| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                السبت  30 / 8 / 2014

 

 شباط الأسود وخيانة الموصل

غازي صابر

إرتكب المالكي إخطاء وحماقات داميه بحق الوطن والشعب لكن الضمير الوطني لايسمح بأن يكون ثمن إسقاطه خيانة الوطن والشعب لصالح دول الجوار والأجنبي .

ما حدث ليلة سقوط الموصل بيد داعش وما ترتب على هذا السقوط من تداعيات فيه من الشبه الكثير بما حدث ليلة 8 شباط عام 963وما ترتب عليها من جرائم يندى لها الجبين وكأن التأريخ يعيد نفسه بأتعس صوره .

كان إجتماع أربيل بين البرزاني والعراقيه والنجيفي وجماعة الصدر قبل عامين وما تمخض عنه الإجتماع هو نهاية حكم المالكي وكان عليه ان يعلن حل الحكومه أمام البرلمان وتشكيل حكومة جديده تضع برنامج لحل المشاكل والعقد القائمه لاسيما من حضروا الإجتماع يمثلون الأكثريه اذا إضيف لهم موقف دول الجوارمجتمعة وأمريكا ومن معها عدا إيران. ونتيجة للصراعات الطائفيه والمحاصصه تصاعد الشك لدى المالكي بولاء الضباط في الدفاع والداخليه للحكومه وبدأ يعيش كوابيس ما حصل للزعيم في شباط الأسود، فأحتكر وزارة الدفاع والداخليه من حيث المضمون وقائدأ عام لهذه القوات وهناك وكيلي للدفاع والداخليه كوزراء من حيث الشكل، لكن فاته ان هناك الكثير من الضباط والمراتب في الوزارتين ينتمون للأحزاب والكتل التي ناصبته العداء ويشكلون مواقع ممكن ان تشل عمل الحكومه وتثير غضب الشعب حد التعاون مع التنظيمات الإرهابيه والتي أفشلت حكومته طيلة الفتره وهذا ماحدث للزعيم قاسم .

هذا المشهد هو نفسه ما كان عليه العراق زمن الزعيم ليلة 8 شباط الأسود فبعد توحد الأحزاب الرجعيه والقوميه والبعث وتمرد البرزاني وتزايد عدد شهداء القتال في الشمال وموقف دول الجوار وأمريكا وبريطانيا ضده عدا الإتحاد السوفيتي وحلف وارشو،الا ان الزعيم ضل يناصر حركات التحرر في الإنعتاق من سيطرة الإستعمارفي كوبا وفي الجزائر وإنضمامه لمؤتمر عدم الإنحياز حتى فقد إخلاص الكثير من الضباط وتحولهم للعداء والحقد عليه بدعم من دول الجوار وأمريكا وبريطانيا وكانوا أكثرهم من التكارته والموصل حتى تحول هذا الحقد الى خيانة الضباط من رتب صغيره للقسم العسكري والإنقلاب على قادتهم في 8شباط وتدمير العديد من الطائرات الجاثمه على الأرض من قبل الطيارين حردان التكريتي ومنذر الونداوي والعراق بأمكاناته البسيطه كان بأمس الحاجه لهذه الطائرات وتم قصف وهدم وزارة الدفاع وقتل عدد من القاده الضباط الكباروفي اليوم الثاني للإنقلاب إطلق العنان لقطعان الحرس القومي في الهجوم على البيوت الأمنه وفي كل العراق للإعتقال وتعذيب وقتل الاف من العراقيين من الشيوعيين ومن مؤيدي الزعيم عبد الكريم في مجازر دمويه لم يشهدها التأريخ العراقي من قبل ..

دول الجوار والتي تشكل مع أمريكا والغرب محور القتال في سوريا وفي حرب طائفيه ضد محور إيران توصلت الى رؤيه ان المالكي يتعاون مع إيران حين وصل به الأمر للسماح للمليشيات في الدخول الى سوريا والقتال في السيده زينب .من هنا جاء القرار الحاسم بوجوب إسقاطه حتى ولو بالخيانه من الضباط الصغار والمراتب والسماح لداعش والعشائر التي تقاتله لأسباب طائفيه بأحتلال الموصل وتكريت وترك الجيش لأسلحته يعني تركها لداعش والى الأكراد وما تلاها من القيام بمجازر في ذبح الناس من غير السنه وأبشعها ما حدث في سبايكر وتهجير وسبي أطفال ونساء الأيزيدين والمسيحيين .

في كلا الكارثتين كانت الخيانه حاضره ، خيانة الشرف العسكري بالدفاع عن الوطن حتى الموت ،وخيانة الوطن لصالح الأجنبي من أجل المصالح النفعيه من دول الجوار ومخططاتها ،وتدمير الوطن وشعبه أمام التعصب الأعمى للطائفه والقوميه .

ولو أمنا ان العصبويه البدويه والتخلف السياسي والمصالح الضيقه وأوهام القوميه والطائفيه لدى كل الأطراف التي تقاتلت في شباط الأسود وليلة سقوط الموصل هي من دمر العراق وشعبه بينما الكل يدعي حب الوطن والشعب ، فهل كان بالإمكان توقع ان يسود العقل والمنطق كل الأطراف المتقاتله بوجود قوى عملت وتعمل على هشاشة التلاحم الوطني من دول الجوار وأمريكا ومنذ عقود.لاينقذ العراق من هيمنة وسطوة دول الجوار الا بأنبثاق حشد من المثقفين والمخلصين للعراق يتبلور تجمعهم في حزب او كتلة شعارها الأول هو الإبتعاد عن هيمنة ومخططات دول الجوار ومحاربة أهدافها في تحطيم لحمة العراق ونهب خيراته .
 

free web counter

 

أرشيف المقالات