| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 29/1/ 2011

     

ابحث عن الفروق السعة بين خطاب مبارك وخطاب بنعلي الأخير‏

مريم التيجي

صديقي الفيسبوكي المحترم:سؤالك حول الفروق السبعة بين خطاب الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بنعلي وبين الرئيس المصري حسني مبارك أغراني بالعودة الى الخطابين وكانت النتيجة كالآتي,
اول ملاحظة تثير انتباه المتتبعين لخطاب الرئيس الهارب وخطاب الرئيس المصري حسني مبارك، أنهما اختارا التوجه الي شعبيهما وهما في كامل أناقتهما، ولتحدي عوادي الزمن قررا إلقاء الخطبتين وقوفا، لكي لا يتهمهما المتآمرون بالعجز عن ممارسة مهامهما، ولكي يؤكدا أنهما لازالا رجلا المرحلة، حيث ظهرا بخصلات شعريهما المصبوغة بعناية بالاسود القاتم .

وفي حين اختار الرئيس التونسي أن يبدأ خطابه قائلا بأن “الوضع يتطلب تغييرا عميقا” مضيفا “أنا فهمتكم،فهمت الجميع، البطال والسياسي والمطالب بمزيد من الحريات,, »لم يختلف خطاب زميله السابق كثيرا في المضمون حين كانت أول عبارة بعد “إخواني المواطنين،أخواتي المواطنات” هي” أتحدث اليكم في ظرف دقيق يفرض علينا جميعا وقفة جادة وصادقة مع النفس تتوخى سلامة القصد وصالح الوطن,, »

ولم يختلف الزعيمان في رقة قلبيهما فقد أسف حسني مبارك “كل الأسف لما أسفرت عنه المظاهرات من ضحايا أبرياء” في حين تألم بنعلي “شديد الألم”على دماء التونسييين التي سالت,
وفي الوقت الذي أطلت فيه “محاولات البعض لاعتلاء موجة هذه المظاهرات والمتاجرة شعاراتها” من خطاب مبارك،كان زميله السابق أكثر ذكاء حيث أنه جفف منابع هذه المحاولات منذ زمن بعيد,
أما الفرق الثاني في الخطابين، أن بنعلي بدا غير راض عن حكومته التي لم تلتزم بالتعليمات ولم تسمع أن “الكرتوش ممنوع”على حد قوله،كان مبارك راضيا عن أداء حكومته (رغم أنه أقالها قبل أن ينهي خطابه) مؤكدا أنها “التزمت بالتعليمات وكان ذلك واضحا في تعامل قوات الشرطة مع شبابنا”

ولم يقتنع كلا الرئيسين بأن ما يجري في الشوارع ليس فقط أعمال فوضى وشغب، فقد حاول بنعلي أن يعطي دروسا للمنتفظين ويؤكد لهم أن “هذه الأحداث ماهيش متاعنا,,والتخريب ماهوش من عادات التونسي المتحضر التونسي المتسامح,,موش من سلوكنا”وذهب مبارك في نفس المسار معتبرا أن ما يحدث “”من نهب وفوضى وحرائق،” يتجاوز ذلك “لمخطط أبعد من ذلك لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الشرعية (يا سلاااام على الشرعية)

والفرق الآخر في الخطابين أن الرئيس المصري تمسك باللغة العربية الفصحى، في حين أن بنعلي حاول أن يؤكد لشعبه أنه قريب منه أكثر من أي وقت مضى لذا خاطبه بالعامية ولم يسمح لبعض الكلمات العربية المنفلتة أن تجري على لسانه فقال قولته التي سيخلدها التاريخ “أنا فهمتكم,,إي فهمتكم,, » في حين قال زميله برصانة وهدوووء “إنني أعي التطلعات المشروعة للشعب وأعلم جيدا قدر همومه ومعاناته (يا حنين)

وفي الوقت الذي طلب فيه مبارك من الحكومة تقديم استقالتها اكتفى بنعلي بأن يطلب من الوزير الأول ”تخفيض أسعار المواد الأساسية”
ولم ينس الزعيمان بأن يذكرا شعبيهما بأفضالهما عليهما فمبارك اختار لشعبه طريق الاصلاح الذي “لا رجوع عنه” بينما كان كل يوم من حياة بنعلي “في خدمة البلاد وقدم تضحيات” كان يعتقد أن الشعب يعرفها حسب ما ذكر,

واستمرارا في لعبة البحث عن الفروق، اعتذر الرئيس التونسي لمن طلبوا منه أن يرشح نفسه للرئاسة عام 2014، مؤكدا أن “لا رئاسة مدى الحياة” بينما لا يبدو أن الرئيس المصري اتخذ هذا القرار بعد,

كما أن بنعلي كان أكثر شجاعة واعترف “غلطوني وسيحاسبون” في حين أن مبارك على ما يبدو يعتقد أن المغلطون أغووا شعبه واندسوا في صفوفه لذا فما ينتظر المتظاهرين لا يعلمه الا الله لأن الزعيم قرر وبحزم أن “يدافع عن أمن مصر واستقرارها”


 

free web counter

 

أرشيف المقالات