| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس  29 / 5 / 2014


 

تحقيق احلام الاطفال وحمايتهم مسؤولية الجميع

خانم زهدي

يصادف الاول من حزيران من هذا العام الذكرى 64 ليوم الطفل العالمي والذي يعتبر ثمرة نضالات النساء والامهات من اجل حياة افضل للطفولة التي تعرضت للمعاناة والاهوال وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي تركت الملايين من الاطفال بين المشردين واليتامى والمعوقين بالاضافة الى اعداد كبيرة من الاطفال الذين عاشوا حياة المعتقلات النازية بعيدين عن عوائلهم واوطانهم مجبرين ومحرومين من ابسط الحقوق ، مما دفع الامهات والنساء وكل محبي الاطفال والمنظمات النسائية الى تشديد النضال من اجل حركة واسعة لحماية الطفولة وضمان حياة لائقة وامنة وسعيدة لكل الاطفال .

فكانت مبادرة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (اندع) الى عقد اجتماع مكتبه في موسكو عام 1949 لدراسة موضوع يوم خاص للاطفال في العالم للاهتمام بالطفولة وحياتها في مختلف النواحي وفي عام 1950 أقر (اندع) في اجتماع مجلسه في هلسنكي يوم الاول من حزيران من كل عام يوماً عالمياً للاطفال للاهتمام بالطفولة واقامة النشاطات المختلفة من اجل سعادتهم من خلال اللعب والمهرجانات والهدايا والنضال من اجل حقوقهم كأنسان وليشعروا بالمحبة والرعاية والحماية بكل مايتعلق بمستقبلهم ،واقر هذا اليوم بشكله النهائي في مؤتمر نسائي برعاية ( أندع ) في فينا عام 1952 ليس فقط كمناسبة لأظهار البهجة والمحبة بل من اجل تشديد النضال من قبل الامهات والنساء وقوى المحبة لحمايتهم من الحروب واسلحة الدمار وتأمين حياة انسانية سعيدة لهم،وفي السنوات اللاحقة اشتد نضال ا لقوى المناضلة ضد الحروب والجوع والمرضى والجهل واصبحت الأمم المتحدة تتبنى موضوع حماية الطفولة وكذلك برزت المنظمات الدولية ايضاً في هذا المجال وكان عام 1959 اعلان حقوق الطفل وعام 1979 السنة العالمية للطفل الذي عقد خلاله مؤتمر الطفولة العالمي لحماية الطفولة في موسكو . وبعد ثلاثين سنة من النضال المتواصل تم اقرار اتفاقية حقوق الطفل في 20 تشرين الثاني 1989 ودخلت حيز التنفيذ في 2 سبتمبر 1990

وقد اعلن النظام المقبور موافقته على الألتزام بالأتفاقية ولكنه في الواقع انتهك 25 مادة ودباجتها انتهاكاً سافراً وان اللجنة المتابعة للتنفيذ التابعة للأمم المتحدة قد ارسلت تحفظاً للنظام الفاشي البائد لعدم التزامه بالتنفيذ قانونياً .

ان حقوق الأطفال ورعاية الطفولة جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، والديمقراطية تزدهر بازدهارهما وتنتهك بأنتهاكهما لذا نرى ان اطفال العراق كانوا ولا يزالون غير مشمولين ببنود اتفاقية لائحة حقوق الطفولة التي انتهكت كلياً من قبل السلطة الدكتاتورية المقبورة او سلطات الاحتلال اوسلطات المحاصصة الطائفية . يقال ان العراق عضو فاعل في لائحة حقوق الطفل لعام 1989 ان هذا يتناقض مع معاناة اطفال العراق الذين نسوا طفولتهم مع مرارة حياتهم وحرمانهم من ابسط الحقوق الذي تؤكده الارقام التالية ( المؤكدة من المنظمات الدولية كاليونسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر ) .

ففي عراقنا الحبيب جيوش من الاطفال يمتهنون التسول ومهن شاقة لا تتناسب مع اجسامهم النحيفة وهناك خمسة ملايين طفل يتيم حيث ان 60 % من الايتام معيلين لعوائلهم وهناك مليونان بدون مدارس و50 الف طفل غير ملتحق بالمدرسة واربع ملايين طفل يعانون من سوء التغذية ويبلغ عدد الاطفال الذين ليس لديهم مأوى 600 الف طفل ينامون في الشوارع وعلى الارصفة ويقتاتون على النفايات .

ويوجد مايقارب 6880 حالة وفاة كل عام بين الأطفال تحت سن الخامسة ويتعرض طفل واحد من كل ثمانية اطفال للتشرد .

اما حول ضحايا التفجيرات والعنف والأقتتال فحصة الاطفال لكبيرة، حيث انهم الضحايا الاسهل والاكبر لهذه المأساة ويبلغ 20% وان عدد المتضررين من التهجير يبلغ 35% .

اما الأطفال الموجودين في السجون فيبلغ عددهم 700 في السجون العراقية والامريكية وان هذه الأحصائية في عراقنا في أزدياد مستمر نتيجة ترك الأطفال للمقاعد الدراسية كي يعملوا ويعينوا عوائلهم او انحرفوا عن الطريق وسلكوا مختلف السبل المؤدية الى ارتكاب الجرائم ،ففي العراق المدمر حيث يجول فيه الارهابيون والعصابات في غياب من القوانين والفوضى السائدة وأغرقوا البلد في بحراً من الدماء كما ان المسؤولين العراقين قد نسوا الشعب والأطفال في غمرة نزاعاتهم وتنافسهم على كراسي الحكم وتوزيعها فيما بينهم وهدر اموال الشعب حسب المحاصصات الطائفية والعرقية .

أن الاطفال هم المستقبل وتأمين حياة سعيدة لهم مسؤولية الحكومة بالدرجة الرئيسية . فالحكومة والبرلمان مطالبان بتقديم حياة لائقة لهم ونبذ خلافاتهم الطائفية والتفرقة العنصرية والعمل الجاد من اجل الحلول الجذرية لمشاكل ومعاناة الاطفال .

ان أطفال العراق يستحقون وطناً أمناً يتمتعون فيه بحقوقهم الانسانية كاملة ليتربوا وينموا ويتر عرعوا ، فهم بأمس الحاجة الى الامن والاستقرار والذهاب الى المدرسة بالاضافة لحاجتهم للغذاء والملبس اللائقين وحماية صحتهم وعلاج مرضاهم ، انهم يخافون الظلام فيحتاجون للكهرباء والماء النظيف والنقي كما انهم بحاجة لسكن يأويهم دون الخوف من المفخخات والعبوات الناسفة والخطف وعدم استخدام معاناتهم لاغراض سياسية اودعائية فحماية الاطفال مسؤولية الجميع ، مسؤولية الحكومة والبرلمان في تطبيق لائحة حقوق الطفل كما ان جميع منظمات المجتمع المدني وبالأخص المنظمات النسائية مدعوة الى العمل الجاد على ايجاد الحلول الصائبة لجميع المشاكل التي تعاني منها الطفولة وتقديم وتأمين الخدمات الاساسية لها .

وجدير بالذكر ان منظمة رابطة المرأة العراقية الني من احد اهدافها الرئيسية حماية الطفولة والتي ناضلت منذ نشوئها وفي مختلف ظروف عملها من اجل حماية الطفولة واسعادها وبمناسبة قرب الاول من حزيران يوم الطفل العالمي قد طرحت شعاراتها للعمل من اجل حل مشاكل اطفال العراق .

ان العمل من اجل تحقيق هذه الشعارات يعتبر من المهمات الجسيمة والتي لاتستطيع القيام بها فئة معينة من الشعب مهما بلغت من الطاقات والامكانيات مما يتطلب تظافر جهود كل المنظمات والهيئات السياسية والثقافية والاجتماعية لبناء عراق مدني ديمقراطي موحد يضمن المستقبل الامن والسعيد للطفولة .

وبمناسبة يوم الطفولة العالمي اجمل التهاني لأطفالنا الأعزاء وأحر التمنيات لتحقيق احلام الاطفال في وطن تسوده العدالة الاجتماعية .

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات