| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 29/1/ 2012                                                                                                   

 

ملفات الفساد في الاردن ..برمجة موضوعية ام سياسة ركمجة شعبية؟؟؟

قيس عمر المعيش العجارمه
alnashmi_qais@hotmail.com

لم يكن اختياري للعنوان بقصد لفت الانتباه او التلاعب بالالفاظ لاعطاء المقال نوعا من الزخرفة اللفظية والزركشة اللغوية بقدر ما تعبر عنه تلك الالفاظ من معاني تناسب واقع الحال وتترجم آلية فتح ملفات الفساد وتفسر اولوياتها.....

والركمجة لمن لا يعرفها ( وانا منهم حتى صباح هذا اليوم) هي رياضة ركوب الامواج..وهو مصطلح رياضي دخل عالم السياسة وارتبط بالحراك الشعبي ولطالما شهدنا من مارس هذه الرياضة على امواج الحراك الشعبي في الشارع الاردني طوال الفترة الماضية.....ولان الشعب الاردني خبير بالسياسة وضليع في كشف المؤامرات السياسية ولا يخفى عليه خافي فقد سقط كل من مارس هذه الرياضة على امواج حراك الشارع سواءا من الاحزاب او من الاشخاص......

واليوم وقد دأبت الحكومة على فتح ملفات الفساد وبدأت رؤوس كبيرة بالتساقط يراقب الشارع الاردني هذه العملية باهتمام شديد وبدأ يراهن على نجاحها او فشلها...ومن اهم الملفات التي شغلت الشارع وينتظر فتحها ملف السيد باسم عوض الله بصفته اشهر شخصية كانت تشرف على البرامج الاقتصادية والتنموية في الاردن خلال السنوات العشر الاخيرة والتي اثبت الواقع فشلها بامتياز مما اثار الكثير من التساؤلات حول هذا الشخص والمطالبة بمحاسبته حتى قبل بدء الحراك الشعبي....وقد انتظر الشارع الاردني ان يكون لملف السيد باسم عوض الله الاولوية القصوى في ابجديات ملف الفساد.....والتي بدأت بملف امانة عمان الكبرى كجرعة اولى وهو ملف مهم وحيوي في مسيرة الاصلاح ....وكانت التوقعات بأن يكون ملف السيد باسم عوض الله هو التالي نظرا لاهميته الا انه تأخر وشابه بعض اللغط والغموض ترجم ذلك استقالت السيد عبدالرزاق بني هاني عضو هيئة مكافحة الفساد والتي اعقبها تلميحات وتصريحات تربط بين هذا الملف وتلك الاستقالة!!!!!!

وبعيدا عن اي توقع بدأ التمهيد اعلاميا واجرائيا لفتح ملف السيد محمد الذهبي وبدأ التركيز عليه اعلاميا ليكون حديث الشارع....وهنا برز تساؤل نشهده في الكثير من التعليقات على اخبار الذهبي والتي تربط بين ملف السيد محمد الذهبي وملف السيد باسم عوض الله والسبب ان هذين المسئولين كانا على خصام وتنافر خلال فترة توليهما المسئولية العامة وقد ظهرت العديد من السيناريوهات التي تفسر اسباب التنافر والخلاف بينهما كان ابرزها الصراع حول الهوية الوطنية للدولة وما يرتبط بها من ملفات ومؤامرات والتي ادت في النهاية الى الاطاحة بكلاهما......
والسؤال الذي يطرح الان هو

هل ان هذا الصراع وغيره من صراعات السياسة لازال يغذي ملفات الفساد ويؤثر على البرمجة السياسية لاولويات فتحها ليتخذ شكل الركمجة الشعبية من اجل ركوب موجة الشارع وتوجيهها بالشكل الذي يخدم تلك التغذية ام ان الموضوعية والشفافية هما اطار وآلية فتح هذه الملفات وترتيب اولوياتها؟

ربما ان قادم الايام سوف يحمل الاجابة على هذا السئوال البريء والذي لا يقتصر فقط على ملف هذان الشخصان بل انه يشمل جميع ملفات الفساد والتي تمثل عصب الاصلاح وخطوة مهمة وحساسة في عملية اعادة ثقة الشارع فيجب ان تكون موضوعية وان لا تخضع لاي برمجة سياسية تهدف الى ركمجة شعبية تركب موجة الشارع فيسقط راكبها ويغرق كما غرق غيره.....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المملكة الاردنية الهاشمية





 

free web counter

 

أرشيف المقالات