| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 2 /10/ 2010

 

مقتدى الصدر .. صمام امان الامة المخترق !

اسد علي
Asdali05@gmail.com

مقتدى الصدر : هو عبارة عن مجموعة اهداف مشوشة يصار اليها بواسطة ارادات متعددة انتجت مجموعة تناقضات سلبية في شخصية كارزمية .

هذا هو التعريف البسيط للسيد مقتدى الصدر والذي ادخل العراق في خضم مآسي وصراعات كان من الممكن السيطرة عليها لولا الاخطاء السياسية الكارثية التي اقدم عليها منذ 2003 وحتى الان والتي لا حاجة الى سردها لانها ليست صلب الموضوع ولكن لابأس من تحريك ذهن القارئ لاستذكارها فهو بعد وقوفه التأريخي ضد المدرسة التقليدية كما يعبرون في الحوزة العلمية بقيادة السيد السيستاني رجع وسلمه مرقد امير المؤمنين وترك حل جيش المهدي خاضعا لارادته وهو كذلك جعل حارث الضاري شيخ المجاهدين ثم عاد ليقاتله قتالا ايسره ان تسقط فيه الرؤوس وبعد ان تسبب في معارك شوارعية تحت شعار بطلان العملية السياسية بوجود المحتل ادت الى فرض مجموعة قوانين سلبية من الجانب الامريكي بحجة ضرورة الاسراع في تشكيل الدولة العراقية لحفظ الامن كقانون ادارة الدولة وخسر على اثرها مجاميع من الشباب العراقيين عاد ودخل الى العملية السياسية بكل ثقله عبر مجلسيها التشريعي والتنفيذي ودخل ايضا في معارك طاحنة مع الشرطة العراقية تسببت في ذهاب حياة الابرياء وتعطيل الكثير من مشاريع الاعمار ثم خرج علينا ( سماحته ) بفتوى تحرم قتل هؤلاء الشرطة المساكين واتانا عبر كتلته برئيس وزراء اعلنت الكتلة انه الافضل وهو جناب السيد المالكي ليدخلا بعدها في بحر من الدم والظلم المتبادل ليعودا ويتحالفا بعد 2009 ولكنهما وعبر منابرهما الاعلامية اكدا انهما لازالا اعداء ! وفي حين كان سبب عداءه للمجلس الاعلى كما اعلن انصاره هو خضوعه للارادة الايرانية ذهب ( سماحته ) ليعيش في كنف الجمهورية الاسلامية وعندما اعلن ان اياد علاوي عميل امريكا الاول واعلن انصاره ان علاوي ملعون رأينا (سماحته) يعانق اياد علاوي عناق مشتاق تحت العلم السوري الذي طالما اعتبره انصار السيد القائد راعي الارهاب الاول في العراق وفي حين اعتبر السيد مقتدى ان من يقاتل امريكا الكافرة بطلا ومقاوما شريفا رجع ليشكك بكل من انشق عنه من ابناء العصائب رغم انهم هم من قاتل المحتل واقعا وهم الانضج والاكثر وعيا بين انصاره ! ...

وهكذا دواليك كانت مواقف ( سماحة السيد القائد ) تشرق وتغرب متأثرة برياح متغيرة .

وها هو اليوم سماحة السيد القائد مقتدى الصدر دام عزه يفاجئنا ولا يفاجئنا باستفتاء جديد حول الوضع السياسي العراقي يعلن فيه ( ان السياسة لا قلب لها ) ناسبا هذا القول الى الشهيد الصدر الثاني غافلا عن نكتة بسيطة يدركها من له بسطة وعي صغيرة وهي ان الشهيد الصدر الثاني كان في مجال انتقاد من يتبنى هذه الاطروحة وهذا السلوك من السياسيين لا كما يفعل سماحة السيد مقتدى اليوم حينما يرفعها كشعار !!!

والاعجب من ذلك ان مقتدى الصدر دعى في نفس الاستفتاء الى الوقوف خلف الهيئة السياسية للتيار في كل مواقفها حفظا لمصالح قواعد التيار فيا ترى اين ذهبت مصالح الشعب العراقي عامة التي كان ينادي بها سماحته ويتغنى بها انصاره ؟

ونسأله ايضا : خلف أي المواقف يقف الواقفون مع الهيئة السياسية ؟ هل في نتيجة استفتاءهم القاضي بترشيح الجعفري ؟ ام خلف موقفهم بترشيح عادل عبد المهدي وشطب الجعفري ؟ ام خلف موقفهم الاخير بدعم مرشح التحالف الوطني حتى لو كان المالكي اذ لا خطوط حمر على احد ؟

لكننا على يقين انهم كسيدهم القائد بحر من التناقضات يصعب السيطرة على مواقفهم الانفعالية والمصلحية !!

ويبين السيد مقتدى الصدر لقواعده ( المجاهدة ) ان السياسة ( اخذ وعطاء ) وهو مصيب لكنني اسأله اين كان هذا الرأي ايام الحملة الانتخابية عندما كفرتم البعض وفسقتم البعض الاخر باسم الدين والجماهير خلفكم تصلي على محمد وال محمد لانهم ظنوا انكم بتلك المواقف ستعجلون بظهور الامام المهدي عليه السلام ؟!

لكن وكما قال سماحته ان الضغوطات كبيرة على جنابه وهنا اعتقد اننا يجب ان نقيم مقارنة بين موقفين تجاه الازمة السياسية الراهنة لخطين قياديين على الساحة الشيعية :

الاولى متمثلة بالسيد مقتدى الصدر وقد اثبت لنا بما لا يقبل الشك ان الامر ليس بيده بل ليس بيد العراقيين اطلاقا من خلال سلسلة من الاجراءات المتناقضة.

الثانية متمثلة بمبادرة الشيخ محمد اليعقوبي الاخيرة والقاضية بفتح باب الترشيح لكل نائب حصل على 100000 صوت بعد تعديل الدستور والتي يعلم الشيخ اليعقوبي – وانا على يقين – قبلنا انها لن ترى النور لكننا متأكدون انه اراد حصر السياسيين بزاوية الحل وتحريك الموقف السياسي الجامد وفعلا كان هذا بعد يوم واحد فقط من المبادرة فعلمت انا شخصيا ان الرجل فعلا لا يتأثر برياح الشرق او الغرب وكما صرح هو في بيان متلفز.

وخلاصة هذه المقارنة بين الموقفين ان هناك من ( يفكر بعقل غيره ) ومن ( يفكر بعقل عراقي وطني ) .. فهل يعي العراقيون ماذا يراد بهم واين صمام الامان المحكم ؟ مجرد تساؤل.
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات