| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 29/10/ 2009



تفجيرات الأربعاء وتفجيرات الأحد ...ربما إلى نهاية الأسبوع
تحليل للأحداث من وسط الركام

د. هدى حمودي

"المواطن هو الضحية" هذا ما يجب أن نقرره قبل أن ندخل في صلب الموضوع، ثم ننطلق لنتجول في أروقة المراقبين لنرى كيف تمكنت الشراذم الضالة المجرمة من إزهاق أرواح العشرات من الأبرياء وسط بغداد التي تحتضن (قيادة عمليات بغداد ومراكز القوى الأمنية الأخرى)، وما الدوافع وراء كل لك.

هناك أربعة تحليلات لما حدث:
التحليل الأول:
ويرى أصحاب هذا التحليل أن التنافس الانتخابي بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي وبتحديد أدق بين حزب الدعوة بقيادة المالكي والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم.
وقبل الخوض في التفاصيل تستوقفنا قضية وتساؤل: أي تنافس هذا الذي تزهق في سبيله الأرواح البريئة ويصل إلى السلطة من خلال أرواح 60 طفلاً لا يعرف مصيرهم لحد الآن لا سيما بعد اختلاط أسفل الركام بماء الجاري حيث يتوقع غرقهم بماء المجاري.
إن نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي طالما راهن على ورقة الأمن الذي قطف ثمرته بعد جهود كثيرة بذلت في زراعة الشجرة من جميع الأطراف، لذا توعدت الأطراف المناوئة المتمثلة بـ (المجلس الأعلى) الذي يدعي أنه مفجر (الثورة) في العراق، فقامت تلك الأطراف بلعبة زعزعة الأمن من خلال عدة (فعاليات) لميليشياتها العسكرية وأبرز تلك الفعاليات هي (التفجيرات).
وفعلاً كشفت تلك الفعاليات زيف الاحتياطات الأمنية التي تدّعي حكومة المالكي أنها وضعتها في وجه أي طاريء يساعد على عودة الإرهاب إلى الشارع العراقي، كما كشفت عن الاختراقات الحقيقية في صفوف أجهزتها الأمنية من قبل الميليشيات.
وكدليل على هذا التحليل يشير أصحابه الى المظاهرة التي سيرتها – في الخفاء- حكومة المالكي والتي قرر فيها المتظاهرون أن الهدف من التفجيرات هو اضعاف حكومة المالكي، وبرغم ذلك كله لم تستطع هذه الحكومة الإشارة صراحة إلى الفاعلين الحقيقيين بل وجهت الاتهامات إلى (البعثيين والصداميين والتكفيريين) كما هو الحال في كل حادث تفجير حتى التفجيرات التي كان يستخدم فيها أسلحة إيرانية!.

التحليل الثاني:
يوجه التهم مباشرة إلى إيران ويسوق لذلك أدلة توصل إليها جهاز المخابرات العراقي أن الأسلحة المستخدمة في عمليات الأربعاء السابقة إيرانية الصنع. فضلاً عن أن إيران هي اللاعب الأبرز الذي يستهدف زعزعة الاستقرار في العراق منذ بداية اللعبة دون توقف للاستفادة من هذه الفوضى في فرض نفسها كلاعب رئيس يراهن على مقدرته على فرض الأمن متى شاء وزعزعته متى شاء، وقد صرح بذلك علانية مسؤولون إيرانيون كالسفير الإيراني لدى العراق.

التحليل الثالث:
الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء التفجيرات حيث تنوي من خلال ذلك إطالة عمر الاحتلال وإبقاء العراق تحت طائلة البند السابع باعتباره غير مؤهل لاستلام زمام الأمور.

التحليل الرابع:
حكومة المالكي ذاتها هي التي تقف وراء التفجيرات، والهدف انتخابي حيث يسعى إلى تعزيز موقفه وإظهار نفسه بأنه محارب وأن هناك جهات تريد إسقاطه والقضاء على منجزاته التي حققها وبالتالي يتوجب على الجماهير الوقوف إلى جانبه والتصويت لقائمته وذلك يدخل أيضاً ضمن اللعبة القذرة التي تمارسها بعض الأطراف في سبيل السلطة.

ومهما تكن الجهة التي تقف وراء الإجرام فإنها ستسقط إلى الأبد حين تنكشف الأمور بشكل أكبر بعد نزول الغبار إلى الأرض وطلوع الشمس...إلى الأبد ... إلى الأبد.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات