| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 30/4/ 2010

 

في لاهاي، محاضرة حول العلمانية وأسس تحرير الإنسان وانعتاقه الفكري والسياسي
 

ليلى الحداد

ضمن احتفالات منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا بمناسبة الذكرى 76 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي،أقيمت في يوم السبت الموافق 2010-04-24 محاضرة حول العلمانية وأسس تحرير الانسان وانعتاقه الفكري والسياسي، ألقاها الكاتب والباحث القدير جاسم المطير،وحضرها جمهرة من المثقفين العراقيين التوّاقين للاطلاع على المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعاني منها العراق حاليا والتي أدت الى الفوضى وعدم الاستقرار.

تناول الاستاذ جاسم المطير تطوّر العلمانية تاريخيا في أوربا ، وأسباب سيادة العقل والعقلانية، والعلم والمنجزات العلمية والمعرفية، كما ارتبطت العلمانية بالديمقراطية، والديمقراطية بالعلمانية ولا يمكن الفصل بينهما. إن العلمانية في أوربا لم تقتصر فقط على شكل الدولة وإنما علمنة المجتمع ايضا، وشكل العلاقة بين الناس ببعضها.

إن العلمانية يجب أن تكون حركة ديناميكية داخل المجتمع ومتطورة باستمرار لتحديث شكل المجتمع ، و ليس شكل الدولة فقط ،وإذا اعتبرنا أن المجتمع قاعدة تحتية فإنها تؤثر بشكل ايجابي في تطوير هذه القاعدة فكريا واجتماعيا، وكانت الحل للعديد من المشاكل التي عاشتها المجتمعات الأوربية ،كما أن ارتباط العلمانية بالنهضة الصناعية،كان لها الأثر البالغ في تطورأوربا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،وسيادة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومنها حرية الفرد في المعتقد والتفكير والتعبير وغيرها.

كما أضاف الأستاذ المطير أن العلمانية ليست عقيدة للمجتمع ، ولا ايدلوجية للدولة ، ولكنها إجراء عقلاني لنشر الفكرالعلماني والثقافة العلمانية بعيدا عن القيود والوصاية، و هي تعاقد مدني بين الناس والدولة والمجتمع، و من الضروري جدا التأكيد على فصل الدين عن القانون وأن تشرّع القوانين بعيدا عن القوانين الدينية ، لأن دور الدولة الدينية هو إيقاف حداثة الفكر وحداثة المجتمع ، و تؤدي الى استبداد ثقافي ، و تصبح العقائد سببا في فرض سياسة معينة على الآخرين.

و أضاف أن النظام العراقي الحالي ليس نظاما ديمقراطيا متكاملا ، فهو هجين ومشوّه، وأن حكومة الأحزاب الحالية قامت بعد سقوط النظام البائد على أساس السلطة الغنيمة، وأن السلطة لا تشعر بأن وظيقتها وظيفة اجتماعية ، لانها غير مسؤولة عن مطالب الجماهير وإنما تستخدم هذه السلطة وسيلة للارتزاق وتراكم الثروة والجاه ، و يسودها الفساد من رشوة ومحسوبية وخلافه.

إن مهمة نشر العلمانية في العراق ليست مهمة السياسيين فحسب ، وإنما المهمة الأولى والرئيسية تقع على عاتق المثقفين العلمانيين العراقيين ، وبمختلف الأدوات الثقافية. إن مشروع العلمانية والعلمانيين يجب أن ينصب على المساهمة مع القوى والأحزاب الديمقراطية في عملية تنوير المجتمع، وأن لا يترددوا عن إعلان علمانيتهم لأنها هي الأساس في التنوير، و كذلك المساهمة اليومية فكريا وعمليا في تأسيس هيكل اجتماعي يشمل خلق وتطوير جميع المجالات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا،والتأكيد على مزايا الأخوّة والتضامن الوطني،والتأكيد على أن مجتمع الحريات هو مجتمع متطوّر،وأن المجتمع التعددي يجب أن يستبعد الجمود،لأن الجمود لا يسمح بالتطوّر وممارسة التفكير الناضج،ولا يوجد أفضل من العلمانية في إحترام الأديان وعلاقة الإنسان بربه ودينه ومعتقده،وأيضا في حل مشكلة الأقليات في المجتمع، ولا يتأتى هذا الحل بالديمقراطية إلا إذا ارتبطت بالعلمانية.

إن إرساء قواعد العلمانية يحتاج الى جهد سياسي وصبر ونفس طويل، وهي حركة حتمية لا محالة .

وكان لمساهمات الحضور الفاعل من خلال المداخلات والأسئلة دور ايجابي ومتميّز في تعميق الحوار وإغناء المحاضرة.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات