| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 30/11/ 2010

 

منذر حلمي.. رسالة المسرح العراقي المشرقة
 

فرقة مسرح الصداقة - ستوكهولم
عن الفرقة بهجت ناجي هندي

ليس من طبعنا كتلاميذ وأصدقاء للفنان العراقي الكبير منذر حلمي، أن نضع قائمة ببداياته الفنية في العراق وتواصله مع الفن المسرحي العراقي سفيرًا مشرِّفًا للمسرح العراقي والمسرحيين العراقيين في البلاد التي أقام فيها، لبنان، سورية، اليمن وأخيرًا ألمانيا، وفي البلاد التي زارها كفنان وصديق ومنها السويد حيث نقيم وتقيم فرقة مسرح الصداقة. وليس من طبعنا أيضًا أن نذكّر بإنجازات هذا الفنان في كل مكان حلّ فيه، فكل من يريد معرفة ما قام به ما عليه إلا أن يقرأ ويسأل ليعرف كل شيء عنه منذ بدايته في السينما العراقية في السبعينات حتى مشاركته في مسرحية (السيد والعبد) في مدينة لايبزغ الألمانية مع الفنان الكبير خليل شوقي ممثلاً، ومع فناننا الراحل الكبير عوني كرّومي مخرجًا.

ما نريد أن نسجله للفنان منذر حلمي ونحن نودعه جسدًا ونبقيه بيننا روحًا فنية متدفقة وسيرة طيبة عطرة، هو حبه للمسرح ونشاطه الدءوب وحياته التي اتسمت بالكد في محاولاته رفع اسم المسرح العراقي واسم العراق، والحفاظ على مسيرة هذا الفن الذي تميّز عن غيره وحقق هويته الخاصة به كمسرح جاد ورصين ومثال يُحتذى به، وقدوة ودليل أمينين يُسترشد بهما جيلاً بعد جيل. ما نريد أن نذكره عنه، أنه كان يسعى لأن يضع كل ما كان يتوفر من إمكانات شحيحة كانت أو معقولة وفي كل الظروف، في خدمة المسرح العراقي الذي كان يبحث عن نفسه أيام الغربة والتشتت في بلدان العالم وفي خدمته، من المبدعين في الفن المسرحي، ممثلين وكتابًا ومختصين وعاملين في كل شأن من شؤونه. ومما كان يسعى إليه بإصرار وصبر، هو أن يقدم إلى المسرح لغة ناصعة وقوية تعبر عن وطن عريق وعزيز، وممثلاً جادًا كريمًا لا تأخذه الأهواء والسهولة والمغريات، ممثلاً مؤهلاً لأن يلعب دورًا مهمًا لتجديد روح المسرح العراقي مع المحافظة على عراقته ونبله وتاريخه المعروف للجميع، وبالتالي أن يبحث عن إمكانات متاحة لخدمة هذا الفن. وما يسجل لهذا الفنان والأستاذ والصديق هو أن يجعل مسرحنا قريبًا من قضية شعبه وبلاده التي أصبحت ضحية حروب طائشة مجانية.

لم يخلُ مجلس يجمع فنانين أو مثقفين أو صحفيين عراقيين، أو يجمع كل هؤلاء سويةً، من حديث ذكرى أو استعراض تاريخ أو مناقشة شأن خاص بالمسرح أو بالفن بوجه عام من اسم هذا الرجل، وكان منذر حلمي حاضرًا بين أولئك وهؤلاء، وكأنه كان بينهم دائمًا وسيبقون هكذا. لم يُحرم هذا الرجل مكانًا أو مكانة بين أصدقائه وزملائه ومحبيه. وسيبقى هكذا ما بقي الفن المسرحي هاجسًا في نفوس العراقيين وحاجة ماسة وثمينة يحرص عليها المبدع والرائي والمراقب.

لذلك فإن أمثال منذر حلمي ربما يرحلون في غفلة ما، لكنهم لا يغيبون عن قلوب وذاكرة من أحبوهم. وما هو إلا دليل واضح وجلي في مسيرة مسرحنا العراقي وتاريخه وإنجازاته. وسيقف المسرحيون طويلاً وتباعًا عند
هذه الدالة الكبيرة في مسيرة مسرحنا العراقي.


 



 

Counters

 

أرشيف المقالات