| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 28/1/ 2012                                                                                                   

 

من هنا نبدأ

عباس سميسم

يقول عالم الإجتماع والفيلسوف السويسري البروف جون زيغلر :

الغروب صفة العالم الجديدة، لكن على الثوري أن ينصت للعشب وهو ينمو ؛في بورتو     اليغري وفي مخيمات الفلاحين بدون أرض في حركة أتاك بباريس وفي جلسات مناهضي العولمة؛ وفي كل مكان يتم فيه تنظيم المقاومة.

بعد أن سقطت كل النظريات أو أسُقطت بفعل نيران الحرب الباردة أو بخيبة الوعود بدا الوضع في كل العالم يتجه نحو افق  مسدود .

حروب ونزاعات ،خرائط ممزقة وأخرى ملصقة بالوهم والموت يطرق أبواب الجميع وأصبح مشهد الجثث وهي تتطاير من على شاشات التلفاز مشهداً مألوفاً وأكثر من عادي .

المُغالاة بلغت أوجها سواء في الطائفية أو العنصرية .

والعراق ليس إستثناء من هذا المشهد بل هو في بعض حالاته يَصلح أن يُـدّرس كنموذج .

فبعد أن أتلفت الدكتاتورية كل ركائز الوطن والوطنية وحولتها إلى هلام وجدنا أنفسنا نسبح في الفراغ تساوت بذلك الجماهير والقيادات حتى في أقصى حالات الإشتعال الكبرى .

هويات قاتلة ؛ تهجير ، مصادرة للرأي والملكية ،والأموال ، والحياة . وإنحسرت بل تلاشت مفاهيم كانت من القداسة والطهر يوماً  أن تكسرت على عتباتها أقفال سجن نكَرة السلمان وهدُت زنازين قصر النهاية وأقبية الأمن العامة .

لقد تحولت مفردات عزيزة إلى دلالات شايلوكية إن صحت الكناية فمثلاً خذ كلمة دفتر : وهي كلمة أثيرة بلاشك تذكرنا بالدفاتر المدرسية ورسائل الحب الأولى وورقات دفتر البافرة من أبو محيسن وشلون أوصفك وإنته دفتر  لكنها اليوم أصبح لها معنىً آخر لقد تحول الدفتر إلى عشرة آلاف دولار فقط لاغير !

وعلى هذا الإيقاع إختفت كل الطبقات الإجتماعية التي تحدث عنها حنا بطاطو في ثلاثيته المدهشة لتحل محلها طبقات أخرى مثل الحواسم والعلاسة والقفاصة ومازالت كل طبقة تلد أخرى، أرى الشرح فيها والحديث يطول ُ .

يبدو أن ما العمل ؟ هو الإجابة المنطقية على كل هذا الخراب . الذي حدثنا عنه يوماً أندريه بريتون

إن قذارة المال غمرت كل شئ ، فما تعنيه كلمة الوطن أو لفظة العدالة أو الواجب قد أصبح غريباً عنّا .

إن جرحاً واسعاً ينفتح أمام أعيننا ونحن نشهد شراً شديد الغموض يستمر في غموضه ، وليس في وسعنا أولاً إلا أن نقيس َ مدى مشاركتنا فيه .

إننا معارضون بمختلف المعاني لأي إكراه يحاول هذا العالم أن يجرنا إليه .

والآن بعيداً عن البروباغندا يبدو أن تشكيل التيار الديمقراطي العراقي يأتي في وقته المناسب وبإمكانه أن يجيب على الكثير من الأسئلة شرط عدم إنخراطه ِ في هذا الإلتباس السائد

أذن من هنا نبدأ

 


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات