مقالات وآراء حرة
الخميس 29/11/ 2012
هوامش على اقوال معتمد السيد السيستاني
رحمن خضير عباس
كان الشيخ حسين الياسين يردد بغضب وبمنتهى الجزع " على يا أساس .. على يا أساس .. " والشيخ هو معتمد السيد السيستاني كما تم التعريف به . وقد تناول في خطبة تناقلتها وسائل التواصل الأجتماعي كالفيس بك . ونقلت على هيئة يوتوب . وكنت اتمنى ان تنقل عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والقنوات الفضائية , التي اصبحت عشا للأحزاب المتنفذة والمتنعمة في عراقنا الجديد! لقد كانت خطبة غاضبة تناول فيها استخدام دوائر الدولة ومؤسساتها لأداء شعائر دينية ومذهبية .
" مو صحيح تسوون تعازي بالدوائر الرسمية .. مو صحيح تعلّق رايات واعلام على دائرتك الرسمية ... الدائرة الرسمية مالة العراقيين كلهم , على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم .. " واعتقد انه الصوت الوحيد الذي تكلم بحروف كبيرة , وبشجاعة وبصراحة .كان صوتا ذهبيا ينبعث من قرارة الوطن المعذب ، كان صوتا وطنيا ادرك فداحة ما نحن فيه كعراقيين ، حيث نقتدي بسلوك جلادنا الذي رفضناه بالأمس , وحالما استطعنا ان نتدبر امرنا , حتى سلكنا سلوكا لا يدل على الحرص وانما يدل على اضطهاد الآخرين , واشاعة جو من الكراهية والقسوة تجاه بقية الملل والنحل التي نتقاسم واياهم كعكة الوطن .
سأقول لك : لا فُضّ فوك ايها الشيخ الجليل . كلماتك الشجاعة والعميقة تركت فينا اثرا عميقا ومؤثرا ، كثيرون من الناس علقوا على خطبتك , مستحسنين أداءها ومضمونها. وقالوا : الدنيا مازالت بخير . البعض شكك فيها قائلا : ربما هذا يدخل في باب الدبلجة غير الحقيقية والتي تستبدل الصوت والكلمات وتبقي الصورة . اعتقاد البعض هذا كان نتيجة الصمت الذي مارستموه إزاء ما يجري .
إنّ استخدام مؤسسات الدولة لأداء الشعائر يتنافى مع مهمة هذه المؤسسات , في كونها مؤسسات مهنية وخدمية غايتها خدمة المواطن . كما ان الموظف الملتزم بطقوسه وشعائره , يستطيع ان يمارسها بحرية كاملة خارج هذه المؤسسة . لقد جيّر النظام الصدامي مؤسسات الدولة لصالح حزبه الحاكم , كما اغرقها بشعاراته واقواله وصوره ، فليس من الصحيح ان نحذو حذوه . بل يجب ان نفهم ما صرحت به يا شيخنا الجليل , في كون الدوائر الرسمية ملكا لكل العراقيين , على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم .
لقد اصبحت الوزارات وكرا لأحزابها - اغلبها مذهبية - وقد جعلوا منها مواكب حسينية اكثر من كونها مرافق للعلم والجهد والتحصيل . متناسين ان ثورة الحسين كانت ضد الظلم والفساد . وهاهم يغرقون في الفساد, ويسرقون قوت الشعب , ولكنهم يبكون على الحسين ويلطمون عليه . اعتقد بانك ستقول ان الحسين بريء منهم . واغلب الناس يشاركونك الرأي . نعم الحسين بريء من هؤلاء الفاسدين .بالأمس رأينا فيديو آخر لمدرسة من مدارس عراقنا الجميل ! ادارة المدرسة مجللة بسواد االحزن العاشورائي . وفيها صور الأئمة تتربع الجدران, وكان مدير المدرسة يعاقب تلميذا , يمسك بعصا غليظة تشبه ادوات التعذيب في مديرية الأمن العامة ايام ناظم كزار, كان التلميذ يتعذب والمدير يوزع ضربات العصا عليه بعنف , ترافقها قهقهات عدد من المدرسين . لقد كان المشهد غريبا ومتناقضا , ما بين طهارة الرمز المعلق في الجدار , وبين وضاعة السلوك التربوي . هل هذا مدير ام جلاد ؟ ألا يخجل ان يعذب طفلا امام رموز دينية افنت حياتها لتحقيق العدل ؟ ولماذا ترفع هذه الرايات والصور في هذه المدرسة وغيرها ؟ لقد تذكرت كلماتك يا شيخنا حينما قلت عن المدرسة :" هاي مدرسة وبس .. هاي مدرسة وبس "