| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 28/5/ 2009



الصحوة ظاهرة في العراق

عصام البصري

تبنت احزاب السلطة الديمقراطية التوافقية (المحاصصة) تعبيرا عن مشاركة مكونات الشعب العراقي في صناعة القرار والحراك السياسي. ونشرت صحف الاحزاب الاسلامية والقومية مقالات نظرية حول الديمقراطية التوافقية لشرح ابعادها النظرية، وناقشتها البرامج الحوارية في الفضائيات.

وشاركت الاحزاب الديمقراطية توجهات احزاب السلطة في انتقاد الولايات المتحدة الامريكية لتشكيلها مجلس الحكم في كل المناسبات، واعتبروه اساسا للمحاصصة (الديمقراطية التوافقية). خسرت عندها الاحزاب الديمقراطية جولات انتخابية متعددة لفشلها في نشر مفهوم الديمقراطية، وتحديد موقف واضح من الديمقراطية التوافقية ومشاكل العراق.

ومع قرب انتهاء دورة مجلس النواب، تناسى اعضاؤه خلافاتهم ومشاداتهم ومقاطعاتهم للجلسات وتعطيل اصدار القوانين وغيرها، تناسوها ومارسوا دورا رقابيا غاب عنهم سنوات، واستجوبوا وزير التجارة عبد الفلاح السوداني. وكانت فضيحة لتحفظ له رئاسة الوزراء ماء وجهه بقبول استقالته. وربما مثلت قضية وزير التجارة فشلا لحزب الدعوة بكل اجنحته. الا انها ظاهرة انتقام لحزب الفضيلة (صباح الساعدي) لإبعاده عن حكومة المالكي. ورد فعل للكتلة الصدرية عن تقليم الاظافر في بغداد والجنوب، وفرصة للمجلس الاسلامي الاعلى للتعويض عن تراجع دوره في انتخابات مجالس المحافظات امام حزب الدعوة. وكذلك كانت رد فعل للتحالف الكردستاني عن اشكاليات المالكي (انتقادات ومطالبة بتعديل الدستور وغيرها)، وثأر لجبهة الحوار والتوافق (اشكاليات الدايني والدليمي واسعد الهاشمي وما تعانيه الصحوة وغيرها). فاصبح لكل الكتل اهداف خاصة بها بعيدا عن تأييد صباح الساعدي. ويطرح حزب الدعوة مشكلة رفع الحصانة عن نواب جبهة الحوار والتوافق، ويغمز الى شمول صباح الساعدي بقانون العفو.

ويجد طارق الهاشمي (نائب رئيس الجمهورية) في استقالته من رئاسة الحزب الاسلامي، يجد طريقا للبحث عن دور اوسع لخدمة العراق. وتمثل هذه الخطوة صحوة اخرى في العراق بعد صحوة البرلمان. ويتذكر العقل العراقي صورة الهاشمي في الفضائيات مهددا مرتجفا منفعلا ابان تفجير العسكريين في سامراء، وحالت تلك الصورة دون فوزه برئاسة البرلمان. وتتكرر مساحة العمل السابقة في الانسحاب من حكومة المالكي وتعطيل جلسات البرلمان ومساندة المتهمين بالارهاب وغيرها. ويرجح البعض ان استقالة الهاشمي من رئاسة الحزب الاسلامي انعكاسا لخلافات بين قيادات الحزب حول العلاقة مع حزب الدعوة، وربما يشهد العراق تحالفا بين الدعوة والاسلامي في الانتخابات مطلع 2010، وستمثل صحوة اخرى في العراق.

تتكرر مطالبة المالكي لتعديل الدستور وتفضيل النظام الرئاسي وغيرها، واثارت معارضة بين احزاب السلطة. ويبقى الرئيس الطلباني يؤكد على التوافق في ادارة العراق.

ويبرر ساسة العراق ديمقراطية التوافق باعتبارها ضرورة لمرحلة انتقالية، حين غابت الثقة بين مكونات الشعب العراقي. وكأن ساستنا لم يتعاملوا مع بعضهم خلال سنوات المنفى، وكأن العراقيين لم يتعاملوا مع بعضهم بغض النظر عن اشكاليات الطائفة قبل التغيير. ولكنها محاولات ساسة للفوز بانتخابات مارسها العراقيون لاول مرة بعد حركات جماهيرية وعسكرية متعددة. وتشددت كل الاطراف في مفاوضات كتابة الدستور لتثبت كل مجموعة تمسكها واخلاصها للطائفة. وكانت حرب اهلية خاضتها جيوش متعددة الاسماء برموز تاريخية ومقدسة، شاركت فيها جميع القوى السياسية عنفا واستعراضات بشرية ومسلحة وحتى في العلاقات مع الجوار، وضاع تعريف الوطن، وشاركت في توثيق تلك المرحلة في مقالاات سابقة على الروابط التالية:

الارهاب: رؤية اخرى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=118745
قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=119952
حول زيارة الصدر الى تركيا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171476

وتلك الفترة تمثل فشلا للاحزاب الديمقراطية حين عجزت عن ايصال صوتها واستخدام مختلف الوسائل للانتشار. وكان تواجد القوات الامريكية وحلفائها على الارض اشكالية مع ثوابت سياسية سابقة!. وضاعت فرص ثمينة، وربما كان العذر دعم الجوار للاحزاب الاسلامية والطائفية والقومية.
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات