| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 27/4/ 2011                                                                                                   

 

نحو المؤتمر التاسع للحزب
مؤتمر الديمقراطية والتغيير

عبد الهادي ثامر

من المؤكد ان غالبية ابناء شعبنا حريصون على سمعة الحزب الشيوعي العراقي وتواقون لتطوره ويتمنون تبوؤه مكانة تتلائم مع تضحياته وتاريخه النضالي، لكن التمنيات وحدها لا تكفي فعلينا ان نعمل من اجل ان يكون لحزبنا موقع متميزاً في السياسة العراقية، وكشيوعين يجب ان نناهض ونرفض السلبية والتلقي والتلقين ونرجع الى جوهر معدننا الاصيل بان نكون دائما مبادرين.

ليس صحيحاً انتظار الوثائق الحزبية من اجل البدء في مناقشتها، ان عملية انتظار ما سيأتي من وثائق من قيادة الحزب ومن ثم العمل لتنظيم لقاءات لمناقشتها اسلوب غير كاف ولا فعال ويفترض ان تكون لنا القدرة على تجاوز الاساليب القديمة وايجاد بدائل عمل اكثر فائدة ونجاعة.

تعد الية العمل الحزبي الحالية احدى معوقات تطور العمل الحزبي وذلك لكونها جزءا من الية العمل الحزبي السري ومن اهم مضاهرها تعطيل المبادرات والاعتماد على التلقي والتنفيذ بدون ابداع اوحتى تدقيق.

فالصحيح اذن ان تعطي قيادة الحزب اشارة الانطلاق، عبر اقتراح عناوين اساسية لبرنامج المؤتمر التاسع والنظام الداخلي للحزب الى جميع منظمات الحزب داخل العراق وخارجه، وعلى ضوئها تعقد جميع منظمات الحزب موسعات لوضع مشروع البرنامج الوطني للمؤتمر التاسع وللنظام الداخلي للحزب .

وبموازاة ذلك، يتم الاعداد لعقد موسعات متعددة ومتنوعة على صعيد العراق وخارجه تحت اشراف لجان استشارية اكاديمية ذات علاقة، على ان تتناول هذه الموسعات دراسة الشؤون التالية: الاقتصادي و المالي – الزراعي - الثقافي والتراث – التربوي – السياسي - الديمقراطي – منظمات المجتمع المدني - والمؤسسات العسكرية والامنية، وتتركز مناقشات هذه الموسعات المتخصصة ليس في توصيف واقع هذه المفاصل فحسب بل وفي كيفية تطويرها بما يخدم مصالح اكثرية شعبنا واليات تطوير هذه المفاصل.

ولكي يستفيد الحزب ، او بشكل اصح ، لكي يستثمر الحزب خلاصات جميع هذه الموسعات يفترض ان يكون قد هيأ لجانا متخصصة مختلطة من رفاق الحزب ومتخصصين من خارجه، تكون مهمتهم جمع خلاصات جميع المحاور التي تمت مناقشتها في تلك الموسعات وتبويبها ومن ثم عرضها على قيادة الحزب لدراستها وعرضها على المندوبين في المؤتمر التاسع لمناقشتها والخروج ببرنامج وسياسة وطنية تلبي طموحات غالبية ابناء شعبنا .

هل نحن قادرون على القيام بمثل هذه التحضيرات وبهذه الاشكال والاليات ؟ اشك في ذلك في الوقت الراهن. ولكن طموحي كبير باننا سنتمكن من العمل الكثير من اجل شعبنا ما دمنا مخلصين وحريصين على سمعة ومكانة حزبنا ومستقبله.

وباختصار سأطرح بعض النقاط و المفاصل التي اود مناقشتها في هذا الورقة، والتي اعتقد بضرورة إدراجها في جدول المناقشات للتهيئة لاعمال المؤتمر وهي:


على المستوى السياسي، العمل على :
1- تعديل الدستور بما يتماشى وطموحنا في بناء الدولة المدنية
2– فصل الدين على الدولة
3 – تشريع قانون للاحزاب السياسية
4 – تشريع قانون عادل لانتخابات مجالس المحافظات والبرلمان
5 - تثبيت الاولوية في برنامج الحزب على تأسيس تيار وطني واسع يكون جسمه الاساسي من الشباب ويضم بين صفوفه شيوعيين و ديمقراطيين وليبراليين و اسلاميين معتدلين وشخصيات وطنية واكاديمية مستقلة على ان يكون لهذا التيار دور فاعلا في العملية السياسية.
6– العمل من اجل بناء دولة المؤسسات، وبناء اسس الدولة المدنية، دولة المؤسسات القانونية وتعميق الديمقراطية السياسية من اجل تاسيس نظام اجتماعي عادل
7 - ايلاء الاهتمام الاستثنائي لتكوين منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية وزج وتشجيع رفاقنا للعمل فيها والعمل من اجل استقلالها و تشجيع انتشارها لتشمل كل مناحي الحياة وكل مدن العراق .

على مستوى الحزب:
- ان تبديل اسم الحزب الشيوعي العراقي الى اسم اخر مثل ( اتحاد الشعب او حزب الشعب ) يعد اولى الضرورات للتفاعل مع الواقع العراقي ومن المؤكد ان الحزب يسعى لبناء عراق ديمقراطي، لذا يجب ان يسعى الحزب الى تغيير اسمه وتحديث برنامجه ليتلائم مع واقع العراق والعصر الذي نعيشه .

– تقييم تجربة الحزب السياسية خلال السنوات الثمانية الماضية:
1 - الهدف من التحالفات السياسية والوطنية.
2 - تقييم التحالفات التي تمت ابان العملية السياسية التي امتدت منذ سقوط صدام حتى عام 2011
3- مراجعة ومناقشة علاقة الحزب الشيوعي العراقي مع الحزب الشيوعي الكردستاني
4 – مراجعة او اعادة النظر في علاقة الحزب الشيوعي العراقي باحزاب التحالف الكردستاني وتقييمها .
فليس صحيحاً ان نستمر في دعم مصالح التحالف الكردستاني بشكل مطلق دون النظر الى مصالح حزبنا ومصالح شعبنا ، فنحن اليوم بامس الحاجة للحزبين الكردستانيين من اجل دعمنا كحزب وطني امين على مصالح الكرد اكثر من غيرهم، لكن التجربة الانتخابية، اكدت وللاسف الشديد على ان الحزبين الكردستانيين فضلوا مثلاً خسارة عدد من المقاعد تراوحت ما بين 8-10 مقاعد على ان يتحالفوا مع حزبنا في مناطق بغداد والجنوب ولم يكترثوا من ان تذهب اصواتهم لغير حلفائهم من المخلصين
- على الحزب ان يعيد النظر في لغته السياسية واعتماد الخطاب والشعار السياسي الستراتيجي والمرحلي المفهوم والمرتبط بحاجات غالبية شعبنا ومستقبلهم.
– الاستفادة من التراث السياسي والشعبي المرتبط بالواقع العراقي
– مراجعة النظام الداخلي للحزب واليات تنفيذ فقراته
– الدراسة الجدية للمميزات والخصائص الي يجب ان تتوفر لدى جميع رفاق الحزب وحصرا لدى الرفاق الذين يتبوأون مراكز قيادية او مفاصل سياسية مهمة.
- ومن اجل تعميق الديمقراطية داخل الحزب يجب السماح لحرية التعبير و نشر الرأي السياسي الاخر في اعلام الحزب وان يكون للاقلية دورا داخل مؤتمرات الحزب الدورية والوطنية من خلال التمثيل وحضور المؤتمرات كأن يكون لهم كوته مثلما هو موجود لدينا بالنسبة للاقليات الدينية او للنساء .
– تمثيل النقابات ومنظمات المجتمع المدني في قيادة الحزب .
- انتخاب رفاق الى اللجنة المركزية من ذوي الاختصاص او الاهتمام في مفاصل العمل المجتمعي كأن يكون رفيقا لديه اهتمام في الصحة واخر في القانون وتكون لكل رفيق عضو لجنة مركزية هيئة استشارية تتكون من رفاق متخصصين او ذوي علاقة بتخصص الرفيق عضو اللجنة المركزية، وبهذا الشكل تكون لدى حزبنا قيادة حزبية مهنيه كفوءة وفاعلة.
-ايجاد هيئة اعلامية للحزب تتكون من كوادر الحزب المختلفة واصدقائه تمتع بالكفاءة المهنية والسياسية لادارة تحرير ادبيات الحزب واعلامه المختلفة، على ان تعكس سياسة الحزب والرأي الرأي الاخر وتمتع بنوعية من الاستقلالية، وتسعى الى خلق وتعدد المنابر الاعلامية للحزب  .
– يتفرغ عضو اللجنة المركزية او المكتب السياسي للعمل الحزبي ولا يتبوأ اي منصب وظيفي حكومي على ان تصرف للرفاق القياديين رواتب كافية و مجزية.
- من اجل تطوير الحزب ورفده بالقيادات الكفوءه هناك الية لجرد النشطاء من الرفاق وزجهم في حضور المؤتمرات وهي فرصة لاظهار وصقل مهاراتهم وتعميق امكانياتهم .
- العمل على الغاء الصيغة القديمة في استضافة وجوه حزبية كضيوف شرف في المؤتمرات ولا يحق لهم التصويت، وذلك باستبدالها بضيوف شرف من الوجوه الوطنية المستقلة والحريصة على تطور الحزب.
– تشكيل لجنة استشارية من لدن اعضاء اللجان المركزية السابقين تقوم بدور استشاري و تعمل بتواصل مع قيادة الحزب ويكون لها دور المراقب في المؤتمرات الحزبية .
- التفكير جدياً بايجاد موارد مالية ثابتة للحزب يعتمد عليها في تسيير اعماله.

لماذا هذه الملاحظات؟
يفترض ان تكون مؤتمرات الحزب الوطنية مترابطة ومدققة على ضوء ما تم منها من انجازات وبالضرورة سيكون برنامج المؤتمر التاسع للحزب استكمالا لما تم انجازه من برامج حزبنا السابقة والتي سعت من اجل التغيير السياسي الاجتماعي الديمقراطي ،وبصفتنا كشيوعيين سنواصل تطوير برامجنا بشكل مستمر متجاوزين ما عفى عليه الزمن ونستشرف اهدافنا ومهام عملنا في المستقبل. وفي هذا الاطار لابد لنا ان نقف ونراجع ما اتفقنا عليه وما تم انجازه من برنامج المؤتمر الخامس الذي يعد من ابرز المؤتمرات والخطوة الاولى نحو تبني التجديد والديمقراطية داخل الحزب .
ويجب ان نقر ايضاً ان اسقاط نظام صدام حسين واستمرار الاحتلال ووجود القوات الاجنبية في العراق قد حققت بعض التطلعات المشروعة لنضال شعب العراق ففي كردستان نال وتمرس الكرد في ارساء اقليم فدرالي متطور وعلى مستوى العراق وضع دستور دائم للبلاد واجريت عدة انتخابات ديمقراطية محلية ونيابية وتم تأسيس بنى اساسية لتطور العملية السياسية الديمقراطية .
لقد واجه الحزب بعد اسقاط نظام الدكتاتور صدام ظروف ومتغيرات جذرية داخل المجتمع العراقي مما يتطلب من الحزب ان يطور برنامجه واساليب عمله, فبعد اكثر من 8 سنوات من سقوط الدكتاتورية، وفي ظل تخبط العملية السياسية وعدم استباب الامن فرضت على شعبنا سياسات اقتصادية متعثرة احادية الجانب، اقتصاد ريعي، تعتمد على عائدات مادة النفط وحدها كاساس لتحريك العجلة دون الاهتمام بالجوانب الاقتصادية الاخرى كتنمية الصناعات التحويلية والتكميلية وتطوير الامكاتيات الصناعية الاخرى وتطوير الزراعة، مما انعكس سلباً في شكل متغيرات في تركيب الرأسمال العراقي واضمحلال الطبقة الوسطى وتشظي وتراجع الرأسمالية الصناعية والزراعية المنتجة وتضرر فئات سكانية كبيرة من هذه التراجعات والذي ادى الى استمرار هجرة الفلاحين لأراضيهم وسكناهم، إستفحال البطالة المقنعة في دوائر الدولة وشيوع الرأسمالية الطفيلية وشرعنة العمل المنظم في تدمير وانهاء ونهب مؤسسات القطاع العام وموت الصناعات الاستراتيجية الوطنية والصناعات الحرفية والمهنية الصغيرة والمتوسطة هذا طبعاً اضافة الى التردي المريع الذي يتجلى بشكل واضح في كل مجالات المجتمع العراقي كالتعليم والصحة والنقل والماء والكهرباء ونظم الاتصالات والثقافة والاعلام والسياحة .... الخ وبموازاة ذلك شيوع كل انواع الفساد المالي والاداري والارتشاء والتزوير واستشراءه، مما يطرح على حزبنا مهام وطنية جديدة بصفته الفصيل الوطني الحريص والمدافع عن حقوق غالبة شعبنا .

وعلى المستوى الدولي وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة دول المعسكر الاشتراكي، شهدنا محاولات مهمة للنظام الراسمالي في ابتكار آليات للتحكم في أزماته المالية التي واجهته في السنوات الاخيرة و فرضت الولايات الأمريكية المتحدة على العالم سياسة القطب الواحد وبدأت تتصرف كدولة حتى على حلفائها من الاوروبيين بسبب هيمنها على مصادر الطاقة والاقتصاد العالمي وعلى حلف شمال الأطلسي .
مما اضطر الكثير من الاحزاب الشيوعية والعمالية والديمقراطية لتغيير برامجها ووسائل واساليب عملها السياسي، فالمنهج الماركسي منهج ديناميكي مفتوح على جميع الافكار والتجارب الانسانية . إنه علم متجدد يستقبل الاضافات والاكتشافات المعرفية والفكرية والسياسية ويتفاعل معها، فالماركسية اذن ضد الانغلاق، تطالبنا دوماً بتفحص ودراسة ما يدور حولنا على ارض الواقع لكي نستفيد من حركته ونرسم سياستنا على ضوء متطلبات ذلك الواقع. وقد اكد حزبنا في برنامج المؤتمر الثامن على ضرورة الإفادة من وقائع العصر الذي نعيشه ومما تطرحه العولمة، كظاهرة موضوعية ، من امكانات كبرى أمام تقدم المجتمع البشري في سائر الميادين .
وكنتيجة لذلك ، يجب ان نلاحظ نشوء منظمات اجتماعية وسياسية في اوربا وفي مناطق اخرى من العالم تقوم بفعاليات احتجاجية سلمية تناهض وحشية العولمة وجشع الراسمال العالمي وفي الوقت نفسه تطالب معظم هذه الحركات استفادة الشعوب غير الاوروبية من نتائج وحركة العولمة وتعمل هذه المنظمات من اجل انسنة نتائج العولمة وبموازة ذلك ايضاً نشأت وتوسعت مؤسسات ومنظمات حقوقيه وقانونية ذات طابع مدني و إنساني مستقل تعمل من اجل حماية البيئة وحقوق الإنسان وتقوية دور المرأة والحفاظ على حقوقها وحقوق الطفل ولنشر مبادئ العدالة الاجتماعية والتوعية فيها ونجحت هذه المنظمات بالتعامل مع منظمة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها في انشاء محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحروب والابادة الجماعية .

خلاصة ما تقدم اقول ، لن نأتي بجديد عندما نعترف بان الاشتراكية الديمقراطية والديمقراطية الليبرالية هما النظامان الاساسيان المتبقيان دون منافس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية الاخرى وباتت الديمقراطية كمنهج هي المسيطر الوحيد في الشأن السياسي –الإقتصادي – الإجتماعي و الأيديولوجي .



 

free web counter

 

أرشيف المقالات