| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 27/9/ 2008



الاتفاقية الاميركية - العراقية بعد مهلة الثلاثة ايام
جاء الرد الاميركي بعد 3 اسابيع

ميادة العسكري

يقول المثل: لسانك حصانك..

والحصن لا علاقة له بالخيل او الربلات .. علاقته بالحصانة، والحصانات كثيرة، منها الحصانة الدبلوماسية وهي نوع من الحصانة القانونية والسياسة المتبعة بين الحكومات تضمن عدم ملاحقة ومحاكمة الدبلوماسيين تحت طائلة قوانين الدولة المضيفة. وتذكر المصادر بان الإتفاق على الحصانة الدبلوماسية كقانون دولي تم في مؤتمر فيينا للعلاقات الدبلوماسية الذي عقد في 1961.

اما الحصانة البرلمانية فتعني الحرمة المعطاة للبرلمان بشخصية أعضائه وذلك كي يستطيع النائب أن يؤدي مهامه ويضطلع بصلاحياته ضمن مناعة قانونية استثنائية. هذه الحصانة متصلة بأصولها التاريخية بطبيعة النظام البرلماني
الذي منذ نشأته إلى أن يتكون بشكل سلطة قائمة بذاتها الذي تنبثق منه بطريقة الانتخابات وصالحة من ثم لان تسن القانون بوصفه القاعدة السامية والأساسية التي تخضع الدولة بأجمعها من حكام ومحكومين إلى أوامرها.

تذكرت هذه الامور التي تتعلق بحفظ الحقوق والتحصين و"عين الحسود بيها فلفل وعود" مع وصول الوفد الاميركي المفاوض بشأن الاتفاق الامني الى بغداد مساء الخميس الماضي ..

وتميزت "جية" الاخوة الشركاء في الوطن كما يطلق عليهم تأدبا بالامور التالية:

"تم الكشف عن نص جديد لمفهوم (الحصانة)"

"الجانب العراقي يقول ان هناك عبارات مبهمة وفضفاضة في الاقتراح الاميركي"

"واشنطن خففت من طلب منح حصانة مطلقة لجنودها في العراق الى فقرة تنص على "ان الولايات المتحدة تولي كامل الاعتبار لأي طلب يقدم من العراق للولاية على افراد القوات المسلحة الاميركية والعنصر المدني عن جرائم تشمل افعالا عمدية وخطأ جسيماً والتي تخرق القانون العراقي. وتحال مثل هذه الطلبات للولاية القانونية العراقية لتتم تسويتها بالاتفاق المتبادل بين الطرفين عبر لجنة فرعية مشتركة" "

نعم التصريح مبهم ومطاطي وعائم كما ذكر مشكورا احد نواب المجلس النيابي العراقي، ولكن لنقرأ سوية النص ونحاول تشريحه بطريقة تسهل معها فهمنا لما يقصد من ورائها بسوء او حسن نية..

يقول النص ان الولايات المتحدة، اي "الربع" الشركاء المحتلين لبلدنا، والذي يقول عنهم المالكي وانا معه "واقع على الارض لم نكن نحن السبب من وراء وجوده عندنا" وصح لسان ابو اسراء لان الذي جاء بالاميركان الى العراق كان صدام نفسه عبر كل افعاله وتحرشاته وسوء تدبيره على مدى 35 عاما من حكمه لنا بالحديد والنار..

هذه الولايات المتحدة ستنظر بعين الجدية والاحترام والتقدير لكل طلب تتقدم به الحكومة العراقية الى الحكومة الاميركية لكي تقاضي او تحاكم او تعتقل اي فرد عسكري او مدني اميركي على ارض العراق مع قوات التحالف لقيام هذا الشخص بفعل يعتبره القانون العراقي جريمة.

لم ينص "السطرين ونص" على ان المسّلم بهم سيتم التعامل معهم من قبل السلطات العراقية بمفردها، وكل ما جاء هو انهم سيتم تسليمهم عبر لجنة مشتركة يتكون اعضاؤها من الاميركان والعراقيين ..

ويبدو ان الجانب الاميركي لديه رؤى وافكار جديدة، او انه يريد التوصل الى حلول وسط للمسائل الخلافية، فبعد ان ارسل المالكي النسخة المعدلة من الاتفاقية الى الجانب الاميركي قبل فترة وامهلهم 3 ايام لكي يرجعون الاتفاق "حيا او ميتا".. خيل لهم ان ال 3 ايام هي 3 اسابيع، وضربوا عليها "طناش" كما يقول الاخوة المصريين، ونحن في مهب رياح الشوق ننتظر عودة الابن الظال ، اما شاكرا او كفورا.

وكالمعتاد، تمخض الجبل فولد فارا صغيرا لا يسمن ولا يغني من جوع (طبعا بجنوب شرق آسيا ياكلون القرود والفيران والصراصر ولا يأنفون من شيء ابدا، لذلك مثل هذا الرد الاميركي لن يفيدهم في شيء).

فاذا اخذ الرد "ابو الثلث تيام" اسابيع، ترى كم سيلزم أي طلب يقدم من العراق للولاية على افراد القوات المسلحة الاميركية والعنصر المدني عن جرائم تشمل افعالا عمدية وخطأ جسيماً والتي تخرق القانون العراقي؟؟؟

ثلاثة قرون مثلاً؟؟؟

***
السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر هو الذي يقود المفاوضات، وهو نفسه الذي قال :

ان الشيعة في العراق لا يزالون يخشون الماضي
والسنة في العراق لا يزالون يخشون المستقبل
والاكراد لا يزالون يخشون الماضي والمستقبل

انظروا كيف اختصرها لنا بنفس واحد، ونحن تطحننا الحرب المعلنة وغير المعلنة ..

نحن وللاسف .. مثل الذي يبتلع موسا ..

ان قبلنا بالاتفاقية وصمنا بالعمالة، وان امتنعنا فإننا اكيد اغبياء ..

الاميركان لا يستطيعون البقاء طويلا في ظهرانينا في كل الاحوال، فلا حالهم الاقتصادي يساعدهم، ولا هم يحزنون، ونحن بصراحة مطلقة بحاجة اليهم كما مفاصل حديد السيارة بحاجة الى الزيت الذي يمنع الاحتكاك المؤدي الى الاشتعال والحريق .

فسنتنا وشيعتنا واكرادنا بحاجة الى مصالحة !!!! بحاجة الى خوذة تمنع بيت ابو عمر من قتل ابناء بيت ابو حيدر والعكس صحيح، وكأننا لسنا في وطن واحد
منذ قالوا بلى، حين قال جل شأنه ألست بربكم الخالق القادر المقتدر القوي
العزيز قالوا بلى أنت ربنا القوي العزيز.. وكأن بيت ابو كرار ليست كل "جناينه سنيات" وبيت ابو عثمان امه جعفرية من النجف..

والله اضحكنا الناس علينا.. نحن بحاجة الى البسطال الاميركي على ارضنا لكي نشعر بالامان في وطننا ..

وتلك هي مشكلة الكبرى ..

**

ولكن المشكلة الاكبر تتجلى في ان الاميركان على خلافنا نحن العرب لديهم واقع او مفهوم يسمونه "الوسل بلوار" اي مطلق الصفارة..

كيف؟

ابو غريب.. لم نفضحها نحن، فضحوها هم انفسهم

ما حصل في المحمودية من قتل الفتاة الصغيرة واهلها.. كشفوا انفسهم بأنفسهم لان احدهم لم يكن ينام الليل من تأنيب ضميره .

والامثلة بالمئات واكثر لاننا امام ناس فيهم نسبة كبيرة تمتلك ضمير عال لا نستطيع ان ننكره..

لذا، عاجلا ام آجلا، سيقوم المفاوضون الأمريكان بالكشف عن الشروط التى ينبغى توفرها للقواعد والقوات المرابطة فيها، وهي:

الشرط الأول: اعفاء شامل للأمريكيين عامة من القوانين العراقية

الشرط الثاني: أن يكون لامريكا حق الرفض على أية قرارات تتخذها أى حكومة عراقية

الشرط الثالث: أن يكون الجيش العراقى والشرطة بكافة عملياتهما تحت السيطرة الأمريكية

الشرط الرابع: احتفاظ الأجهزة الأمنية الأمريكية بحق اعتقال وسجن العراقيين والأجانب إذا قاموا بأى نشاط ارهابي

الشرط الخامس: أن تحتفظ القواعد الأمريكية بالسيطرة على السماء العراقية.

وبيناتنا الكلام.. كنا سنقبل بشارون مكان صدام، ترى، اليست هذه الاتفاقية اهون قليلا من شارون؟


 

free web counter

 

أرشيف المقالات