الأحد 30/5/ 2010

اخطاء عراقيه لا اخطاء دوليه.... الخطأ الاول (اتفاقيه الانسحاب الامريكي من العراق ) عدنان شمخي جابر الجعفري adnan@adnan1.com القرارات غير المدروسه تؤدي في اغلب الاحيان الى نتائج غير متوقعه بل وربما كارثيه. كم كنت اتمنى ان ارى حكومه العراق تخرج الينا ببحوث علميه عميقه قبل التفاوض من اجل الانسحاب الامريكي....ومن ثم تبشرنا بانجازات كبيره بعد التفاوض. بحوث دقيقه جدا من قبل لجان متخصصين في كل المجالات,امنيه,اقصاديه...الخ,تؤدي بالنتيجه الى دخول المفاوض العراقي صراع المفاوضات وهو واثق من قدرته على التفاوض وعارف لما يجب عليه عمله اثناء المفاوضات,وانجاز المهمه على اكمل وجه من خلال اتفاقيه تتضمن كل حقوق العراق على اميركا وبلا اي نقصان. اوعلى اقل تقدير تضمين هذه الاتفاقيه بنود مهمه مثل رفع الفصل السابع عن العراق وتعويضات كبيرة للعراق عن دمار حرب غير مرخص بها قانونيا ,والزام الجانب الامريكي باصلاح كل ما دمرته أله الحرب الامريكيه منذ عام 2003 والى يومنا هذا,وتسليح الجيش العراقي حتى يصبح قادرا على حمايه البلد او ان يترك الجيش الامريكي اسلحته ومعداته المستخدمه في العراق للعراقيين وتدريبهم عليها.....الخ. ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. فمن الواضح ان الجانب العراقي لم يكن مستعدا للتفاوض ابدا, وعلى غير درايه كافيه بما يعنيه التفاوض وطرق التعامل في حالات التفاوض المختلفه, والوفد العراقي المفاوض لم يكن كفوءا ابدا , وربما عين بالواسطه ,وان عمليه التفاوض سارت على البركه... وربما بأخذ الخيرة من خلال مسبحه احد اعضاء الوفد المفاوض....ان كان هناك وفدا مفاوضا اصلا. الامريكان سيرحلون تاركين العراق بلدا مدمرا محاصرا تحيط به المخاطر من كل جانب بدون اي ضمانات مستقبليه مؤكده للعراق ارضا وسماء ومياه وقدرات...الخ. ومن عادات الامريكان انهم لايلتفتون الى الوراء ابدا لغير حلفائهم ومصالحهم,ولا لوم عليهم...فالذكي في السياسه هو من يبني بيته اولا...ولكن اللوم يقع على من تصدى لمسؤليه ليس بوسعه حملها من الجانب العراقي. الامريكان هاربون باتفاقيه او بدون اتفاقيه ,لان امريكا لن تبقى دوله عظمى ان بقت تنزف اموالا على الحرب في العراق, ولان الانسحاب هو ورقه اوباما الرابحه من اجل ولايه ثانيه كما كان حاصلا في ولايته الاولى,علما ان ولايته الاولى جلبت له الاموال الهائله من خلال الجوائز مثل جائزه نوبل ,ومن خلال بيع كتاب سيره حياته ....الخ. اما العراق فقد خسر الفرصه الكبرى من اجل رفع الحصار عنه , ومن اجل بناء بنيته التحتيه واعادة تأهيله من خلال تعويضات والتزامات امريكيه ودوليه. وانا اسأل الحكومه العراقيه: - ماذا ستفعلون لو فكر الجانب الامريكي ان يستخدم هذه الاتفاقيه مستقبلا من اجل التنصل عن اي التزامات قانونيه عليه للعراق؟؟ - ماذا ستفعلون لو سعت الكويت الى تفعيل الفصل السابع من جديد بعد الانسحاب الامريكي من خلال مساعدة الدول الكبرى؟؟ فالكويت لم تنسى بعد ما فعله الصداميون بها, والخوف الكويتي سيبقى الى ماشاء الله. - كيف ستحلون مشاكل العراق مع كل جيرانه ؟؟ فللعراق مشاكل موروثه مع كل الجيران - وماهي الضمانات التي تتوفر لديكم من اجل تثبيت حقوق العراق دوليا؟؟ - هل فكرتم كم سيستغرق بناء العراق وكم سيكلف ماديا؟؟...وهل سيستطيع العراق وحده تحمل كل تلك الخسائر؟؟؟ - ماهي الدراسات المتوفره لديكم لاحتمالات ما بعد الانسحاب, ومن هم اصحاب هذه الدراسات, وعلى اي اسس بنوا دراساتهم وكيف استخلصوا نتائج دراساتهم؟؟ انا لا ادعو الى طلب بقاء الاحتلال لا سامح الله, ولكن ادعو حكومه العراق الى اعادة النظر في الاتفاقيه برمتها والزام الجانب الامريكي بكل حقوق العراق والعراقيين القانونيه والاخلاقيه وبدون اي تأخير. ما زالت الفرصه سانحه مع ضيق الوقت ...ومن لا يستغل الفرص من اجل انتزاع حقوقه انتزاعا... ستبقى حقوقه مستباحه ابد الدهر.