

وختاما اتمنى من اصحاب بعض المواقع التي لا تتقبل الراي المعارض لها ان لا تتشدق بشعارات "الشفافية والراي الاخر" وأن تتسم بالشجاعة وتزيل هذا الشعار من صدر صفحات مواقعهم لانه سيكون سهما موجه لهم قبل ان يكون مفخرة يتفاخرون بها .

كلمة اخيرة
نحن الان بحاجة الى لملمة الصف العراقي وتوحيد الخطاب العراقي لمواجهة الاعاصير التي تلم بنا ، فبعد ان وقانا الله شر الفتنة الطائفية لابد لنا من اخماد الفتن والتحاربات والتناكفات الحزبية التي افرزتها الحملات الانتخابية مؤخرا لانها بالتالي سوف تنعكس سلبا على الشارع العراقي الذي لم يعد يتحمل مثل هذه الانعكاسات السلبية لاسيما بعد الاستقرار الذي شهده العراق تحت ظل حكومة المالكي ، ولابد لنا ان نـُغلب المصلحة الوطنية العليا على مصالحنا الشخصية وان ننسى ولو قليلا خصوماتنا الشخصية ، فمن العيب ان نحارب بعضنا البعض بسلاح اعداء الوطن واعداء التغيير ..... والحليم تكفيه الاشارة .


30/1/09


 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات