| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 2 / 12 / 2013

 

احداث عالقة في الذاكرة
(7)

عادل أمــين
(ابو حسن قامشلي)

عصر ذلك اليوم التاريخي 6/9/1988 ، انطلق بنا من قرية آرموش التركية رتل من عشرين شاحنة كبيرة معد اساساً لنقل البضائع، وعلى متن كل واحدة منها بحدود 30 شخصاً من طفل رضيع الى شيخ كبير، قطعت بنا الطرق الجبلية الوعرة والوديان والممرات الترابية الضيقة طول الليل ، ولم ننعم بالنوم إلا لفترات قصيرة ومتقطعة ، وقبيل الفجر وضعت الشاحنات عجلاتها على الطرق المعبدة ، وبذلك كفت اجسادنا عن الهز والخض دام طوال ساعات الليل ، ومع الاشراقات الاولى للفجر دشنا بداية مرحلة جديدة التي سيخفت فيها الالق السابق وتصوغ ملامح حياة جديدة لم يألفها المناضلين ولم يفكروا بها يوم من الايام ، وهكذا ودعنا حياة الجبال والانعزال واقتربنا من المدينة والمدنية ولكن ليس بالشكل الذي كان يرتسم في مخيلتنا ، وانما بالبحث عن وطن ثان يأوينا .

بدأت تبرز امامنا شيئاً فشيئاً ملامح قصبات على هيئة مدن صغيرة ، انها مدن وقصبات شمال كوردستان ، ولاحت امامنا مع اشراقات الشمس مدينة سليفان التأريخية الجميلة وتتابعت المدن الآخرى والقرى وكلما نقترب نشاهد افواج من النساء والرجال والصبيان تتزاحم بمحاذاة الطريق، يلوحون لنا بأيديهم ويهتفون بملأ حناجرهم دعماً وتضامناً مع ركاب الشاحنات أنهم ابناء جلدتهم، ضحايا العسف والأرهاب والهجوم بالأسلحة الكيميائية، يرمون في الساعات العشر الأخيرة الى داخل الشاحنات الخبز، الفاكهة ، المعلبات ، الملابس وبعض النقود، استغرقت الرحلة 22 ساعة بالتمام، من الساعة الرابعة عصراً الى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الثاني، قطعنا عشر الساعات الاخيرة على الطرق المعبدة ومروراً بمحاذاة بعض المدن الصغيرة، تتخللها بعض الاستراحات القصيرة في المحطات المعدة لاستراحة المسافرين بين المدن، وكان العسكري الذي يجلس الى جانب السائق في شاحنتنا رؤوفاً بنا يسمح لنا بالنزول من السيارة لترويض ارجلنا، ولشراء بعض الحاجيات من الحوانيت الصغيرة على جوانب الطريق، وغالباً ما كان اصحاب الدكاكين ياخذون منا نصف قيمة البضاعة ، واحياناً لا ياخذون قيمة الاشياء الصغيرة .

في منتصف نهار اليوم الثاني 7/9/1988 وضعنا اقدامنا على ارض مخيم ديار بكر الذي يقع بوادٍ على بُعّد عشرة كم من مدينة ديار بكر(آمد) ومحاط بأسلاك شائكة وبحراسة مشددة من قبل الجندرمة، وهو اشبه بمعسكر اكثر من ان يكون مخيم ، وستكون لكل واحد منا قصة فردية أو جماعية مع هذا المخيم .

عند نزولنا من الشاحنة، كان اول ضحايا هذه الرحلة الشاقة والمضنية هوالرفيق ابو دنيا (نظام الدين) حيث اغمي عليه بسبب ارهاق الطريق وقوة اشعة الشمس وشدة حرارتها في الساعات الاخيرة من الرحلة .

الحكومة التركية كانت قد هيأت سلفاُ مستلزمات استقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين، وقد نصبت مسبقاً و بشكلٍ منسق اكثر من اربعمائة خيمة كبيرة بالأضافة الى خيمة خاصة بالطبابة مع مجموعة من الاطباء والممرضات للحالات المرضية البسيطة ، اما الحالات المرضية المعقدة يحال المريض الى المستشفى الرئيسي في مدينة ديار بكر(آمد)، وكانت هناك خيم للادارة والشرطة وكابينة للتلفون بخط واحد لكل المخيم ،
اتفق ابو مازن وابو دنيا ان نكون كلنا مع عائلتهما في خيمة واحدة ، أعطيت لنا خيمة في داخلها افرشة للنوم وبعض الاواني للطبخ والأكل ومستلزماتٌ اخرى ، اصبحنا عائلة واحدة مع بعض المنغصات التي لابّد من حدوثها في هذه الحالات .

كانت كابينة التلفون كما اسلفتُ بخط واحد لكل المخيم ويديرها رجلٌ كوردي اسمه بكر، شخصية لطيفة وهادئة وصبورة ، نقف من الصباح مع فتح الكابينة الى اغلاقها في طابور واحد لتسجيل الأسماء لطلب المكالمات الدولية ، كنتُ أقفُ منذ اليوم الثاني ومع فتح الكابينة لتسجيل اسمي للاتصال بالرفاق في مكتب الحزب في دمشق لاطلاعهم على اوضاعنا ولجوءنا الى تركيا واحوال رفاقنا هنا وطمأنتهم على سلامتنا...الخ ، في اليوم الثاني ومع فتح الكابينة سجلتُ اسمي للاتصال بالرفاق في مكتب دمشق وبعد نصف ساعة حصلتُ على الخط، فكانت هذه السرعة في الحصول على الخط مدعاة لدهشةِ الجميع، كان على الطرف الآخر من الخط في دمشق الرفيق الفقيد حسين مرجان وهو حارس هناك وينام في المكتب، عرفني وليَّ معرفةٌ قديمة به كان يتصور انا في القامشلي، افهمته اننا انسحبنا من كوردستان وحالياً موجودين في مخيم ديار بكر، اعطيته بعض الاسماء للكلام معهم ، اجابني بأنه الوحيد حالياً في المكتب ولا يوجد احد هنا والرفاق سيأتون مع دوام المكتب، طلبت منه ان يخبرهم اين نحن وطلبتُ الكلام مع ...... وان يبقى بانتظاري قد اتوفق في الحصول على الخط للحديث معه ، سجلتُ اسمي ثانيةً على تلفون مكتب دمشق ، جاء دوري بعد سبع ساعات ، كان على الخط حسين مرجان ثانيةً ، اخبرني بأن الرفاق قد ذهبوا الى بيوتهم وقت الظهيرة وسيرجعون مساءاً ، سجلتُ اسمي مساءاً ولم ياتي دوري ذلك اليوم ، الرفاق الذين يعملون في الجانب التركي والذين هم الآن معنا في المخيم ابو وسن وابوهدى على علم بمحاولاتي للاتصال بدمشق، ويبدو اننا قد دخلنا في قائمة النسيان عند الرفاق بحيث لم يكلف احد منهم ان يضحي بالقيلولة الظهرية وينتظر في المكتب كي يفهم اي شئ عن وضعنا، تكررت محاولاتي للاتصال بهم عدة ايام وهكذا دواليك لكن بدون جدوى اما غير موجودين واما لا اتوفق للحصول على الخط، إلا قبيل ايام معدودة من هروبي من المخيم ووصولي الى سورية حيث حظيت بالاتصال بهم ووضعتهم بالصورة التي رفاقنا فيها .

مخيم ديار بكر يقع في مكان اشبه بسهل طقسه حار نهاراً في هذا الشهر (ايلول) وبارد جداً ليلاً، ولم تكن لدى الرفاق ملابس شتوية تقيهم من برد الليل القارص، ولم يكفيهم مبلغ (50) دينار الذي تكرم عليهم الرفيق المسؤول (عضو لجنة مركزية) اثناء الأنسحاب على الحدود العراقية ـ التركية للدخان والحاجيات الآخرى، لذا اصبحت مسألة توفير بعض المال للمصاريف الضرورية حاجة ملحة.

كنا في فترة عملنا في القامشلي نحتفظ بأرقام تلفونات بعض الأصدقاء من القوى السياسية الكوردية في تركيا للجوء اليهم وطلب المساعدة منهم عند الضرورة، وكذلك زودنا في حينها الرفاق العاملين في الصوب التركي بتلك الأرقام، كان اغلب الرفاق العاملين في الجانب التركي معي في نفس المخيم في مقدمتهم ابو وسن (قاسم) وابو هدى وآخرين، سألتُ الرفيق ابو وسن إذا كان لديه رقم تلفون واحد من اصدقاءنا في تركيا اسمه (ت) ولحسن الحظ كان لديه الرقم، فكرتُ الاتصال به لاسيما تربطني به علاقات جيدة وقدمنا له ولرفاقه اثناء تواجدهم في سوريا خدمات كبيرة وهو يكن المحبة والاحترام لحزبنا .

صادف بعد ايام قليلة ان اصيب الرفيق ابو دنيا بوعكة صحية تطلبت نقله الى المستشفى التي تقع داخل مدينة ديار بكرمع مرافق له، فاصبحتُ انا المرافق ، واثناء تواجدي في المستشفى معه تعرفتُ هناك على مضمد كوردي (ع) يعمل في المستشفى، كلفته ان يتصل بهذا الرقم الذي هو تلفون (ت) ويملك صيدلية في مدينة (×) القريبة من ديار بكر ويطلب منه المجئ لزيارتي لأنه صديقي واعطيته الأسم الذي يعرفني به (ت)، جاءني المضمد في اليوم الثاني واخبرني بأن الشخص المعني انتقل من تلك المدينة والآن لديه صيدلية ومكتب تجاري في ديار بكر (آمد)وسيأتي اليوم لزيارتك، جاءني (ت) قُبيل الظهر الى المستشفى بصحبة الأخ خالد ( طبعاً هذا اسمه الحركي) وهو سكرتير حركة الأكراد المستقلين في تركيا تعرفتُ عليه عندما كان فاراً الى القامشلي وقدمتُ له في حينه المساعدات المطلوبة، استغربا ان اكون هنا، وقالا من جاء بك الى هنا لأنك في القامشلي، وكان لقاءاً حميمياً وأبديا استعدادهما لتقديم اية خدمة لنا، تجاذبنا اطراف الحديث لمدة ساعتين تقريباً ثم طلبتُ من (ت) ثلاث طلبات :

1ـ مبلغ ما يعادل خمسة آلاف دولار لتوزيعه على رفاقنا

2ـ ايصال رسالة الى ابو علي التركي (محمد شيرواني) في القامشلي وهو يعرفه بشكلٍ جيد عندما كان ابو علي في تركيا

3ـ الأتصال بدليل اسمه (ب) يسكن في مدينة الجزيرة واعطيته عنوانه والطلب منه ان يأتي اليَّ لأني انوي الهرب الى سوريا .

تواعدنا على موعد آخر للقاء به، بعد عدة ايام وفي الموعد المحدد كان لدى احد رفاقنا ورقة السماح له للنزول الى ديار بكر وحاولتُ معه لأخذ ورقته للذهاب الى المدينة إلا انه رفض اعطائي الورقة ، استعنتُ بأبي ابو وسن الذي استطاع اقناعه لأعطائي الورقة وبها ذهبتُ الى الموعد، التقيتُ مع (ت) وبصحبته خالد، اعطيته الرسالة الى القامشلي فيها نبذة مختصرة عن اوضاع رفاقنا في مخيمات تركيا، واستلمتُ منه مبلغ ما يعادل خمسة آلاف دولار بالليرات التركية، وتواعدتُ معه ان أتيًّ الاسبوع القادم الى المستشفى للقاء به وبالدليل (ب)، رجعتُ نفس اليوم مساءاً الى المخيم، فكرتُ بتسليم المبلغ الى ابو وسن والفقيد حكمت حكيم لأن الأخير عضو محلية دهوك وطلبتُ منه وصلاً بذلك إلا انه رفض اعطاء وصل لأسباب أمنية خاصة به، لذا سلمتُ المبلغ لأبي وسن ( قاسم) وبحضور ابو هدى وحسبنا ان تكون حصة كل رفيق مبلغ بحدود (50) دولاراً وابلغته بموعد هروبي الى سوريا و سنرسل مبالغ آخرى لسد احتياجات الرفاق الضرورية ، وكذلك نرتب سحب رفاقنا الى هناك ، نسقنا معاً أمورالاتصال بيننا والمراسلات والأدلاء والمسائل الفنية الآخرى والعلاقة مع رفاقنا في مخيمات ماردين وسلوبيا ، وابقينا مبلغ احتياط لدى ابو وسن لتغطية مصاريف بعض الأمور الفنية التي اتفقنا عليها...الخ

في اليوم الموعود تمارضتُ وبحجة آلامٌ شديدة في ظهري تطلب الأمر نقلي الى مستشفى ديار بكر للأشعة، ولأسباب اجهلها رفضت الشرطة نزول أي شخص من المخيم الى المدينة في ذلك اليوم، طنطنتي باللغة التركمانية ساعدني في اقناع أحد اطباء المخيم للسماح ليَّ بالذهاب مع المرضى في سيارة الأسعاف، عند وصولي المستشفى تجنبتُ دخوله من الباب الرئيسي كي لا يُسجل اسمي وانما دخلتُ من باب المطبخ بحجة عدم معرفتي للطريق، في باب المستشفى التقيتُ أخي ابو مازن الذي كان في المدينة قبل ذلك بيوم واخبرته بأمر هروبي الى القامشلي ومن هناك سأسعى لسحب الرفاق الى سوريا، تسللتُ من محيط المستشفى الى مركز المدينة وهناك اقتنيتُ ملابس مدنية من احد المحلات وتركتُ ملابس البيشمركة (القواعد التي فرضت على البيشمركة من قبل السلطات التركية ان يكون الخروج الى المدينة بملابس البيشمركة كي يكونوا متميزين عن عامة الناس لسهولة مراقبتهم) وذهبتُ الى العنوان الذي حدده ليَّ (ت) والتقيتُ به وذهبنا الى مكتبه وكان والده الذي تربطني معه ذكرياتٌ لطيفة ومواقف محرجة وقدمتُ له في يومٍ من الأيام في سوريا خدمات لا تنسى بانتظاري ، وبعد قرابة ساعة من الأحاديث العامة عن الوضع العام وتناولنا وجبة الغداء سويةً، عرفني بشاب آخر وقال ستذهب ومعه سيارة وسنلتقي غداً لأني لا استطيع اخذكَ معي الى البيت لأسباب امنية، وتهيأ سيأتي (ب) غداً وتغادر معه الى الجزيرة وهناك رتب امورك الى القامشلي، اخذني الشاب الى مصور واخذ ليَّ صورة لعمل هوية تركية ليَّ، بعد جولة سياحية جميلة داخل مدينة ديار بكر اخذني الى بيته وهناك عرفتُ اخيه الذي كان معتقلاً في احد الايام لدى المخابرات السورية وتدخلتُ لأطلاق سراحه في حينه، رحبت بيَّ العائلة وقضيتُ ليلة جميلة معهم .

في صباح اليوم الثاني 25/9/1988 ودعتُ العائلة ومررتني والدتهم من تحت القرآن الذي في يديها مع الدعاء ليَّ بسلامة الوصول وذهبتُ مع الشاب للقاء (ت) في مكتبه، وجدتُ هناك أدريس شقيق (ب) سلمني هوية تركية عليها صورتي، لكن الذي فاجأني انها ليست الصورة التي التقطت لي يوم امس وانما صورة قديمة لي ، علمتُ فيما بعد ان (ب) عندما علم بوجودي في ديار بكر ونيتي الهروب الى القامشلي عَبر من الجزيرة الى القامشلي وعن طريق الفقيد ابو حربي اتصل بزوجتي واخذ منها صورة وعمل ليَّ هوية (كيملك) تركية بأسم والده ، ودعتُ (ت) والشاب وركبتُ مع ادريس وقد اعطاني بعض التعليمات حول كيفية التصرف فيما إذا تم ايقافنا في نقاط التفتيش وسلمني قطعة من الشاش وقال ضعه في فمك في حالة ايقافنا عند نقاط التفتيش، فقط برز هويتك وانا سأقول لهم انه والدي وكان عند طبيب الأسنان و لا يستطيع الكلام، وفي الطريق شاهد امرأة وطفلة ينتظران سيارة أجرة، قال سنأخذهما معنا إذا كانا يودان السفر بأتجاه الجزيرة ، من عادة الاتراك لا يوقفون السيارات الخصوصية التي فيها عوائل، وفعلاً كانت المرأة تريد السفر الى الجزيرة، وهكذا صعدت المرأة والطفلة، وصلنا الى مدينة الجزيرة دون مشاكل، هناك التقيتُ (ب) واخبرني بأنه لم يأت الى دياربكر لأنه ينوي مرافقتي اثناء العبور الى القامشلي وان ابو حربي وابو على التركي يعرفان بعبوري هذه الليلة وينتظران في مدينة المالكية (ديريك)، تناولنا العشاء في بيت (ب) وذهبنا مع شقيقه بالسيارة الى وادي بين سلوبيا وجزيرة بن عمرو يبعد عن نهر دجلة بضعة مئات من الامتار وهي تفصل بين تركيا وسوريا، والمنطقة عبارة عن مزارع القطن وبالقرب منها مخفر الجندرمة ، انتظرنا لحين غياب القمر، وعند حلول الظلام انتظر شقيقه في الوادي وبدأنا نحن الأثنان بالزحف من خلال المزرعة بحذر تجنباً لترك اثراً ملحوظاً ومررنا بمحاذاة المخفر الذي يكون عادة اكثر أماناً، وصلنا الى جرف النهر بحدود نصف ساعة وكانت الساعة قد جاوزت العاشرة مساءً، هناك وضعتُ ملابسي داخل كيس نايلون كبير، انتظرني (ب) على الجرف الى ان دلفتُ الماء وبدأتُ بالعبور ثم اختفى في مزارع القطن، واصلتُ عبور دجلة الى الجانب السوري سباحةً ، عند وصولي الى الجانب السوري اطلقتُ الاشارة المتفق عليها جاءني كنعان وشكري وهما من اصدقاءنا واحياناً نستعين بهما اثناء عبور المفارز، ذهبنا مشياً الى قرية مزرّي التحتاني الى بيت شكري ومن هناك استقلينا سيارة شكري الى المالكية (ديريك) وكان في انتظاري الفقيدان ابو علي وابو حربي، في نفس الليلة واصلنا المسير الى القامشلي .

كتبتُ رسالة تفصيلية الى الحزب جاء بعد ايام الرفيق الفقيد ابو عامل الى القامشلي، شرحتُ له كل ما حصل لنا اثناء الأنسحاب واوضاع الرفاق في تركيا وترتيب الامور الفنية مع ابو وسن وابو هدى لسحب الرفاق الى سورية، واقتراضي مبلغ من (ت)، ارسلنا المبلغ الذي اقترضناه من (ت) وارسلنا مبالغ آخرى الى الرفاق في مخيمات تركيا (ديار بكر، ماردين،سلوبيا)، وبدأنا بوضع خطط لسحب الرفاق من المخيمات الى القامشلي، وفعلاً استطعنا خلال اشهر قليلة من سحب معظم رفاقنا من هناك ، كانت خسارتنا شهيداً واحداً اصيب بشظية في رأسه اثناء عبور الحدود بين منطقة ماردين التركية وعامودة السورية وكان وضعه صعباً وتم نقله الى مستشفى ابن النفيس في دمشق، ولم تسعفه كل الجهود التي بذلت من قبل الأطباء ورفاقنا في دمشق لأنقاذه ، بعد بضعة أيام فارق الحياة، للأسف لا تسعفني الذاكرة باسمه، ئأمل من الرفاق الذين يتذكرون اسمه ارساله الى المعنيين بملف الشهداء الأنصار .

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات