|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  28  / 5 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

لبيك يا عراق !

ابراهيم الحريري

انتصر الحسين ! انتصر العراق ! و اندحر تجار الطائفية السياسية!
ما ان سمع كاتب هذه السطور باطلاق البعض شعار " لبيك يا حسين " على الحملة العسكرية لتحرير الأنبار حتى تكون لديه الأنطباع بان داعش انتصرت ! لانها افلحت ! لانها استطاعت جر خصمها الى القتال على ارضها هي : ارض الطائفية السياسية , و اين ؟ في المناطق التي افلح تجار الطائفية السياسية من الطرف الآخر , و من ثم داعش , في اذكاء المشاعر الطائفية "السنية" بين الكثير من سكانه , مستغلة السياسات الخاطئة , التي ترتقي الى مستوى الجريمة , لحكومة المالكي .

كان اطلاق شعار " لبيك يا حسين " الذي يسبغ على معركة تحرير الأنبار طابعا طائفيا , خاطئ سياسيا , لآنه يجرد المعركة من طابعها الوطني , و ينحدر بها الى مستوى الصراع الطائفي , و هذا عين ما تطمح اليه داعش ,في وقت كان يبدي فيه الكثير من ابناء العشائر و السكان الآستعداد لخوض معركة تحرير ارضهم و حمل السلاح الى جانب القوان المسلحة . و بهذا المعنى فان اطلاق هذا الشعار كان , بالأضافة , ضارا تعبويا ,لأنه يلقي الأرتباك و التردد في صفوف قوى كان يجري كسبها ضد العدو , داعش , و يدفع , في احسن الأحوال ,قسما منها الى الأنكفاء و اتخاذ موقف الحياد , و قد يدفع قسما آخر الى الألتحاق بصفوف داعش , الأقرب لهم , كما تدعي , طائفيا , ما دامت المعركة قد تحولت الى معركة طائفية ...

يصح على من اطلق هذا الشعار الوصف الذي اطلقه الجواهري في واحدة من اروع قصائده : " فرط خنىً بفرط غباء " !
و مع انه لم يكن لدي شك في هذا الأستنتاج الا اني اردت ان اشرك آخرين في ابداء الرأي فاطلقت "الاستفتاء " حول اي الشعارات اصح سياسيا و اقدر على التجميع :

1- ليك ياحسين 2 - لبيك يا انبار 3- لبيك يا عراق .

و مع ادراكي بحساسية الأستفتاء بالنظر للظروف الراهنة , التي قد تحول بين كثيرين و بين المشاركة , الا انني خاطرت !
كانت النتيجة هي :

من اصل تسعة عشر مشاركا ايد شعار لبيك يا عراق 13 . اثنان ايدا شعار لبيك يا انبار . اثنان ايدا شعار لبيك يا حسين (احدهما ليس عن قناعة كما كتب) ، ( ! الأثنان الأخيران رأيا انه لا فرق ...

ما كدت انتهي من الأحصاء حتى سمعت في الأخبار نقلا عن الناطق باسم القوات المسلحة , سعد معن , ان معركة تحرير الأنبار تجري تحت شعار : " لبيك يا عراق " !
هل يمكن اعتبار نتيجة الأستفتاء و ما اعلنه الناطق العسكري هزيمة لشعار " لبيك يا حسين " ؟
كلا ! بل الف كلا !

انه هزيمة لتجار الطائفية السياسية الذين استخدموا الأسم المشرف , الحسين ( ع ) و رايته لتحقيق مآربهم السياسية , البعيدة كل البعد عما مثله و ما يزال يمثله الحسين من نبل و تضحية و فداء , المجافية , اي هذه المآرب , لمشاعر و مصالح محبي الحسين و شيعته الذين يعانون الويلات وشظف العيش و الكوارث و يذبح ابناؤهم ( سبايكر و غيرها الكثير و الآتي اعظم ), بسبب سياسات من يدعون الحديث باسمهم , بينما يكدسون هم و من يشاركهم و يتقاسم معهم , الأموال الحرام , اموال العراق و ابنائه و بناته , سنة و شيعة ومن سائر الطوائف و المذاهب و الأديان و القوميات .

لم تنهزم الطائفية السياسية تماما بعد , لعلها خسرت معركة , لكنها لن تستسلم , ستقاتل بالأيدي و الأرجل و الأظافر و الآنياب (والجميع يشاهد ذلك كل يوم) , دفاعا عن مصالحها , و يتطلب الأمر من الناس , و من ذوي العقل و الرشاد , الذين ادركوا و يدركون ما الحقته الطائفية السياسية بالعراق من كوارث و نكبات يتطلب الأمر منهم المزيد من اليقظة , المزيد من التكاتف , المزيد من الجرأة و النشاط للجم الطائفية السياسية و انهاء دورها المخرب في الحياة السياسية العراقية . و اطلاق عملية بناء الوطنية العراقية (و يمكن للمعارك ضد داعش , بل ينبغي , ان تسهم بدور هام و اساسي في ذلك) , الرد الحقيقي على المخاطر التي تواجه العراق ,

اكاد ارى الحسين ( ع ) يطل على العراق من عليائه , متعاليا على جراحه , مخاطبا العراقيين و العراقيات :
الى الآمام يا ابنائي و يا بناتي , الى الآمام ! شيعة و سنة و من كل الطوائف و المذاهب و الأديان و القوميات فكلكم ابنائي و بناتي

كلكم شيعتي ما دمتم ضد الظلم و مع الحق و العدل .

الى الأمام لدحر اعداء الله والدين والوطن والناس , من اجل بناء العراق الذي اردته لكم , عراق العدل والحرية والتعايش والرخاء والسعادة

الى الأمام !
فراية العراق هي رايتي !



هاملتون / كندا
27 / 05 / 2015
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter