| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الأحد 2/6/ 2013

     

من سهل أربیل إلی پشتئاشان

عبدولَلاَ پۆلاَ
ترجمة: نجاة خؤشناو

مختصرات
- (حشع) الحزب الشيوعي العراقي
- (حدك) و( البارتي) الحزب الديمقراطي الكردستاني
- (أوك) الاتحاد الوطني الكردستاني
- (حشك) الحزب الاشتراكي الكردستاني
- (حدكا) الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران
- (ق. م) القيادة المؤقتة
- (جوقد) الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية
- (جود) الجبهة الوطنية الديمقراطية

(3)

47- على ضوء انعقاد المكتبين السياسيين للحزب الشيوعي والاتحاد الوطني في 3/شباط/1983 وتشكيل جبهة (19) تيار في 6 من شباط 1983 عقدت عدة اجتماعات لترسيخ العمل الجبهوي الأنصاري. وعلى ضوء ذلك تم عقد اجتماع (لقيادة قاطع أربيل) بتاريخ 3/2/1983 في مقر القاطع في قرية (شيخ وسان) بالقرب من (بالیسان)، وشارك فيه (أبوحكمت، ملازم خضر، أبو يوسف، أبو حسان، أبو جبار وملا حسن).

في نهاية الاجتماع قال الرفيق (ملازم خضر) (نعمان علوان سهيل) المسؤول العسكري لقاطع أربيل انذاك (انا لم يكن لدي ايمان بالاجتماعات المعقودة من أجل حلحلة الوضع المتشنج و تامين وضمان وقف اطلاق نار ثابت، لذلك اعتبرت اجتماعات القيادتين بأنها مناورة والأخبار غير المفرحة تأتي من سهل أربيل، لذا فاجأنا مراسل أربيل العسكري برسالة مستعجلة من قبل (كانبي حه مه صالح) المعروف بـ (كانبي كه وره) مسؤول قواتنا في (دشت أربيل)، تؤكد بأن هناك قتال واسع بين قوات الحزب الشيوعي والاشتراكي ضد قوات الاتحاد الوطني. المعارك مستمرة وكبيرة، وخسائرنا (3) شهداء و(7) جرحى مع وقوع (8) في الأسر. مع وصول تلك الرسالة، غير جميعهم آرائهم.

انتشر نوع من النفور والغضب والحزن بين قوات (بيشمركة دشت أربيل وسهل كوى ومنطقة خۆشناوه تى) وصار يتزايد يوما بعد يوم، خوفا من الاصطدامات المتكررة، فان مناطق النفوذ فی سهل أربیل أصبحت قسمين؛ الحزب الشيوعي والاشتراكي اللذان كانا في (بست الشرغة) ابتعدا عن مناطق نفوذ (الاتحاد الوطني) في مناطق (ئۆمه ر كومه ت وسيكاني و سيكردتكان)، وحاولا قدر الامكان عدم الاقتراب من تلك المناطق بالذات.

مصادمات (دشت أربيل) و(كويه):
فی تلك الاوقات الصعبة ترجحت كفة الميزان بين الاحزاب الكوردستانية نحو الاحتراب. قواتنا في الحزب الشيوعي بقيادة آمر سرية أربيل (عباس محمد) وآمر سرية كويسنجق بقيادة (محمود قادرمرزاني) (قبل استشهاده بعدة ساعات) ومسؤول تنظيمات مخمور (سالار) (صفر حمد امين بنكرد)، مع الهريم الثامن للحزب الاشتراكي الكوردستاني، (حيث كان قادر مصطفى مسؤولا له)، كنا في رتل مكون من (14) سيارة، عائدين من عملية على طريق (أربيل- كركوك) إلى منطقة (بست الشرغه) ومعنا (12) اسيرا من القوات الحكومية. نحن كنا في مؤخرة تلك المجموعة من السيارات، واتفقنا على البقاء في قرية (خورخور) مع الرفيق (سالار) والرفيق صادق (كريم قادر) معاون آمر سرية أربيل، وكان عددنا بحدود (30) بيشمركة. أما قوات الحزب الاشتراكي بقيادة (قادر مصطفى) فتوجهت شمالا إلى قرية (جلبه سه ر) وباقي القوة اتجهت نحو (بستى شرغه) ومن هناك إلى غرب كوسنجق قرى (بايزئاغا) و (سماقه). وسبب بقاءنا بالقرب من مدينة أربيل في قرية خورخور، هو لتوزيع القوات على عدة قطعات خوفا من هجوم طائرات الهليكوبتر في اليوم التالي. وفي الوقت نفسه ان نحصل على اخبار ومعلومات حول ردة الفعل لدى النظام وكذلك تحركات وفعاليات (الجحوش)، لانه كما هو معروف بعد كل فعالية عسكرية، تشن قوات الحكومة هجوما واسعا على المناطق التي يتواجد فيها البيشمركة.

كنا في هدوء وسكون انتصاف الليل، وأنا في مثل تلك الحالة من الهدوء اشعر بنوع من الحذر والخوف، خصوصا وأن كثير من الحوادث حصلت في مثل تلك الحالة. ولا أعلم هل أن هاجسي الشخصي الذي اشعر به أعلن عن وجود جرس انذار مشؤوم داخل اعماقي وأحاسيسي، حتى أنني كنت اسمع ضربات قلبي وصوت انفاسي في صدري، بل حتى استطيع القول انني اسمع ما يصدر من اصوات من صدور جميع رفاقي البيشمركة، خصوصا الذين يدخنون السجائر، وكان اغلبهم يدخنون، بينهم الرفيق (مام اسعد) من قرية ماستاوه ناحية (شمامك) واسمه (جلال). بسبب كثرة التدخين فان الصوت الصادر من صدره كان مثل صوت (صياح الديك)، وعندما كنا نساله عن تلك الحالة كان يقول بالكوردي (باژۆ). وهذا الاصطلاح يستخدم للسيارات، معناها (امشی) لا تدير بال ولايهمك انطلق نحو الامام. وفي لحظات فوجئنا بأصوات قذائف الـ (ار بي جي) ورشقات الكلاشنكوف وانطلاق الرصاص من أنواع اسلحة مختلفة. كسر الصمت والسكون وبدأت جولة جديدة من المصادمات والاقتتال ولكن لحد تلك اللحظة لم نعرف اية جهة كانت وراءه ومن هي القوة المستهدفة؟

قال الرفيق سالار: يبدوا انهم كالعادة بدأوا اطلاق النار وسنخسر مجموعة جديدة من الشبان الثوريين، ليصبحوا ضحايا ويأخذوا معهم احلامهم وأهدافهم المشروعة التي حلموا بها. وهم من الذين رفضوا أن يكونوا وقودا للحرب العراقية-الايرانية العبثية. كانت تلك المصادمات تحدث في ظل الفعاليات العسكرية ضد النظام الفاشي، وفي بعض المرات؛ مع رجوعهم من تلك الفعاليات الوطنية يصادفون من يضربهم ويسفك دمهم بدون مبرر وطني ستراتيجي. المستفيد الوحيد هو النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية، التي تكون في حالة سعادة غامرة، عند السماع بتلك المصادمات، وفي ظل استمرار اقتتال الأخوة بطرق وأساليب دموية.

كانت هناك اطلاقات وأصوات الآر بي جي في مكان قريب ونحن توجهنا نحو مصادر الاطلاقات النارية، وفجأة صادفنا شخصا اسودا إلى درجة يصعب تميز شخصيته في ذلك الظلام الدامس ما عدا (بياض العينين والأسنان). سألناه عما يحدث، وما سبب تلك الاطلاقات؟ لكنه كان في حالة غير طبيعية ومرتبك جدا وفي حالة نفسية صعبة وغير مسيطر على ردود افعاله!!

الذي فهمناه بأن هناك اقتتال ومصادمات، وكان هذا الشخص من ضمن الـ (12) من قوات السلطة الذين تم اسرهم على طريق (أربيل-كركوك). وعندما وصلنا إلى مكان الاطلاقات النارية بحدود الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، رأينا سيارة بيشمركة سرية كوي، وعليها اثار الاطلاقات. كانت سيارة من نوع لاندكروزر، ومن كثرة الاطلاقات، تبين أن عدد الذين في الكمين كبير، وعثرنا على شهداء وجرحى. من ضمن الشهداء آمر السرية (محمود قادر المرزاني) مسؤول سرية كوي، وتم ارسالهم على وجه السرعة إلى قرية (به رده سبي)، وهناك (7) بشمركة من الجرحى. كانت الآلام والجراحات في قلوبنا تزداد عمقا. الرفيقان (مام بايز وفاخر سور) من بين الجرحى.سألناهم: "كيف حدث هذا؟". فقالا:" وقعنا في كمين".

وعندما سألونا من أنتم اجبنا بأننا من بيشمركة الحزب الشيوعي؟
رأسا سمعنا ردهم: "اضربوهم (افعلوا بأمهاتهم كذا وكذا)"!!!











 

free web counter

 

أرشيف المقالات