| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 30/11/ 2009

 

حزب اليسار الألماني والانتخابات

قادر رشيد (أبو شوان)

قفزة کبيرة حققها حزب (دي لينکة) ، حزب اليسار في الاستحقاق التشريعي الالماني في 27/9/20009، فالحزب الذي کان يريد الحصول على عشرة بالمائة فقط من أصوات الناخبين ، حقق نسبة تجاوزت 12% .
عقب إعلان النتائج، صرح رئيس حزب اليسار،لوثر بيسکي ،أن لحزبه‌ کافة الحجج الآن لاحتفال بالنتائج المفرحة، وأعلن أنه‌ سيعمل ما بوسعه‌ ،من أجل إثبات أن اليسار يستطيع أن يعلن الکثير، کما وأصر بيسکي على القول، أن حيزبه‌ سوف يکون القوة الإجتماعية في البرلمان الألماني.
بذلک وصل حزب اليسارإلى المرتبة الرابعة في اصطفاف القوێ الخمس الرئيسة على مستوى کافة أنحاء المانيا الاتحادية واصبح ناشطا سياسيا فعالا في الحياة السياسية في البلاد .
رغم تجنب الأحزاب الألمانية الأخرى الدخول فى تحالفات مع حزب اليسار ، بدعوى خلفيته ‌الشيوعية ، إلا أن الأخير استطاع أن يفرض نفسه‌ کلاعب مهم في الساحة السياسية الألمانية وتم اعتباره ‌کملمح متميز في خريطة التحالفات الحزبية، لا يمکن الإستهانة بوزنه‌ السياسي، بيد أن هذه‌ النقطة لا تزال تثير الجدل بين کافة الأوساط .

إن حزب اليسار يسعى جاهدا للحصول على تزکية عقلانية وواقعية في المجتمع الألماني للمشارکة کطرف مستقبلي لحکم المانيا ، وقد تم تحقيق هذه‌ الأمنية في العديد من الأقليم التي منحه‌ ناخبوها أصواتهم، وهناک نقاش حاد في مختلف الأوساط اليمينية، مفاده‌ يمکن في الحيلولة دون الدخول في تحالفات مع حزب اليسار الذي يتهم بأن أعضاءه‌ کانوا من شيوعيى المانيا الشرقية . ورغم کل ذلک تحققت التحالفات على مستوى الأقليم التي سميت بتحالف الأحمر، أحمر، کما حصل في برلين وساکسن أنهالت وزارلاند .

وثمة نداءات جادة تصدر من داخل الحزب الاجتماعي الديمقراطي ، الذي کان فيما مضى يسمى " الحزب الاشتراکي الديمقراطي الالماني "وهو أقرب حزب لليسار تندد فيما يسمى باڵتحالف الواسع مع الاتحاد المسيحي وتدعو إلى ضرورة التحالف مع حزب اليسار، حتى أن رئيس الوزراء أقليم تورغينيا ،الذي خسر حزبه‌ أمام اليسارفي تورغينيا قد أستقال کي يفسح المجال لهذا الغرض .

وبعد فشل شتاين ماير في ماير في منافسة أجيلا ميرکل في الانتخابات الأخيڕة تم انتخاب قيادة جديدة شابة للحزب الاجتماعي الديمقراطي ما لبثت أن أعلنت على لسان رئيسها الشاب بأنها مستعدة للدخول في العمل الجبهوي على مختلف الأصعدة مع حزب اليسار.

کانت حصة اليسار في الانتخابات السابقة لا تتعدى نسبة 5% ألى 7% على صعيد ألمانيا کلها، واما في بعض الأقاليم الشرقية فبلغت نسبة18% . وفي الوقت الحاضر وصلت النسبة على نطاق ألمانيا الى13/% وعى نطاق بعض الولايات الشرقية والغربية وصلت إلى 28% . إن أوصآل بعض القوى الرجعية بدأت ترتعش لهذا النهوض المبرمج إلى أمام ، ولاشک أن الشعارات الواقعية التي أعلنوها تخدم أوساط واسعة من الجماهيرالکادحة التي تعاني البطالة والتميز الطبقي ، ناهيک إلى وقوفهم ضد إرسال القوات إلى أفغانستان. ومن الجدير بالذکرأن حزب اليسار ، حسب الأحصائيات الواردة في الصحافة الألمانية ، هو الحزب الوحيد الذي لم يعان من العد التنازلي الذي يعانيه معضم الأ حزاب الأخرى ، ولا شک أن المرونة التي تتبعها قيادة حزب اليسارفي توجهها نحو الجماهير والدفاع عن مصالحها الأساسية ، قد لعبت دورا کبيرا في جر واستقطاب قطاعات واسعة من المجتمع تحت مظلةالحزب ، إن الحزب لا ينکر کونه‌ حزب مارکسي فهو يهتدي بهذا الفکر في جميع أدبياته‌ وصحافته‌ وتحليلاته‌ ويدافع عنه‌ بکل الوسائل، ولکن ليس بأسلوب الحزبية الضيقة والجمود العقائدي.

ويبدو أنهم يسيرون على طريق أحياء التقاليد الثورية للامية الثانية وينتهجون سياسة " النضال من أجل الاشتراکية ضمن جمهورية ديمقراطية " هدفها نشر العدالة الاجتماعية والقضاء على البطالة وهيمنة الرأسمال ، ولعل هذا هو أحد أسباب الرئيسة الذي أدى بلافونتين ،الرئيس السابق للحزب الاجتماعي الديمقراطي أن يستقيل من حزبه‌ وينتمي ألى حزب اليسار الذي کان يسمى قبل أعوام " حزب الديمقراطية لأشتراکية " ومن الجدير بالذکر ان الأخير هو امتداد للحزب الاشتراکي الالمـاني الموحد (المارکس – اللينيني) الذي کان يقود دولة جمهورية المانيا الديمقراطية التي أنهارت مع سقوط الاتحاد السوڤييتي . وفي عشية هذا الانهيار تمکنت قواعد الحزب بمساعدة الکادر الوسط عقد مؤتمر استثنائي تم فيه ‌إقصاء الکادر القيادي وتبديل أسم الحزب وتجديد استراتيجية ونظامه‌ الداخلي ،وتم تبديل الأسم للمرة الثانية إلى "حزب اليسار" بعد أن أنضم إليه ‌لافونتين مع کتلته‌ اليسارية المنشقة عن الحزب الاجتماعي الديمقراتي، ويعود الفضل لفتح أبواب الأقليم الغربية امام حزب اليسار ، الى لافوتين وکتلته‌.

لقد أثبتت الأحداث أن وجود حزب اليسارضرورة واقعية أملتها الظروف الموضوعية والذاتية للمجتمع الاڵماني الذي تتحکم فيه‌ الرأسمالية الشرهة المنفلتة .


28/11/2009


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات