| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 2 / 9 / 2013

 

موسم مكافأة رؤوساء سرايا أبو فراس الحمداني!

أبو حيدر/ شاريا

نشرت العديد من وسائل الاعلام الكردية قبل عدة شهور خبراً مفاده ان حكومة اقليم كردستان "سوف تطرد وتحاسب جميع الكرد المشاركين في عمليات الأنفال ومهما كان موقع ذلك الشخص داخل الحكومة، او درجته الحزبية لدى الحزبين الحاكمين وأحزاب خارج الحكم". كان خبراً مفرحاً لأهالي ضحايا نظام صدام المقبور، وخبراً مفرحا لكل كردي وطني شريف، ولكل عراقي شريف. الا ان "الخبر" بات أسيراً من أسرى "سوف"!. يبدو ان حكومة الاقليم متمثلة بالحزبين الحاكمين أرادت آنذاك ترويج ذلك الخبر لامتصاص التململ الشعبي في كردستان، بدليل أنها بدل ان "تطرد وتحاسب" الذين تحدثت عنهم، فقد منحت لبعضهم حقائق وزارية في الكابينة الأخيرة، أما البعض الآخر من رؤوساء سرايا أبو فراس الحمداني المشارك بالدليل القاطع "شهود عيان" و" وتسريبات من أفراد تلك السرايا" في عمليات الأنفال السيئة الصيت عام 1988، فكان ينتظر دوره لموسم الانتخابات البرلمانية في كردستان، وبدل أن يقدموا اؤلئك الى محكمة الجنايات الخاصة بعمليات الانفال في بغداد آنذاك، فانهم يُكافأون من قبل أحزابهم الجديدة ويتم ترشيحهم الى قائمة المرشحين لانتخابات برلمان كردستان المزمع اجراءها في شهر ايلول أو تشرين الأول من العام الحالي.(
راجع الروابط الالكترونية التالية ):

http://www.sotkurdistan.net/index.php?mod=article&cat=siyasi&article=11920
http://www.eduhok.net/evro/pdffiles/p197_1.pdf

ألا يعتبر هذا استهتار ما بعده استهتار بدماء ضحايا الانفال، وبمشاعر أهلهم وذويهم جميعاً، وكذلك استهتار بمشاعر ضحايا الانفال من الايزيديين بشكل خاص حيث يوجد اسم مرشح ايزيدي من رؤوساء سرايا ابو فراس الحمداني ضمن قائمة المرشحين لانتخابات برلمان كردستان.

إذا كان تبرير بعض الطبالين من هنا وهناك هو أن رئيس الاقليم سبق ان عفى عن رؤوساء الجحوش، ورؤوساء سرايا ابو فراس الحمداني والمستشارين من عهد نظام صدام حسين المجرم، لا يعني ذلك أن يكافأون من قبل الاحزاب الكوردستانية الحاكمة في الاقليم وتمنح لهم المناصب الحكومية والحزبية والجماهيرية الرفيعة، ويتحكمون بمصائر الناس.

يبدو أن الذين قاموا بترشيح هذا الايزيدي من أمراء احدى سرايا أبو فراس الحمداني لانتخابات برلمان كردستان ووافقت عليه قيادة الحزب، يمتازون ببعد نظر، وذكاء يفوق تفكيرنا السطحي والعاطفي نحن بسطاء الناس الغلابة، ويعرفون بأن الايزيديين المؤنفلين، ومعهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الباقين على قيد الحياة سيصوتون لهذا المرشح ليفوز ويضع ضمن برنامجه للسنوات الأربع القادمة مسألة اكتشاف المقبرة الجماعية التي تحتفظ برفات عظام اؤلئك الأبرياء، ويسجل الاكتشاف باسمه ويضيف وساماً آخراً الى اوسمته الوطنية!. لماذا لا، فان المرشح الحالي لبرلمان كردستان، وآمر سرية أبو فراس الحمداني آنذاك، وحسب شهود عيان، قام وفاءاً منه لتنفيذ أوامر اسياده، بنقل عوائل الايزيديين المؤنفلين من (قلعة نزاركي) العسكرية بمحافظة دهوك (حوالي 170 ايزيدياً جلهم كانوا من الأطفال والنساء والمسنين) يوم الأحد المصادف 25/9/ 1988 بوضعهم كالأغنام، حاشا لأرواحهم الطاهرة، وبالضرب وأمام عيون الكثيرين في سيارات عسكرية ومصاحبته لقافلة المؤنفلين باتجاه مدينة الموصل وسوقهم الى مكان لا يعرفه إلاّ الجلادون ومرشح برلمان كردستان الحالي في رحلة أبدية بين قلعة نزاركي بدهوك وطوبزاوا في كركوك!. حيث يقول شاهد العيان، كان لي أخ ضمن المؤنفلين في قلعة نزاركي، كنت واقفا عندما قام أفراد النظام ومنهم هذا الايزيدي بوضع عوائل الايزيدية فقط في سيارات عسكرية ورافقها مع قسم من أفراد سريته باتجاه مدينة الموصل، وذهبت بسيارتي خلفهم الى ناحية فايده، حيث أوقفوني هناك ومنعوني من متابعة قافلة المؤنفلين وكان ذلك آخر نظرة لي عليهم!. وتفوه أحد المرات شخص كان من أفراد سرية ابو فراس الحمداني التابعة للمرشح الايزيدي للبرلمان ويسكن حالياً في أحدى المجمعات القريبة من دهوك، بأن سرية هذا الايزيدي شاركت في عملية الانفال وكان يسمونها (عملية صاروخ الحسين) في 2/آذار/1988 في منطقة (جوارباغ) بمحافظة السليمانية. لكن مع الأسف ضحايا أنفال (جوارباغ) واهلهم الباقين على قيد الحياة لا يستطيعون اعطاء اصواتهم للمرشح الايزيدي على قائمة دهوك، لأن كردستان ليست دائرة انتخابية واحدة!.

نشر الكاتب دكتور ميرزا دنايي مقالاً بتاريخ 19/8/2013 في موقع بحزاني نت ومواقع أخرى بعنوان "لمن سيصوت الموتى في انتخابات كردستان" ووضع احتمالين فقط لتصويت الموتى: الاحتمال الأول أن تذهب أصواتهم للجماعات الاسلامية إذا كانت هناك آخرة وجنة وجهنم المخصصة لهم حسبما يدعون. الاحتمال الثاني أن تذهب أصواتهم للتيارات العلمانية... لكنه ربما نسي أن يضيف احتمالاً ثالثاً أكثر قوة بأن الأموات، خاصة ضحايا الانفال من الايزيديين سيصوتون للمرشحين الى برلمان كردستان من أمراء سرايا ابو فراس الحمداني المشاركين في عمليات الانفال لكي يفوزون ويضعون في برنامجهم القادم نقطتين اساسيتين :

الاولى/ مسألة اكتشاف أماكن المقابر الجماعية لضحايا الانفال وتسليم رفاتهم الى أهلهم!.
الثانية/ تحويل قلعة نزاركي العسكرية، التي تحمل آلام وآهات ضحايا الانفال، الى متحف (هولوكوست الأكراد) مثلما جاء في مقال للكاتب عبدالخالق دوسكي/دهوك/منشور صحيفة "نقاش" بتاريخ 27.6.2013 يشرف على عملية ترميمها الفنان التشكيلي كوهدار صلاح.


حسناً فعل صاحب فكرة تحويل هذه القلعة المشؤمة الى متحف، جزاه الله ألف خير، لأن هذه القلعة في الحقيقة كانت تؤرق رؤساء الحجوش وأمراء سرايا ابو فراس الحمداني والمستشارين من أعوان نظام صدام حسين المجرم، وهذه القلعة تؤنب ضميرهم كلما يمرون بجانبها، وتجلب لذاكرتهم ذكريات عام 1988 بأنفلة أكثر من 182 ألف مواطن برئ من شعب كردستان.

هنيئاً لبرلمان كردستان القادم رجالاته. هنيئاً للأحزاب الكردستانية مرشحيهم الاوفياء المخلصين الى برلمان كردستان القادم!!.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات