| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 29/2/ 2012                                                                                                 

 

توقيع كتاب نقرة السلمان

نهاد القاضي 

في حضور متميز ومشاركة فعالة من الجالية العراقية المختلفة القوميات والمذاهب اكتظت قاعة المنتدى المندائي في لاهاي عاصمة هولندا السياسية في يوم الجمعة المصادف 24\02\2012 لتتبع احتفالية توقيع كتاب نقرة السلمان للأديب والكاتب الروائي المتميز الاستاذ جاسم المطير حيث بدأ الاحتفال بالترحيب بالجميع من قبل الاستاذ نهاد القاضي الذي ادار الجلسة  حيث بدأ بشكر خاص للمنتدى المندائي في لاهاي هولندا الذي يستضيف دائما رواد الفكر والادب والوطنية في هذه القاعة مجانا دون مقابل وقال :

نگرة السلمان الارض المنخفضة في ناحية السلمان في السماوة جنوب العراق  وعلى بعد 60 كم من الحدود السعودية في الصحراء لانخفاضها عن مستوى الارض تتجمع الامطار والسيول فيها ولذلك سميت بالنگرة وفي منطقة السلمان.

بني سجن نگرة السلمان سنة 1928  من قبل (كلوب باشا ) فيه 6 قاعات على مساحة 1 x2 م وتم تجديدها في سنة    1936 وعلى مساحة 5 x 20م

 نگرة السلمان مقبرة المناضلين الوطنين، قبر الشهيد المجهول منذ القدم

نگرة السلمان بيت حملة الفكر اليساري ورواد الوطنية  وبعد احداث الدجيل وهدم الناحية كاملة اصبحت ناحية الدجيل الجديدة

نگرة السلمان تذكرني في شيئين اولهما الوطنية وثانيهما النضال وحقوق الانسان

نگرة السلمان تقودنا الى ايام زمان الى الجدران الى القضبان الى العطش والبطش

نگرة السلمان المحطة المركزية لقطار الموت المشهور المغادر من بغداد في عهد الشيطان عهد حفيد جنكيز خان

نگرة السلمان تقرأ فيها مسلة الشهداء على الجدران كتبت بالأظافر الطويلة وبما قلع عنوة من الاسنان

نگرة السلمان متحف لموت الاشياء البديعة بلسعة الافاعي وقرض الجرذان

نگرة السلمان وحيدا انت فيها مع وطنيتك الرمل والسماء والقضبان

نگرة السلمان بودقة السجين العربي والكوردي والسني والشيعي المندائي  والكلدو اشوري والارمن

نگرة السلمان مدرسة القرن العشرين لتخرج من خيوط حرارة شمس النهار وبرودة الليل

شهداء وسجناء حملوا موسوعة الوطنية واطروحة النضال واكاديمية الشجعان ليبيحوا ويعلنوا  بالألم والانين و الصمود والعصيان  ليرسموا حفاوة حقوق المرأة والطفل والسجين عند انظمة العراق و واقع حال البعثيين .

نگرة السلمان كتبت بالقلم ورسمت بالريشة والالوان وصورت التعسف والهذيان كلها كلمات وحروف ووثائق دامغة من رحلة سجين هارب  من رحلة الاديب والكاتب جاسم المطير في رواية نگرة السلمان .

وبعدها رحب القاضي بالدكتور احمد الشيخ احمد ربيعة الذي قرأ الكتاب وقدم مداخلته وقال فيه :

قرأها الدكتور احمد شيخ احمد ربيعه قرأها في هداية  وابحر بها الى عمق ذلك البئر الفكري الخازن لتاريخ الوطنية في بلدٍ حكمته انظمة عرفية ، قرأ فيها الوطنية قرأ فيها الافكار اليسارية النضالية

وزنها  و وازنها الدكتور ربيعه مع حكايات الرفاق الثورية   واستشهاد عمه والآم أمه المتعانقة مع نزيف دم شعبه أطر الدكتور ربيعه قراءته ببحر الاكاديمية وامواج الايديولوجية وهدير غضب الوطنية بحق غيوم الفاشية

ترى ماذا وجد الدكتور احمد ربيعه في رحلته مع كلمات وجمل كتاب  نگرة السلمان

ترى كيف وجدها مع حقيقة واقع حال ايام زمان

لنستمع معا الى الدكتور احمد ربيعه ونظرته لهذه الفترة الزمنية الموجعة من تاريخ العراق.

 

ثم بدأ الدكتور احمد ربيعه بإهداء مداخلته الى والدته لما تحملته من عذابات وكيف ترعرع في بيت كله سياسة وعن مقتل عمه الشهيد الزعيم الركن طه الشيخ أحمد مع الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم والمقاومة الشعبية لمجموعة حركة سريع في البصرة اثناء شباط الاسود. كما  في الذاكرة راسخة صورة دموع النساء  عند ابواب الحرس القومي وفي انتظار الاحبة المغيبين في المعتقلات. كان اطفال العوائل الشيوعية هم شهود بدون وعي على جرائم وقمع الانظمة الظالمة للمناضلين وجعل منهم جيل وطني تحمل الصمود والتحدي وحمل راية المقاومة في اواخر السبعينيات سواء في قوات الانصار او العمل السري في الداخل.

قال الدكتور احمد ربيعه عن الكتاب نقرة السلمان في طبعته الثانية والذي تضمن 546 صفحة من الحجم الكبير يعتبر وثيقة حية عن مجازر انقلاب 8 شباط 1963 وعن صمود السجناء الشيوعيون في سجن نقرة السلمان ومسالخ الحرس القومي. هي قطعة ادبية سياسية عن ادب السجون ُكتب الكتاب داخل السجن وتم تهريب اجزائه الى خارج السجن ويعود الفضل في اخفاء وحفظ مسودات هذا الكتاب الى السجين الشيوعي سامي أحمد. فقدت من المسودات 200 صفحة، ولم يتم استعادة كتابتها من قبل الكاتب، يرتكز الكتاب على عدة اعمدة ابرزها هي.

1- الحزب الشيوعي والسجين السياسي

2- القسوة

3- المراءة

4- الثقافة داخل السجن

5- صفحات من تاريخ السجن وتاريخ النضال الثوري في البصرة وثورة تموز.

6- العرفان بالجميل

يرى في المطير ذو رؤية متفائلة مع الاحزان، لغة الكتاب لغة تروي لأوسع مجموعة من الناس والاحداث تتكلم عن ثنائية الجلاد والضحية. عبر سرده للعديد من الاحداث التاريخية والتي هي تاريخ النضال في البصرة او العراق او الاحداث السجنية او عودته للخلفيات التاريخية او ذكره لألاف الاسماء، يسعى المطير عبر هذا السرد الذي يبدو في ظاهره عفوي لجر القارئ الى جدل التاريخ والواقع. ان القارئ يجد نفسه في وسط جدل فلسفي.

يلاحظ في الكتاب: ازمة المشروع العراقي ومشاكل ثورة 14 تموز، ازمة المشروع القومي العربي، ازمة المشروع الديمقراطي ، ازمة الشيوعي وازمة المشروع القومي الكوردي.

في الكتاب تكلم المطير عن السجناء وان العذاب والآهات هي الوحيدة الموجودة في السجن، تكلم عن الكثير من الشخصيات الذين استشهدوا فيه او نتيجة الهروب ومن ضمن الشهداء كانت والدة جاسم المطير التي سبقته في الانتماء الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي من قبل ولادته وكيف قامت بتهريب مطبعة من ايران الى البصرة. قدم المطير اعتذارا لأمه المتأخر كما قال عنه الدكتور احمد ربيعه انه جاء متأخر بسبب عنف الجلادين.

 قدم المطير صورة متحركة والالم ومعاناة الشخصيات مختلفة محبة تعيش وعاشت بين جوانح مجتمعنا هكذا نقل المطير الصور، ميز الكتاب عن مجموعتين مجموعة شيوعي البصرة وشيوعي الموصل على قلتهم ( 4) لكن بقي اثرهم حتى نهاية الكتاب. كتب ايضا عن المرأة ومعاناتها، كان دور المرأة  كبير والتي كانت الذراع الاساسي في الحركة لعدم بقاء الرجال، نساء تلك الايام السوداء هن جبروت المرأة العراقية، نساء السلمان كرجاله ومثال على ذلك فطومة راهي وهي من ناشطات البصرة ساهمت في مظاهرات البصرة في 1930 كانت مكشوفة الوجه بعباءتها تقول الشعر، اضافة الى مجموعة من النساء الاتي ناضلن في السجن وخارجه، وعن اغاني ام كلثوم التي تقدم كل يوم خميس وتأثيرها على السجناء وعذاباتهم اسماها الدكتور بزائرة السجين بدون دعوة او رغبة منها.

تكلم الكتاب عن الثقافة داخل سجن نقرة السلمان وكيف تواجد فيها 18 طبيب اخصائي وأقيمت الدورات لتعليم اللغة والاقتصاد السياسي وتم اصدار جريدة يومية تتضمن اخبار سياسية وادبية وتشكيل فرق مسؤولة عن الطبع والاستنساخ وغيرها.

كان السجن موقعا للتدريب على الديمقراطية والتمييز بين الديمقراطية الاوربية والاشتراكية، تكلم عن الابداع وخاصة ما قدمه المبدع الشاعر مظفر النواب.

الكتاب يسرد في محاولة اعادة النظر الى الحقيقة والمطلوب تقييم وجهة النظر في هذه الحقيقة. تكلم عن قطار الموت وقافلة الموت  ( هي نقل 500 سجين من سجن محمد القاسم في البصرة الى نقرة السلمان عبر الطريق الصحراوي).

تكلم الكتاب عن مجموعة اعدموا في البصرة دون سبب كانوا من اصدقاء جاسم المطير اثناء مرحلة الدراسة كما اقر العرفان الجميل  لأشخاص بعيدين عن السياسة  من عامة الشعب لكن كان لهم المواقف الشجاعة في اسناد وحماية المناضلين، كما نقل المطير صورة انسانية عن بعض السجانين وعلاقتهم مع السجناء. تكلم عن التاريخ والايام السوداء فيا ترى ماذا سيقول جلادو تلك الفترة عنها.

( بالإمكان الاطلاع على نص قراءة الدكتور احمد ربيعه  وهي بعنوان تراتيل العذاب والتحدي )

 

قامت عدسة قناة العراقية بتغطية الاحتفالية  وبكلمات وحوارات نسجها  الاعلامي احمد التميمي.

 كما قرأ الاستاذ عبد الجبار السعودي برقية الاستاذ عربي فرحان الخميسي من نيوزيلاند الذي رافق الاستاذ جاسم المطير في سجن نقرة السلمان وبعث بتحياته وأعرب عن سعادته بصدور هذا الكتاب كوثيقة تاريخية لمرحلة سوداء من تاريخ العراق.  كما حضر الاحتفالية قادما من كندا الدكتور عاصم عبد الرزاق عزت وهو احد راكبي قطار الموت ونزيل في سجن نقرة السلمان وزميل الاستاذ جاسم المطير في تلك المرحلة وبدا كلامه بالترحيب بالأستاذ جاسم  ويعتبر تحصيله على اعلى الشهادات في مجال الطب وحصوله على عضوية كلية الملكية البريطانية لكنه يفتخر بثلاث شهادات دبلوم وهي عضوية الحزب الشيوعي ومن ركاب قطار الموت وخريج اكاديمية سجن نقرة السلمان.

اختتمت الاحتفالية بمداخلات الحضور واسئلتهم التي اجاب عنها الدكتور احمد ربيعه  والاستاذ جاسم المطير بكل وضوح وأكد المطير عن وجود بعض النواقص في الكتاب على سبيل المثال حول اسماء ال 4000 نزيل في السجن  والاحداث ويعزو سبب ذلك الى فقدان ال 200 صفحة من الكتاب التي كتبت في 1964 وصودرت من قبل أمن البصرة فيما بعد وما تلعبه هذه الايام من ضعف الذاكرة، وجاء نقد من بعض الحضور عن عدم وجود توصيف للسجن فأجاب الاستاذ جاسم أنه متعمدا في ذلك بل اراد ان يربط بين داخل السجن وخارجه الذي كان ايضا سجنا بدون قضبان واسماه بالسجن الكبير، وشكر مساهمة الاستاذ عباس الدليمي بتهيئة الصور في الطبعة الثانية من الكتاب.

قام الاستاذ جاسم المطير اخيرا بتوقيع نسخ روايته نقرة السلمان وشكر الجميع على الحضور والمساهمة في المداخلات التي يعتبرها اساس نجاح هذه الامسية.

 

27 \02 \2012

 

 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات