| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 28/3/ 2012

 

ثمانية وسبعين عاما على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي

قحطان محمد نوري

انها ذكريات خالدة حيث تحتفل جماهير الحزب ومؤيديه بمناسبة مرور ثمانية وسبعين عاما على تأسيس الحزب. الحزب الشيوعي العراقي, يقف في مقدمة الاحزاب الديمقراطيه وله جذور راسخه في تربة الوطن, ومن ابرز الفصائل الوطنيه التي ناضلت بصلابه من اجل الحقوق الوطنيه وبناء مجتمع العداله والديمقراطيه. كما ساهم في جميع الانتفاضات الشعبيه وقدم فيها التضحيات,ووقف بشجاعه منقطعة النظير امام الارهاب البعثي.

تاريخ الحزب الشيوعي العراقي حافل بالدفاع عن قضايا الشعب الملحه,وله ثقله السياسي والاجتماعي, ومن ابرز الاحداث التي ساهم فيها جهوده المضنيه في قيام جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 التي افضت لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.

البدايه حيث قرر وصمم الرعيل الاول من الماركسيين العراقيين بان الوقت قد حان لتأسيس حزب ماركسي يقود الطبقه العامله وشغيلة الفكر والمثقفين التقدميين.
كان في طليعة هؤلاء الرواد كل من حسين الرحال وعاصم فليح واخرين, وبالجهود المضنيه التي بذلها الرفيق فهد تم تأسيس الحزب ووضع اللبنه الاولى والحجر الاساسي في الحادي والثلاثين من شهر مارت عام 1934.

أود ان اسرد سطورا عن نشأتي وانخراطي في صفوف الحزب. نشأت في منطقه شعبيه في بغداد معروفه بنضالها وكفاحها ضد التعسف والخنوع,عندما بلغت الثامنه عشر لاحظ بعض الرفاق نشاطي الرياضي,حيث كنا نقضي اوقات الصيف المسائيه بالذهاب مع اترابي من الشبان لشاطىء دجلة الخير, نهيئ جفر المصارعه وتختات الشناو ونمارس السباحه والجذف ونقضي اوقات طويله في نشاطات رياضيه مختلفه,بادرني احد الرفاق الذي تربطني به علاقة صداقه وزماله دراسيه,اخذ يسرد لي مقدمه عن المظلومين والفقر المدقع والبطاله وسيطرة الاقطاع على الاراضي الزراعيه واستبداد الحكام الى اخره بعدها فاتحني للانظمام للحزب, فكرت في الموضوع واخبرته بعد اسبوع بالموافقه.

انهيت الدراسه الثانويه عام 1953 كانت رغبتي التقديم لكلية الحقوق. في احدى اللقاءات فاجأني الرفيق المنظم,وقال ان قيادة الحزب تؤكد على تقديم شباب الحزب للكليه العسكريه لان الحزب يود زيادة اعضاءه من العسكريين ، طرت فرحا للنبأ .

كنت مندفعا انفذ الواجبات التي أكلف بها بجرأه تهيئة للتقديم للكليه العسكريه الملكيه قبلت بعد جهود مضنيه بسبب التقارير عن نشاطي السياسي.

في الكليه العسكريه كلفت بخلق حلقة حزبيه وشرح سياسة الحزب, كانت تردني ادبيات الحزب بانتظام. لم تمضي فترة طويله حتى تم اعتقالي بسبب العثور على نشرات الحزب في خزانة ملابسي. بعدها تم تشكيل مجلس تحقيقي كدت افصل من الكليه لولا جهود ضابط كبير في القيادة العامه اللواء الركن شاكر محمود رامز الذي تربطه علاقه صداقه مع عائلتي تخرجت من الكليه العسكريه عام 1956

بعد تخرجي بفترة قصيرة انتظمت في حركة الضباط الاحرار التي كان يقودها الزعيم عبد الكريم قاسم ساهمت بدور متواضع في ثورة الرابع عشرمن تموز عام 1958. خلال انتكاس الوضع السياسي وتراجع الزعيم عن اسناد القوى الديمقراطيه ، تم نقل الكثير من الضباط التقدميين الى وحدات غير فعاله واحالة البعض على التقاعد ، وهكذا تسلق الضباط البعثيين والقوميين والمناهضين للثورة المراكز الحساسه وتم نقلي الى ضابط تجنيد.

اتذكر جيدا الانقلاب البعثي كان يوم جمعه , كنت مستلقيا اطالع خلال دقائق غلبني النعاس ذهبت بعدها في نوم عميق , افقت على ضربات قويه على الباب ذهبت مسرعا لفتح الباب واذا بالعريف الذي يعمل معي مصفر الوجه يرتجف قال لي ألم تسمع حدث انقلاب في بغداد يقوده البعثيون ,صعقت للنبأ وبينما انا في دوامة التفكير والقلق جاء مسؤول اللجنه المحليه للحزب يستفسر مني ما العمل وما اقترحه اخبرته بعد نقاش مستفيض بانه ليست هناك خطه افضل من خطة تنظيم صفوفنا والالتحاق بفصائل الانصار في شمال العراق ,ايد اقتراحي ,وهكذا حزمنا امرنا وتحركنا للمناطق الجبليه ,كانت الرحله طويله وشاقه. وهكذا دخلت في ورشة عمل استغرقت اكثر من عامين.

سيطر حزب البعث على السلطه نصبت المشانق للوطنيين اللذين قاوموا الانقلاب سفكت فيها دماء الابرياء و لقد دنس هؤلاء الاوباش المجرمين كل مقدس كما جلبوا الكوارث للعراق وشعبه في حروب عبثيه ,لا ناقة فيها لشعب العراق ولا جمل.

مما يؤسف له بالرغم من المقاومه البطوليه التي سطرها افراد من الحزب الشيوعي العراقي في حي الاكراد والكاظميه ومناطق اخرى الا انها جاءت متأخرة وعفويه ,وبدون تخطيط قيادة الحزب. قيادة الحزب كانت على علم ودرايه من ان هناك احزاب وشخصيات تحاول الاطاحه بالسلطه الوطنيه تساندها الدوائر الغربيه والعربيه.

ان التعليمات التي اصدرها الحزب على الورق بوضع المنظمات الحزبيه في حالة انذار كانت غير كافيه ومبتورة. في تقديري لو ان هذه التعليمات ودرجات الانذار بلغ بها الخط العسكري واللجان العسكريه في الحزب بدقه وبدون تأخير ,لكان من السهوله سحق الانقلابيين وتجنب الكوارث والمآسي التي لحقت بالشعب العراقي ,وكان من السهوله دحر الانقلابيين لو تظافرت جهود قيادة الحزب مع التنظيمات العسكريه ,لان عدد الضباط وضباط الصف في التنظيمات العسكريه جاوز الالف. لذا ارى ان قيادة الحزب الشيوعي العراقي في تلك الفترة تتحمل المسؤوليه كاملة لافتقارها للقرار الجريئ وضعف التكتيك.
 


28/3/2012
 

free web counter

 

أرشيف المقالات