| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الأثنين  30 / 12 / 2013

     

متى كان المبدع مُلكا للحكومات؟!

ياسين النصير

1
استوقفتني كلمة الاستهلال التي ألقاها شاعر البرتقال ابراهيم الخياط، من ان احتفالية الجواهري في سنويتها العاشرة لم تتلق فلسا واحدا من أية جهة حكومية ولا من وزارة الثقافة، هذا فأل حسن، كما أعتقد وأرى أن تتخلى المؤسسات الرسمية عن مبدعي العراق وأساتذته وتترك المجال للمحافظات وإداراتها – كما هو معمول به في العالم - النهوض بالاحتفاليات بمثقفيها وأساتذتها ومبدعيها، فـ "سبينوزا" الفيلسوف الهولندي الذي يتفق معه ويختلف الكثير، لا تحتفل به حكومة هولندا، ولا وزارة ثقافتها، بل بلدية ومحافظة (لاهاي) لأنه يعود إليها، لكن الاحتفال كما عرفنا ودعيت اليه – ولم اذهب لجهلي بفلسفة سبينوزا - كان لدرجة أن تقول ان هذه البلدية مثل ما تصنع معملا أو تشق نهرا أو تؤسس مصنعاً، تبني ثقافة للأجيال، تعرفهم من هو "سبينوزا" وما هو تاريخه وما هي فلسفته وإنجازاته والاختلاف معه ايضا. فسبينوزا ملك البشرية وما قاله صبّ في تقدمها أو في فكرها، فليس "سبينوزا" مجرد مثقف ظهر في القرن السابع عشر او الان.

2
إذا لن يضير اتحاد الأدباء في العراق شيء إذا تخلت وزارة الثقافة عن مهرجان الجواهري، ولكن الاتحاد ونتيجة سياسات حذرة لم يرد أن يكون بالمواجهة مع الوزارة أو غيرها في مرحلة تنصرف كل جهود الدولة والشعب لمكافحة الارهاب، ولكن الوزارة لم تستوعب موقف الاتحاد، ولم تدرسه جيدا، فتركت المسائل المتعلقة بينها وبين الاتحاد لأشخاص ما حظوا يوما بترشيح الأدباء لهم، ولم يكونوا في موضع تقدير بعد ان كانوا من مداحي الطاغية ويحسنون صوره ومعاركه، ومع الأسف وجود مثل هؤلاء في مرافق الثقافة جعلهم يستأسدون دون عدة على تاريخ وثقافة وحضور الاتحاد تاريخيا، والجواهري ليس أكبر شأنا من الذين أتوا بعده أو قبله من مثقفي العراق، ولكن الجواهري وبطعم مائدة الثقافة العربية كان ولايزال النجم الذي لم تخفت أضواؤه. الشاعر الذي يمثل ضمير أمة، ونهر العراق الثالث.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات